رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الصين: المبادرة المصرية لوقف الحرب في غزة تتمتع بفرص نجاح كبيرة

النبأ

رأى محللون صينيون في تصريحات لوسائل إعلام رسمية هنا، عقب ليلة دموية قتل فيها ما لا يقل عن 70 شخصا في غزة، أن تعنت حكومة نتنياهو وتصميمها على تمديد عملياتها العسكرية العدوانية في قطاع غزة لن يؤدي إلا إلى توسيع الفجوة القائمة بين الطرفين، ما يضعف الأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن المبادرة المصرية الجديدة.

وكثفت إسرائيل هجماتها الجوية والبرية على وسط غزة ليلة الأحد. وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إن 70 شخصا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة المغازي وسط قطاع غزة.

وفي نفس اليوم، اقترحت مصر هدنة تتضمن ثلاث نقاط: هدنة قصيرة، وإطلاق سراح المزيد من الرهائن، وتحقيق هدف وقف إطلاق النار الشامل في نهاية المطاف.

وقال تشو يونغبياو، مدير مركز دراسات أفغانستان في جامعة لانتشو، حسب صحيفة غلوبال تايمز الصينية الرسمية إن إسرائيل تسعى إلى تحقيق هدف تدرك جيدا أنها لا تستطيع تحقيقه. ويبدو أن العمليات العسكرية الجارية في غزة هي محاولة يائسة من جانب إسرائيل لحفظ ماء الوجه وتجنب الإحراج.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مجددا  يوم الأحد إن الهجوم على غزة لن يتوقف حتى يتم القضاء على حماس. وفي الوقت نفسه، اعترف نتنياهو أيضًا بالخسائر الكبيرة في الأرواح بين جنوده، حيث سقط 153 ضحية منذ بدء الهجوم البري.

وقال ليو تشونغ مين، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، لصحيفة غلوبال تايمز، إن إراقة الدماء في الكريسماس تظهر أن نتنياهو عازم على مواصلة طريقته الخاصة.

وأضاف أن اتفاق السلام الحالي الذي اقترحته مصر يبعث على الأمل في وقف محتمل لإطلاق النار على المدى القصير، ولكن لا تزال هناك تحديات كبيرة بسبب الخلافات الصارخة بين فلسطين وإسرائيل، حيث أن سعي الأخيرة لتحقيق هدفها من خلال العدوان لن يؤدي إلا إلى زيادة اتساع الفجوة القائمة بين الطرفين.

وقال الخبراء إن إسرائيل تواجه جبهات متعددة في هذا المنعطف من الصراع. فمن ناحية، تحاول إدارة كيفية التعامل مع الترتيبات في غزة في ما يسمى بفترة ما بعد حماس. وقال ليو إنه مع انتقال عملياتها العسكرية إلى جنوب غزة بعد أن أكمل الجيش الإسرائيلي قصفه الشامل على الجزء الشمالي، فمن المفترض أن تنتهي الحرب قريبا، على الرغم من أنها ستستمر لبعض الوقت في المستقبل. وأضاف الخبير أنه بمعنى آخر، فإن العمل العسكري المستمر في غزة يعمل على تمديد الحياة السياسية لنتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا هائلة بشأن إعادة الهيكلة السياسية.

وبعد عدة أيام من التأخير، أصدر مجلس الأمن للأمم المتحدة أخيرا قرارا بتوسيع المساعدات لغزة يوم الجمعة. واكتفى القرار بالدعوة إلى اتخاذ خطوات "لخلق الظروف المواتية لوقف مستدام للأعمال العدائية".

لكن هذا القرار أثار انتقادات كبيرة، حيث وصفه البعض بأنه "غير ملائم على الإطلاق" و"لا معنى له ".

وردا على سؤال يتعلق بالقرار، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ يوم الاثنين إنه لأسباب معروفة، لم يلب هذا القرار توقعات المجتمع الدولي وما زال هناك مجال للتحسين. ومع ذلك، وبالنظر إلى الوضع العاجل الحالي ومواقف الدول العربية مثل فلسطين، صوتت الصين لصالح القرار.

وقال ماو إن الصين تأمل في تنفيذ قرار الأمم المتحدة بشكل فعال، وتوسيع المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن، وإنشاء آلية للمراقبة. وشدد المتحدث أيضا على أن تحقيق وقف إطلاق النار يظل الشرط الأساسي.

ويعتقد ليو أيضا أن وقف إطلاق النار يشكل أهمية بالغة بالنسبة لغزة، نظرًا للخسائر الهائلة التي خلفها الصراع. وأشار ليو إلى أنه نظرا لحقيقة أن إسرائيل تتلقى دعما مستمرا من الولايات المتحدة، فإنها تعتزم استغلال العمليات العسكرية في جنوب غزة لمحاولة الحصول على المزيد من المزايا لنفسها في مناوراتها الدبلوماسية والسياسية.

وقال تشو أيضا إنه مع استمرار الدول الكبرى في بذل الجهود في هذه العملية، بما في ذلك دول المنطقة، فإن التوصل إلى اتفاق بشأن خطة الهدنة الجديدة في مصر ليس مستحيلا، ولكن فرص النجاح ضئيلة.