رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد تعرض مروحيته لحادث..ماذا تعرف عن الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي»؟

بعد تعرض مروحيته
بعد تعرض مروحيته لحادث..ماذا تعرف عن الرئيس الإيراني

ولا يزال مصير طائرة هليكوبتر كانت تقل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته وآخرين، غامضا بعد سقوطها في وسط الغابات في محافظة أذربيجان الشرقية، اليوم الأحد.

لكن من هو الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي؟

ولد رئيسي في مدينة مشهد في نوفمبر/ تشرين الثاني 1960، وبدأ بتولي مناصب عامة في سن مبكرة؛ حيث عُين بعد وفاة مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة روح الله الخميني عام 1989، مدّعيًا عامًا للعاصمة طهران، وكان عمره 29 سنة فقط.

وبدأ رئيسي، الحائز على شهادة دكتوراه في الفقه الإسلامي، عمله في أروقة السلطة عام 1981 في سلك القضاء حيث تولى منصب المدعي العام في مدينة خرج وبعدها بفترة قصيرة تولى منصب مدعي عام مدينة همدان أيضًا، جامعا بين المنصبين.

وفي عام 1985 تولى منصب نائب المدعي العام للعاصمة طهران وهو المنصب الذي مهد السبيل له لعضوية "لجنة الموت" عام 1988.

وضمت "لجنة الموت" التي نظرت في محاكمات سريّة انعقدت عام 1988، ثلاثة قضاة آخرين إلى جانب رئيسي.

وفي أعقاب وفاة المرشد الاعلى الأول آية الله خميني عام 1989 تولى رئيسي منصب المدعي العام للعاصمة طهران وظل في هذا المنصب خلال تولي كل من محمد يزدي ومحمود هاشمي شهرودي وصادق لاريجاني رئاسة السلطة القضائية.

وتدرّج رئيسي في سلك القضاء ليصبح المدعي العام في طهران، وصولًا إلى المدعي العام لإيران عام 2014.

خلال الفترة ما بين 2004 إلى 2014 تولى رئيسي منصب النائب الأول لرئيس السلطة القضائية وأثناء ذلك انتخب عام 2006 عضوًا في "مجلس خبراء القيادة" الذي يتولى مهمة تعيين المرشد الأعلى للثورة أو عزله. وبعد ذلك بعامين تولى منصب نائب رئيس المجلس.

وبقي رئيسي في منصب المدعى العام حتى مارس/ آذار 2016 حين تولى إدارة واحدة من أغنى وأهم المؤسسات الدينية في إيران، وهي مؤسسة الإمام رضا والتي تحمل اسم "آستان قدس رضوی"، وتشرف على مرقد الإمام الرضا في مشهد.

تم تعيينه من قبل خامنئي في 2016 على رأس المؤسسة الخيرية "أستان قدس رضوي" المكلفة بتسيير شؤون ضريح الإمام رضا (ثامن خليفة للرسول محمد حسب المذهب الشيعي).

وترأس إبراهيم رئيسي المؤسسة لمدة ثلاث سنوات، الأمر الذي منحه قوة سياسية كبيرة ونفوذًا كبيرًا في أروقة الدولة الإيرانية، فيما حظي بدعم من قبل غالبية السياسيين والعسكريين الذين يسيرون البلاد.

وفي عام 2017، فاجأ رئيسي المراقبين وترشح لخوض سباق الرئاسة ضد روحاني الذي فاز بولاية ثانية عبر فوز ساحق من أول جولة. ولم تقضِ الخسارة أمام روحاني على رئيسي الذي عيّنه المرشد الأعلى خامنئي عام 2019 على رأس السلطة القضائية في البلاد.

وفي 2019، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على رئيسي بدعوى تورّطه في انتهاكات حقوقية.

وتولى رئيسي رئاسة إيران في 4 أغسطس/ آب 2021، وهو الرئيس الثامن للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وجعل إبراهيم رئيسي محاربة الفساد قضيته الأساسية وأحد شعارات حملته الانتخابية. أكثر من ذلك، فقد قدم نفسه على أنه "عدو الفساد والأرستقراطية وعدم الكفاءة". كما وعد حينها في حال أصبح رئيسًا لإيران بمكافحة "الفقر". 

ويحظى إيراهيم رئيسي بصلاحيات تنفيذية ويشكل الحكومة، لكن الكلمة الفصل في السياسات العامة تعود إلى المرشد.

يوصف إبراهيم رئيسي بأبرز أقطاب التيار المحافظ في إيران، وقد انتقد مرات عدة التعويل على من يصفهم بالأعداء لرفع العقوبات عن إيران وتحسين الواقع الاقتصادي فيها في إشارة إلى دول غربية، وطالب رئيسي مرارًا بالتركيز على الجهود المحلية للحد من آثار العقوبات الغربية.

وإبان تعيينه رئيسًا للسلطة القضائية عام ألفين وتسعة عشر، فرضت عليه واشنطن عقوبات إثر اتهامه بالمسؤولية عن إعدام معتقلين سياسيين في الثمانينيات وقمع اضطرابات عام ألفين وتسعة.

ولا يزال مصير طائرة هليكوبتر كانت تقل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته وآخرين، غامضا بعد سقوطها في وسط الغابات في محافظة أذربيجان الشرقية، اليوم الأحد.

فقد أعلنت الحكومة الإيرانية أن الظروف التي تمر بها البلاد معقدة.

وكان رئيسي مسافرا إلى محافظة أذربيجان الشرقية في إيران في وقت مبكر اليوم لافتتاح سد مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

والسد هو الثالث الذي بنته الدولتان على نهر أراس. 

وجاءت الزيارة على الرغم من العلاقات الباردة بين البلدين، بما في ذلك الهجوم المسلح على سفارة أذربيجان في طهران عام 2023، والعلاقات الدبلوماسية بين أذربيجان وإسرائيل، التي تعتبرها إيران عدوها الرئيسي في المنطقة.

كما كان برفقة رئيسي كل من حسين عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني، ومالك رحمتي حاكم مقاطعة أذربيجان الشرقية، ومحمد علي الهاشم إمام في محافظة تبريز، وفق ما نقلته تقارير محلية.

ووصف التلفزيون الرسمي منطقة الحادث بأنها قريبة من مدينة جلفا الواقعة على الحدود مع دولة أذربيجان، على بعد حوالي 600 كيلومتر (375 ميلًا) شمال غرب العاصمة الإيرانية طهران.

من جانبه، قال وزير الداخلية أحمد وحيدي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي إن الرئيس ورفاقه كانوا في طريق عودتهم على متن بعض المروحيات واضطرت إحدى المروحيات إلى الهبوط بسبب سوء الأحوال الجوية والضباب، مشيرا إلى أن فرق إنقاذ مختلفة في طريقها إلى المنطقة ولكن بسبب سوء الأحوال الجوية والضباب قد يستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إلى المروحية".

وأضاف: "المنطقة وعرة بعض الشيء ومن الصعب الاتصال بها. ننتظر وصول فرق الإنقاذ إلى موقع الهبوط وتزويدنا بمزيد من المعلومات".

وقال التلفزيون الرسمي إن رجال الإنقاذ كانوا يحاولون الوصول إلى الموقع، لكن الظروف الجوية السيئة أعاقتهم.