رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تحركات إسرائيل لهدم المسجد الأقصى وإبادة الفلسطينيين تنفيذًا لنبوءة الـ5 بقرات الحمر

المسجد الأقصي
المسجد الأقصي

لا تزال إسرائيل تمارس أفعالها الإجرامية مع دخول الحرب في قطاع غزة إلى الشهر الرابع على التوالي منذ أحداث السابع من أكتوبر من العام الماضي، ولكن الطامة الكبرى أن حاخامات ورجال الدين في «تل أبيب» يضفون الصبغة الدينية على الحرب، موظفين الدين في خدمة الأهداف السياسية الخبيثة.

وتتمثل خطورة توظيف رجال الحركة الصهيونية للدين في حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، في الكشف الوجه الحقيقي لـ«إسرائيل» وأفكار حكومة نتنياهو المتطرفة في التمسك بمخطط هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم والنجاح في خطط التطهير العرقي والتخلص من الشعب الفلسطيني بأكمله لتصبح الأرض بأكملها ملكًا لدولة الاحتلال.

وفي هذا الصدد، أثارت تصريحات أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب القسام -الذراع العسكرية لحركة حماس- الأسبوع الماضي بشأن ما يُعرف بـ«البقرات الخمس الحمر» والحرب الدينية جدلًا واسعًا، حينما قال إن البقرات الحمر أصبحت جاهزة؛ لتندفع الأسئلة من جديد حول ما هي البقرات الخمس الحمراء، وما شأنها بالحرب الدائرة في قطاع غزة.

ويعود سر البقرات الحمراء إلى شهر يوليو 2023، عندما أحضرت «تل أبيب» خمس بقرات حمراء من أمريكا، تمهيدًا لحرقهم، ويتم ذلك فوق جبل الزيتونة، المقابل للمسجد الأقصى، ويكون حرق البقرات بطقوس يهودية خاصة، حيث يكون حرق البقرات الحمراء الخمس بمثابة إعلان رسمي لبدء هدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل اليهودي المزعوم.

وكشفت الحركة الصهيونية في إسرائيل، أن البقرات الخمس الحمراء وضعت حاليًا في منطقة بيسان في فلسطين المحتلة، ومن الممكن أن يتم حرقها في أي لحظة.

وأكدت في تقارير نشرت بالصحافة العبرية، أن الغرض من جلب البقرات الخمس الحمراء هو لحرقها ونثر رمادها قبالة الأقصى، إيذانا ببدء عملية بناء الهيكل الثالث فوق أنقاض «مسجد قبة الصخرة» وفق التعاليم التوراتية.

وفي السياق ذاته، قال خالد مشعل، رئيس حركة حماس، إن السلطات الإسرائيلية كانت دائما تُعجل في ارتكاب الانتهاكات والخروقات ضد الفلسطينيين، مضيفا أن الانتهاكات كانت تحدث في مواسم العبادة وشهر رمضان دون الاعتراف بالطقوس الدينية التي يتحدثون عنها والطقوس التلمودية.

وأضاف أنه كان هناك مخطط لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم من قبل دولة الاحتلال، وذلك عن طريق مشروع استيراد 5 بقرات حمراء من الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتنفيذ المخطط الصهيوني وتدمير الأقصى وهدمه في أقل فترة ممكنة.

وأوضح أن وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال إيتمار بن غفير، ينفذ المشروع الخاص بتقسيم وتدمير المسجد الأقصى، من خلال بناء جيش في الضفة الغربية وعرب 48 بخلاف الجيش الإسرائيلي، لقمع الفلسطينيين وتصعيد العدوان لتهجير سكان الضفة الغربية إلى الأردن وتنفيذ المخطط الذي يتم بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع: «لو تركنا هذا المشهد لرأينا الأقصى يهدم ويبنى الهيكل، ولكان عار يلطخ جبين الأمة، حينما ترى ثالث مقدساتها العظمى يهدم ويدنس ويبنى الهيكل، بالإضافة إلى التهجير القسري للفلسطينيين، ومن هناك كان لا بد من عملية طوفان الأقصى».

وبثت القناة «12» الإسرائيلية تحقيقًا استقصائيًا في أواخر الشهر الماضي، حول تخصيص حكومة إسرائيل أموالًا لتنفيذ مشروع بناء هيكل في القدس، على موقع المسجد الأقصى، في خطوة يطمح لها كثير من أبناء الطوائف اليهودية المتشددة.

واحتفى الإعلام العبري بالبقرات الخمس الحمراء وفقا للموروث اليهودي، مشيرًا إلى أنه سيقام احتفال خاص على جبل الزيتون بالقدس المحتلة، يجرى فيه ذبح البقرة ورش دمائها في اتجاه المسجد الأقصى سبع مرات، وحرقها مع خشب شجر أرز وطحالب ودودة المن الحمراء.

وبعد الانتهاء من طقوس حرق البقرات الخمس الحمراء، سيتم خلط رماد الحريق بالماء المأخوذ من النبع، ويجري الخلط باستخدام أكواز مصنوعة من الطحالب، ويستخدم هذا الخليط في تطهير اليهود، ويقوم الحاخامات بغسل ملابسهم والاغتسال بالخليط، وذلك لاعتقادهم أن اليهود جميعًا غير طاهرين، حيث يشير معتقدهم أنه بتطهيرهم، سيتمكنون من الدخول إلى أرض المسجد الأقصى واقتحامه.

من جانبه، قال الدكتور أحمد جمال الباحث في الشئون الإسرائيلية، إنه حسب عقيدة بعض الطوائف اليهودية في إسرائيل، فإن ظهور البقرة الحمراء يعني قرب هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المدعوم من قبل اليهود.

وأوضح أن المؤيدين لفكرة حرق البقرة الحمراء هما منظمتان يمينيتان، الأولى تدعى «بونا» وهي منظمة إسرائيلية تتكون من مسيحيين إنجيليين وأشخاص يمينيين برئاسة تساحي ميمو، ومعهد «ميكداش» برئاسة الحاخام يسرائيل أريئيل، وهو الراعي الروحي للوزير إيتمار بن غفير، والرقم الثاني للحاخام مائير كهانا في حركة «سو».

وعن مواصفات البقرة الحمراء حسب الشريعة اليهودية، قال أستاذ الشؤون الإسرائيلية، إنها يجب أن تكون حمراء لا شية فيها، ولو ظهرت بها شعيرات بلون مختلف تصبح غير صالحة للطهارة، ويجب ألا يكون بها عيب خلقي، وألا تكون حُلبت من قبل، وألا تستخدم في حمل الغلال أو حرث الأرض.

وفي هذا السياق، يرى الدكتور عبد الغني سعد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن حديث اليهود عن البقرات الحُمر، ما هو إلا محض تصورات وتخيلات لا تستند إلى أي دليل.

وأضاف، أن كل ما يتعلق بالهيكل المزعوم روايات مزعومة ومكذوبة، ومن ضمن هذه الروايات قضية البقرة الحمراء التي يجب أن تُذبح وتُخلط دماؤها بالماء، ويُطهر بها اليهود الصاعدون -كما يزعمون- إلى جبل الهيكل، مؤكدًا أن «تل أبيب» فشلت في إثبات حقها في المسجد الأقصى، ولم تجد حجرًا واحدًا له علاقة بتاريخ العبرانيين القديم.