رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هشام زكي يكتب: استفيقوا يرحمكم الله!!

هشام زكي
هشام زكي

كشفت نتائج الحملات الشعبية والنقابية المصرية لمقاطعة منتجات الشركات الأوروبية والأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني، عن الفجوة الكبيرة بين قوى الشعب وأجهزة الدولة الرسمية وفي مقدمة تلك الأجهزة أجهزة الإعلام، ففي الوقت الذي تحقق فيه المقاطعة ضغطًا على الشركات العالمية التي بدأت بالفعل في إعادة النظر في دعم الكيان الصهيوني، فعمدت إلى تغيير علاماتها التجارية كحيلة للالتفاف على المقاطعة.

وفي الوقت الذي تزحف المنتجات المصرية إلى الأمام في محاولة منها لنيل ثقة المستهلك المصري، تأتي الضربة من أجهزة الإعلام وقنواتها التلفزيونية، وذلك من خلال بث إعلانات جديدة للمنتجات الداعمة للكيان الصهيوني، مركزه على شركة مياه غازية بعينها باعتبارها الراعي الرسمي للمنتخب المصري، إضافة إلى بعض المنتجات التي قاطعها الشعب بالفعل مستعينا بالبديل المصري.

والواقع إنه أمر محير جدا إن تتبنى أجهزة الإعلام والقنوات التليفزيونية وجهة نظر مخالفة للرأي العام الجمعي،  أمر محير لأسباب كثيرة منها إن ملايين الدولارات المخصصة للإعلانات لا تضاهي نقطة دم واحدة من دماء شهداء غزة أخواننا في الدين والعروبة، أما الأمر الثاني هل انتزعت ملايين الدولات الرحمة والتعاطف والأخوة… إلخ، من قلوب القائمين على تلك المحطات.

نفهم إن الإعلان عنصر مهم بل هو حاليا من أهم عناصر نجاح واستمرار القنوات الفضائية، ولكنه ليس بقيمة شهيد واحد من شهداء غزة، فهل تتحدى القنوات التلفزيونية الإرادة الشعبية؟ أم ينظر القائمون على تلك القنوات إلى الشعب نظرة دونيه، اعتمادا على بعض المفاهيم الخاطئة مثل "كلها يومين والناس تنسى، أو كلها يومين والحرب تنتهي ويعود المنتج الأجنبي لمكانته الطبيعية"، وكل تلك الترهات والأفكار السلبية التي تدمر الشعب، وبدلا من تساند تلك القنوات جهود المقاطعة، وتدعم مفاهيم الاعتماد على المنتج المحلي بما فيها تخفيض قيمة إعلانات المنتجات المصرية، نجدها تقف في الصف الآخر.

وهنا ياتي الأمر الثالث، فهل يفهم القائمون عل تلك القنوات معنى الخطاب الإعلامي؟ وأهميته وتأثيره في المجتمع، سؤال هام أجابت عليه كل الأحداث التي صاحبت ولازالت تصاحب ما يجري في غزة.

الأحداث التي أثبتت إن مصر هي الحضن العربي الوحيد القادر على احتضان أي شعب عربي تنزل به نازله، فما بالكم بالشعب الفلسطيني، وعندما نقول مصر  لا نقصد جغرافية المكان، وإنما نقصد كل فئات وطوائف الشعب الصغير منهم قبل الكبير، الطفل الصغير الذي إدرك معنى كلمة مقاطعة وقاطع قدر إمكانه المنتجات الداعمة للكيان الصهيونى، والكبير الذي إدرك ضرورة وأهمية توريث قضية فلسطين لأبناءه. 

استفيقوا يرحمكم الله.