رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد عرض أولى الحلقات.. تقرير حكومى يكشف «بلاوي سودة» في مسلسلات رمضان

مسلسلات رمضان 2024
مسلسلات رمضان 2024

يقترب البطل من بواب عمارة ويقدم له سيجارة ليسأله عن أحد السكان، لأسباب عاطفية أو أمنية، أو مشهد تحقيق يريد المحقق تخفيف التوتر مع المتهم فيبادره بإعطائه سيجارة، أو مجموعة من الأصدقاء في المدرسة أو الجامعة يجتمعون عند أحد أصدقائهم ويتبادلون السجائر أو المواد المخدرة.

لم يخل أي عمل درامي من هذه المشاهد أو غيرها  التي روجت للتدخين وللمواد المخدرة على مدى تاريخ صناعة الدراما المصرية، وأصبح من الطبيعي أن نرى هذه المشاهد ونتقبلها مما أثر على المجتمع بشكل سلبي كبير.

وتتعامل الدراما المصرية مع مشاهد التدخين وتعاطي المواد المخدرة من شيء مستهجن إلى شيء يجب التعامل معه وتقبل وجوده، بل بالعكس تعتبره فرصة للنصيحة والإرشاد.

وتتسع قائمة مسلسلات رمضان 2024 وتشمل مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية التي يصل عددها إلى 20 مسلسلا يعرضون على قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بالإضافة إلى منصة «واتش ات»، بالإضافة إلى مسلسلات الـ15 حلقة، ومن المقرر عرض 5 مسلسلات في النصف الأول من شهر رمضان على أن يكمل مثلها النصف الثاني من رمضان.

ومع بدء شهر رمضان المبارك وعرض أولى حلقات المسلسلات الرمضانية نلاحظ ظهور هذه المشاهد بقوة في بعض المسلسلات وخاصة الأعمال الشعبية، مثل  مسلسل «المعلم» للفنان مصطفى شعبان، و«حق عرب» للفنان أحمد العوضي، و«العتاولة» للنجم أحمد السقا والفنان باسم سمرة، إضافة إلى الاعتماد عليها بشكل كلي لنجاح أي عمل وللفت الانتباه، وأصبح من السهل تقبل هذه المشاهد حتى في وجود الأطفال والمراهقين.

ونعلم جيدا التأثير السلبي لمشاهد التدخين والمخدرات في الأعمال الدرامية على المجتمع عامة وبين الشباب والأطفال خاصة، فصورة البطل في أي عمل درامي هي الصورة الذهنية التي يقلدها الشباب وبالأخص هذه المشاهد.

ويهتم المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بشدة  في رصد التناول الدرامي لظاهرة التدخين وتعاطي المواد المخدرة  خلال شهر رمضان المبارك 2024 وتحليلها من خلال نخبة من أساتذة الإعلام والطب النفسي وعلم الاجتماع فى سياق دوره الذى رسمته له وثيقة التزام صناع الدراما بالتناول الرشيد لظاهرة التدخين وتعاطى المواد المخدرة التي تم إطلاقها بالتعاون مع نقابة المهن التمثيلية.

كسر القانون

وفي السياق، قالت الفنانة نهال عنبر عضو نقابة المهن التمثيلية، في تصريحات سابقة، إنها تكره التدخين للغاية، مؤكدة أنها لا تتواجد في أي مكان يوجد به تدخين، حتى في البيت ممنوع أي ضيف يدخن سيجارة ولو أصر يبقى في البلكونة.

وأضافت «عنبر»، أنها كانت سعيدة بالفترة التي تم فيها منع ظهور التدخين والمخدرات في الدراما، ولكن الآن تم كسر القانون وأصبح هناك العديد من الأبطال يستخدمون السجائر في الدراما.

وتابعت، أنه لا بد على الدولة أن يكون لها دور كبير في منع التدخين، ولا بد أن يتنامى دور الأم في التوعية بأضرار التدخين ولا بد أن تقوم المدارس بدور أكبر في التنبيه والتوعية وكذلك في كل وسائل الإعلام.

واستكملت: "عرض عليا في أحد الأعمال الفنية أن أمسك سيجارة ولكني رفضت الإقدام على تلك الخطوة نهائيًا وتحايلت على الموقف بأداء مقنع كما يريد المخرج ولم استخدم السيجارة".

لا تقل عن الأوبئة

ومن جانبه، قال خالد محمود الناقد الفني، إن مشاهد التدخين والمخدرات في مسلسلات رمضان لا تقل عن الأوبئة التي يتعرض لها المجتمع، ولا بد أن تكون رسائل الدراما رسالة إيجابية وتهدف إلى مساعدة الإنسان في الحياة.

وأضاف "محمود"، أن الدراما التلفزيونية تعد قوة ضاربة مؤثرة لأنها تصل إلى جميع البيوت على شاشات التلفزيون، لافتا إلى أنها تلعب دورا خطيرا، كما أنه لا بد للفنان أن يراعي أن الدراما عنصر أساسي في المجتمع ومراعاة التطورات.

ولفت إلى أنه مع بدء الموسم الرمضاني نلاحظ وجود مشاهد تدخين ومخدرات لبعض المسلسلات، وخاصة المسلسلات التي تسير في إطار شعبي، مثل مسلسل «حق عرب»، و«العتاولة»، و«المعلم»، وذلك لاعتمادهم على هذه المشاهد لإظهار القوة والفتونة والمعلمة، مضيفا: «نطالب بمنع هذه المشاهد».

وتابع أنه ليس من الصعب إيجاد بديل في تقديم أدوار التدخين في المسلسلات، مؤكدا أن صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية يقوم بمجهود كبير ويمتلك لجنة رصد درامية ويقوم بشكل دوري بعقد جلسات مع صناع الدراما، وتم الاتفاق على أن مسلسلات المتحدة يراعى فيها عدم التدخين.

دور نقابة المهن التمثيلية

ومن جهته قال أمين خير الله ناقد فني، إنه ظهرت خلال الحلقات الأولى من مسلسلات دراما رمضان 2024 الكثير من المشاهد التي تتضمن تدخين السجائر والمواد المخدرة والشيشة بشكل قد يكون مردوده سلبيًا على المشاهدين خلال الشهر الفضيل وباقي شهور السنة.

وأضاف "خيرالله"، أن الدراما التليفزيونية ناقلة للواقع ولا تصنعه، فالمجتمع المصري أصبح بالفعل خلال الوقت الحالي يستهلك كميات ليست بالقليلة من الدخان والمخدرات وهذا الواقع أثبتته العديد من التقارير الحكومية، لكن الإكثار والمبالغة دون سبب في مثل هذه المشاهد وبدون أي مبرر درامي غير مطلوب.

وتابع أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام هو الجهة المنوط بها متابعة مثل هذه الأمور وله سلطة اتخاذ القرارات  في هذا الشأن وقد كان بالفعل يتابع مثل هذه التفاصيل منذ فترات قريبة حيث كان يصدر تنبيهاته لشركات الإنتاج بضرورة حذف جميع المشاهد التي تتضمن التدخين لكن هذا العام لم يصدر ــ المجلس ــ مثل هذه التحذيرات ولم يُلفت انتباه أحد لذلك.

وأكد أنه بالفعل يوجد ضوابط وأكواد تم وضعها خصيصًا لمثل هذه الأمور ولا ينقص صناع الأعمال الدرامية إلا الالتزام بها فقط، والدليل على ذلك أنه قبل انطلاق الموسم الدرامي الرمضاني قبل الماضي ــ 2022 ــ أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر توصياته بضرورة تجنب مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات التي تحمل إغراءات للنشء وصغار السن والمراهقين لتجربة التدخين والتعاطي.

كما أكد المجلس في توصياته ــ آنذاك ــ على ضرورة التزام صناع الدراما بما تم الاتفاق عليه بشأن هذه الظواهر في الوثيقة الصادرة عام 2015 بمشاركة منظمة الصحة العالمية والمركز الكاثوليكي ونقابتي المهن التمثيلية والسينمائية ورئيس اتحاد النقابات الفنية وعدد من رموز الفن والإعلام وذلك للحد من مشاهد التدخين.

وأشار إلى أن نقابة المهن التمثيلية ليست معنية بمثل هذه الأمور، فالنقابة دورها هي الدفاع عن حقوق أعضاء الجمعية العمومية ومتابعة الخدمات المقدمة لهم وتطبيق القوانين واللوائح المتعلقة بعملها وعمل أعضائها، لكن ليس لها الحق في إضافة أو حذف مشاهد أو إصدار تنبيهات خاصة بالأعمال الفنية إلا في أضيق الحدود وفي أمور معينة.

وتابع "النافد الفني"، أن بعض الجمعيات الأهلية تتابع وترصد سلبيات الدراما التليفزيونية وتنشر تقاريرها للرأي العام لكن ليس لها أي سلطة تستطيع ممارستها على صناع الأعمال الدرامية الذين لا يلتزمون بمثل هذه التوصيات لأسباب قد تكون فنية من وجهة نظرهم.