رئيس التحرير
خالد مهران

مومياوات بيرو الغامضة.. تتبع كائنات غير بشرية وتحمل في بطنها معادن

النبأ

كشفت دراسات علمية حديثة عن حقائق مثيرة بشأن مومياوات بيرو الغامضة التي أثارت الجدل في بيرو منذ ثلاث سنوات، حيث أكد علماء أن هذه الجثث حقيقية بنسبة 100%، لكنها لا تعود إلى كائنات بشرية.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد أجرى فريق بحثي مكسيكي تحليلات على 21 من  مومياوات بيرو، ووجدوا فيها بصمات أصابع، واهتراء في العظام، وتشكيلات أسنان، ما يثبت أنها كائنات بيولوجية حقيقية لكنها لا تتطابق مع الصفات البشرية المعروفة.

كائنات ثلاثية الأصابع وحوامل بأجنة غامضة

المفاجأة الأكبر جاءت عندما كشف العلماء أن بعض  مومياوات بيرو كانت حوامل بأجنة تمتلك ثلاثة أصابع، وهو ما يجعل تزويرها أو التلاعب بها أمرًا مستحيلًا، وفقًا لما صرّح به رئيس كلية الطب في المكسيك، الذي أكد حقيقتها بعد شهور من البحث والتحليل.

ألواح معدنية غامضة داخل الأجساد

وأظهرت الفحوصات أيضًا وجود ألواح معدنية داخل أجساد  مومياوات بيرو، تغطي بعض العظام والتكوينات الخارجية على الجلد. وعند تحليل هذه الألواح باستخدام قياس الطيف الضوئي، تبين أنها تتكون من النحاس، الكادميوم، الأوزميوم، الألمنيوم، الذهب، والفضة، ما يزيد من الغموض حول طبيعة هذه الكائنات وأصلها.

الظهور الأول للمومياوات وإثارة الجدل

برزت هذه المومياوات لأول مرة عندما قدم الصحفي المثير للجدل خافيير ماوسان نماذج منها إلى الكونغرس المكسيكي في عام 2023، مما أثار جدلًا واسعًا، ومنذ ذلك الحين تخضع للدراسة والبحث العلمي المكثف.

وفي تقارير سابقة، أفادت وسائل الإعلام بأن علماء الآثار في بيرو عثروا على مومياء غريبة مكبلة بالحبال بالكامل داخل مقبرة تحت الأرض، في منطقة كاجاماركويلا، التي تبعد بضعة كيلومترات عن العاصمة ليما.

لغز عمره 800 عام وأكثر

يرجح العلماء أن هذه المومياء تعود إلى فترة ما بين 800 إلى 1200 عام، وتنتمي لحضارة سبقت إمبراطورية الإنكا، التي سيطرت على أجزاء كبيرة من أمريكا الجنوبية.

وفي هذا السياق، أوضح عالم الآثار بيتر فان دالين لونا أن السمة الأبرز لهذه المومياء هي أن جميع أطرافها مربوطة بالحبال، ويديها تغطي وجهها، وهو وضع غريب يُعتقد أنه يرتبط بطقوس جنائزية قديمة.

وأشار إلى أن هذه الكائنات ربما عاشت في جبال الأنديز قبل 200-600 عام من ظهور الإنكا، لكن الدراسات المستمرة قد تكشف معلومات أدق حول هذه المومياء الغامضة.

كنز أثري في بيرو


إلى جانب هذه المومياء، عثر العلماء في المقبرة على أدوات حجرية، وأوانٍ خزفية تحتوي على بقايا نباتات، مما قد يوفر أدلة إضافية عن طبيعة الحياة التي عاشتها هذه الكائنات.

وتُعرف بيرو بكونها موطنًا لمئات المواقع الأثرية التي تعود إلى حضارات ما قبل وبعد إمبراطورية الإنكا، التي هيمنت على جنوب أمريكا الجنوبية قبل 500 عام، ممتدة من جنوب الإكوادور وكولومبيا إلى وسط تشيلي.

ما زال اللغز مستمرًا

ورغم التقدم في تحليل هذه المومياوات، لا يزال العلماء يبحثون عن إجابات قاطعة حول أصول هذه الكائنات، وما إذا كانت من سلالة بشرية غير معروفة، أو أنها دليل على وجود حياة غير أرضية.

في ظل هذه الاكتشافات، يبقى السؤال الأهم: هل هذه المومياوات دليل على تاريخ بشري مفقود، أم أنها تشير إلى شيء أكبر وأغرب؟!