رئيس التحرير
خالد مهران

حصيلة جولة ترامب في الخليج.. صفقات تجارية بـ 4 تريليونات دولار وطائرة بقيمة 400 مليون دولار

ترامب وولي العهد
ترامب وولي العهد السعودي

استغل الرئيس دونالد ترامب أول رحلة خارجية رئيسية له في ولايته الثانية لرسم ملامح رؤية لاستعادة الاستقرار العالمي، رؤية ترتكز على البراغماتية والمصلحة الذاتية بدلًا من القيم، معتبرًا علاقات الولايات المتحدة مع دول الخليج الغنية نموذجًا يُحتذى به لأعداء أمريكا منذ زمن طويل.

سلطت جولته التي استمرت أربعة أيام عبر المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، والتي انتهت يوم الجمعة، الضوء على نهج ترامب القائم على المعاملات في الشؤون الخارجية، حيث استقبله حكام مستبدون بثلاث زيارات رسمية فخمة ركزت بشكل كبير على الشراكات الاقتصادية والأمنية.

جاءت رحلته في ظل صراعات عالمية مستعصية، بما في ذلك غزة وأوكرانيا، أظهرت حدود نفوذه. لكن ترامب أصرّ على طي صفحة "التدخل" الأمريكي في المنطقة، إذ بادر بالاعتراف بالحكومة الجديدة في سوريا لأول مرة، وحثّ إيران على الانخراط في محادثات نووية قبل فوات الأوان.
 



ترامب يجني استثمارات ضخمة  من رحلته الخليجية

 

صرح ترامب للصحفيين يوم الخميس بينما كانت طائرة الرئاسة على وشك الهبوط في قطر: "لقد كانت رحلة رائعة. لقد جمعنا تريليونات الدولارات من الاستثمارات لبلدنا". وبعد ذلك بقليل، حدد الرقم بـ 4 تريليونات دولار.

هذا الرقم يعادل ضعف الناتج المحلي الإجمالي مجتمعًا للمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، مما يعني أن أي استثمارات معلنة ستتراكم على الأرجح على مدى عدة سنوات - إن وُجدت أصلًا - بطرق قد لا تظهر في أرقام النمو الاقتصادي الأمريكي الإجمالي.

وأكدت شركة بوينج أن صفقة شراء قطر لطائرات 787 و777X بقيمة 96 مليار دولار تُعدّ أكبر طلبية لطائرات 787 والطائرات عريضة البدن في تاريخ الشركة. وعبّر ترامب عن حماسه قائلًا: "أعتقد أنها أكبر طلبية في تاريخ الطيران، وبالتأكيد بهذا الحجم".

كما بالغ ترامب في التقليل من شأن السجل الاقتصادي لسلفه، الديمقراطي جو بايدن، مُعلنًا في إحدى المرات: "أيام الركود الاقتصادي في عهد الإدارة السابقة تتلاشى بسرعة لتحل محلها أعظم اقتصاد في تاريخ العالم".

وقد نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.8% العام الماضي، وانخفض بمعدل سنوي قدره 0.3% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.

علاوة على ذلك، أبرمت عائلة ترامب صفقاتٍ لترخيص علامتها التجارية لمشاريع عقارية، ولبناء أبراج ترامب وملاعب غولف في أنحاء الشرق الأوسط. وتقول كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إنه "من السخافة" التساؤل عما إذا كانت هذه الأرباح ستؤثر على قرارات ترامب الحاكمة.

 

معلوف: زيارة ترامب لدول الخليج جاءت بهدف زيادة الاستثمارات الأمريكية

 

أكد مسعود معلوف سفير لبنان الأسبق بالولايات المتحدة الأمريكية، أن زيارة ترامب للسعودية وقطر والإمارات مهمة جدا  للولايات المتحدة، ومهمة أيضا لهذه الدول.

 وقال معلوف، إن ترامب يسعى للحصول على استثمارات بقيمة 600 مليا دولار من هذه الدول ينعش الاقتصاد الأمريكي ويقلل من حجم البطالة، كما أن هذه الدول ستستفيد.

وأشار معلوف خلال تصريحات خاصة لـ«النبأ» إلى أن الولايات المتحدة ستؤمن تلك الدول وتضمن لها الاستقرار والازدهار، علما أن الولايات المتحدة ستحاول على زيادة نفوذها بالمنطقة في منافسة الصين والتي زادت من وجوده وعلاقاتها مع هذه الدول، حيث أن ترامب سيستفيد من ذلك بأنه شركات خاصة وبعائلته ستعمل بتلك الاستثمارات.

كما تطرق معلوف إلى رفع العقوبات عن سوريا، قائلًا إن ترامب أسرع في ذلك بناء على طلب الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والرئيس التركي أردوعان، حيث ترغب المملكة في استقرار سوريا، كما أن احمد الشرع من حلفاء السعودية وتركيا، مشيرُا إلى أن ترامب طلب من الشرع انضمام سوريا إلى اتفاقات إبراهام هذا أمر ليس مستحيلا، حيث نعلم أن الإدارة السورية الجديدة بعدما أخرجت نظام الأسد من الحكم وبعد الهجمات الإسرائيلية لم تتخذا إجراء أو مواقف قوية ضد إسرائيل، بل اكتفت بطلب بعض الدول بتوقف العدوان الإسرائيلي فقط، فإذا انضمنت سوريا لاتفاقات إبراهام فأن ذلك سيزيد من الاستثمارات الأمريكية في سوريا وإعادة الإعمار وتحسين الوضع الاقتصادي في سوريا، فترامب يحاول حاليا أن يهدي إسرائيل هذا الاتفاق مع سوريا مقابل رفع العقوبات ودعم النظام السوري الجديد بالأموال وبالاستثمارات.