رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كواليس الاستعانة بـ«الروبوتات» في العمليات الجراحية بالمستشفيات العامة

تعبيرية
تعبيرية

تسعى الهيئة العامة للرعاية الصحية إلى مواكبة العصر العلمي والتكنولوجي، خاصة وأن العالم أصبح يسير بخطى سريعة للغاية نحو الذكاء الاصطناعي، لذلك ازدادت اهتماماتها، مؤخرا، باستخدام «الروبوتات» في المستشفيات وفي أدق العمليات الجراحية طبقًا للمعايير العالمية للمستشفيات الخضراء، وللتحقيق التنمية المستدامة في 2030.

الروبوتات الصناعية الطبية 

وفي هذا السياق، قال الدكتور حسام موافي، المدير التنفيذي لمستشفى جامعة القاهرة، إن أهمية الاستعانة بالروبوتات الصناعية الطبية تأتى لمواكبة التطور العلمي الهائل الذي نشهده.

وأضاف «موافي»، أن ما يتداوله البعض عن أن الاستعانة بتلك الروبوتات تُقلل من مهام الطبيب وكذلك دوره أو مرحلة للاستغناء عن الطبيب أمر غير منطقي على الإطلاق وغير صحيح، معقبًا: «على العكس تماما فإن الروبوت الطبي يُعد تعظيما لدور الطبيب، حيث إن الروبوت الطبي لديه القدرة للوصول لأعماق مناطق في جسم الإنسان يصعب على العنصر البشري الوصول إليها».

وتابع أن طول وعمق الجرح الطبي الذي يحتاجه الروبوت الطبي قليل بصورة كبيرة عن الجرح الذي يحتاجه الطبيب، ولهذا جامعة القاهرة استعانت بروبوت جديد لمساعدة الأطباء في الجراحات الصعبة، إذ إنه في الجراحات الروبوتية تجعل الطبيب لا يتدخل بشكل مباشر، فضلًا عن أنه يقلل عدد الممرضين داخل غرفة العمليات.

وأكد أن هذا لا يعني استخدام الروبوت الطبي استبداله بالعنصر البشري، لكنه سيكون عاملًا مساعدًا في إجراء العمليات الجراحية الصعبة بمنتهى السهولة، وتقليل فترة تعافي المريض وخروجه دون ألم بجودة وكفاءة عالية وتقديم خدمات علاجية في فترة أقل.

وأشار إلى أن الروبوت الجراحي أحد محاور الطب الجراحي للتحول لجامعات الجيل الرابع لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم والتدريب وكان هناك حاجة ملحة لاستعماله للتطوير التكنولوجي الطبي.

ونوه المدير التنفيذي لمستشفى جامعة القاهرة، إلى أنه تم إدخال الروبوت الجراحي في قصر العيني وخصوصًا في جراحات المسالك البولية والجراحات الدقيقة في منطقة الحوض، وهو ثالث جهاز تم إدخاله إلى مصر، ويقدم الخدمة مجانًا وتم تدريب الأطباء على استخدامه، حيث تم استخدامه في إجراء 55 عملية حتى الآن، وكلها عمليات أورام البروستاتا والمثانة والكلى وأمراض النساء، وجاري إدخاله أكثر في الفترة القادمة.

4 روبوتات ذكية معتمدة على الذكاء الاصطناعي

من جانبها، قالت الدكتورة نرمين عاشور، المدير الفني لمستشفى شرم الشيخ الدولي، إنه تم تعزيز مستشفى شرم الشيخ الدولي التابع لهيئة الرعاية الصحية بـ4 روبوتات ذكية معتمدة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وأضافت «عاشور»، أن أبرز الروبوتات الأربعة هو الروبوت دويت «Duet»، وهو موجود كمساعد رقمي ذكي، ويوجد في المدخل الرئيسي لمستشفى شرم الشيخ الدولي لاستقبال المرضى، ويقوم بتقديم كل الخدمات وبلغات متعددة، ويقوم بقياس المؤشرات الحيوية للمريض، فضلًا عن تقييم الحالة الصحية الأولية للمريض بشكل عام، مع ربط ذلك بالملفات الطبية للمريض ليكون مسئولًا بشكل تكنولوجي رقمي عن معرفة تاريخ المرض لأي متردد على المستشفى من منتفعي منظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة، ثم يقوم بتوجيه المرضى للمنطقة المستهدفة سواء العيادات أو الطوارئ.

وتابعت أنه يوجد- أيضا- الروبوت رولي «Rolly» وهو مسؤول عن تقديم الرعاية التمريضية، ومؤمن تمامًا لنقل عينات الدم والتحاليل، وكذلك أدوية وأدوات المعمل، خاصة في منطقة العزل الطبي، حرصًا على سلامة المرضى ومقدمي الخدمة الطبية.

واستكملت: «وفي الروبوت موزو (Mozo)، ويقوم بتقديم وجبات المرضى على مدار اليوم، بحيث تكون مؤمَنة ومعقمة تمامًا، ويقوم باستطلاع آراء المنتفعين عن جودة الخدمة المقدمة ويقيس مدى رضائهم عن مستوى الخدمة الطبية المقدمة لهم».

وأخيرا الروبوت «MDR-C» المسئول عن تعقيم غرف العمليات وغرف إقامة المرضى، بالإضافة لتعقيم منطقة الاستقبال باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، وهو المفهوم الأكثر صداقة للبيئة بين خيارات التعقيم والتطهير لتقليل استخدام الكيماويات المضرة بالبيئة وبالبشر، وذلك تماشيًا مع مفهوم التحول الأخضر في المنشآت الصحية.

مشروع الروبوت بجامعة المنصورة

ومن جهته، قال أحمد أسامة، أحد الطلاب المشاركين في مشروع الروبوت بجامعة المنصورة الذي حصل على المركز الأول في بطولة مصر المفتوحة للروبوت، إن الروبوت له العديد من الاستخدامات الطبية، منها المساعدة في نقل الأدوات الطبية داخل المستشفيات والمراكز الطبية، وذلك بالإضافة إلى إمكانية نقل الوجبات للمرضى، وهو ما يساهم بشكل كبير في تقليل نسب العدوى بين المرضى، خاصة في ظل ما يعانيه العالم اليوم من جائحة فيروس كورونا.

وأضاف أنه مجهز بالعديد من الخصائص الأخرى التي تساهم في تقديم الخدمات الطبية ومنها نظام المؤشرات الحيوية التي تساهم في معرفة درجات الحرارة وضغط الدم ومعدل السكري للفرد، وذلك من خلال الأشعة تحت الحمراء ودون الاستعانة بعينات للدم، وتعمل هذه الخصائص باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وتابع أن طلاب الهندسة في جامعة المنصورة أولى تجاربهم العملية للروبوت المصري  الطبي في أحد المراكز الطبية التابعة لمحافظة القاهرة، مشيرا إلى أن مشروع الروبرت حصل على المركز الأول في بطولة مصر المفتوحة للروبوت التي تنظمها الجمعية العربية للروبوتات وكان أول روبوت محلي مخصص للاستخدامات الطبية.