رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل خطة الحكومة لإنقاذ قلوب المصريين من التوقف بالأماكن العامة

أمراض القلب والأزمات
أمراض القلب والأزمات القلبية

تعد أمراض القلب والأزمات القلبية، أحد أكثر أسباب الوفاة في مصر شيوعا وعلى مستوى العالم، وخاصة في الفترة الأخيرة، وهو ما كشفته إحصائية لوزارة الصحة حول أنها سبب 14% من الوفيات سنويا بمصر.

الإحصائية السابقة، وما كشفته من أرقام تعتبر كبيرة، دفعت الحكومة لاعتماد نتائج دراسة أجرتها وزارة الصحة بشأن مقترح التعامل مع ظاهرة توقف القلب المفاجئ عبر نشر أجهزة إزالة الرجفان القلبي في عدد من الأماكن التي تشهد كثافة سكانية عالية.

وتشمل الأماكن التي سيتم نشر الجهاز بها في المرحلة الأولى: مطار القاهرة الدوليّ، ومحطة قطار مصر، ومحطة مترو السادات، والحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومصلحة الجوازات، ومجمع السجل المدني، والمحاكم الكبرى، بحيث يجرى تحديد عدد الأجهزة التي سيتم تركيبها بتلك الأماكن وفقا لكثافة المترددين على المكان، على أن تكون مدة المرحلة التجريبية 12 شهرًا، مع اقتصار استخدام الأجهزة المشار إليها على المتدربين فقط.

تفاصيل الخطة

بدورها، كشفت وزارة الصحة، تفاصيل خطتها للتعامل مع حالات الإصابة بتوقف القلب المفاجئ، موضحة أن توقف القلب المفاجئ غالبا ما يحدث عندما يتسبب اضطراب النشاط الكهربائي للقلب في سرعة ضربات القلب بصورة خطيرة، تسرع القلب البطيني أو بسبب حدوث ضربات قلب سريعة غير منتظمة (الرجفان البطيني).

وضربات القلب غير المنتظمة تمنع القلب من ضخ الدم بكفاءة، مما يسبب توقف القلب، وهو ما يتبعه نقص تدفق الدم إلى المخ من 3 إلى 4 دقائق، وتحدث الوفاة إذا استمر توقف القلب لأكثر من دقائق.

وتزداد فرص إنقاذ حياة المصاب بالتوقف القلبي المفاجئ بنسبة 90% إذا تم استخدام جهاز الإنعاش القلبي في الدقيقة الأولى، وينخفض المعدل بنسبة 10% لكل دقيقة دون التدخل.

السبب الأول للوفاة

وقال الدكتور محمد عبد الهادي، مدير معهد القلب القومي، إن أزمات القلب المفاجئة والحادة ناتجة عن جلطات القلب واعتلال كهرباء القلب بشكل مفاجئ ما يؤدي لرجفان قلبي، الذي بدوره يمنع خروج الدم من القلب وعلى إثره تحدث الوفاة.

وأضاف مدير معهد القلب، أن نسبة الوفيات من أزمات القلب على مستوى العالم ارتفعت، إذ إن 60% من أسباب الوفاة في العالم كله سببها أزمات القلب المفاجئة، في حين رصدت السلطات الصحية في مصر عام 2022 أن 46% من إجمالي الوفيات كانت بسبب أزمات القلب المفاجئة.

وتابع: «في 2023، وجدنا أن جلطات القلب الحادة مثلت 16% من الوفيات، ومن هذا المنطلق تولي الدولة أهمية كبيرة للأمراض التي تهدد صحة المجتمع، وفي ديسمبر 2022 أطلقنا مبادرة كل ثانية حياة، لأن كل ثانية تفرق في عمر الإنسان المصاب بأزمة قلبية».

وبشأن نشر أجهزة إزالة الرجفان، قال إن هذا الجهاز يعطي صدمة كهربائية لإزالة الجلطة وإعادة عضلة القلب للعمل مرة أخرى، لأنه إذا انقطع الدم عن الأنسجة الحيوية والمخ لمدة 3 دقائق قد تحدث الوفاة مع المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، في حين قد يتحمل المخ لمدة 6 دقائق في الأشخاص العاديين.

وأوضح أنه سيتم تعميم الجهاز؛ لأنه يسهل إعطاء صدمة كهربائية لإعادة القلب للوضع الطبيعي مؤقتًا لحين وصول الفرق الطبية والتعامل مع المريض.

مشروع طموح

بدوره، قال محمود فؤاد، رئيس المركز المصري للحق في الدواء، أن المبادرة التي أطلقتها وزارة الصحة وتقدمت للحكومة للعمل بها هي على غرار الدول المتقدمة والتي لا تقتصر على أجهزة القلب فقط، ولكن في مصر نستطيع أن نقول إن هذا التحرك يصلح كبداية جيدة، بحيث إننا على الأقل نجد علاجا وقتيا يستطيع إبقاء المريض لساعات حتى يتم تجهيز الإسعاف والمستشفى ومن ثم إنقاذ حياته، متابعًا: «مشروع طموح ومحترم وفي وقته المناسب.. نعم التعميم لن يكون في جميع المحافظات وسيكون في 6 أماكن فقط ولكنه يصلح كنقطة انطلاقة ويكفي أن الدولة ألقت بالها لهذا الموضوع».

وأضاف، في تصريح خاص لـ«النبأ»: «كنت طرحت فكرة تتضمن دخول المجتمع المدني في المشروع، من المؤسسات الاقتصادية والشركات الكبيرة على غرار الدول  المتقدمة، والتي لم يكن دورها يقتصر على المشاركة، ولكنها هي التي بدأت بها، فهناك مناطق صناعية مكتظة بالعمال، ومن الممكن أن تقوم مجموعة شركات البيزنس، ورجال الأعمال بعمل غرفة خاصة للطوارئ والإنقاذ في حالات الجلطات والأزمات القلبية يمكن  العاشر من رمضان والمرج وبرج العرب وغيرها من المناطق الصناعية».

ولفت إلى أن أهم التحديات تتعلق بتوفير الأجهزة، ووجود فريق مدرب بما فيه التمريض، ويشترط أن يكونوا متخصصين في أمراض القلب، لأن الأمر يحتاج للتدخل الفوري بإجراءات القلب، متابعا: «التطبيق سهل».

وطالب «فؤاد» بتعميم الدورات المتخصصة في الإنعاش القلبي والرئة للمواطنين.