رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

صاحبة أغنية رايحة فين يا حاجة: منير وحسن الأسمر وديانا حداد "بوظوا" أغاني التراث (حوار)

نعمة السنباطي مع
نعمة السنباطي مع محررة النبأ

أغنية "رايحة فين يا حاجة" من الأغاني التراثية التي اشتهرت في حقبة السبعينيات من القرن الماضي، وحققت انتشارا كبيرا، وكانت الأغنية الرئيسية داخل كل منزل تذهب إحدى سيداته لأداء مناسك الحج.

ورغم النجاح الكبير التي حققته تلك الأغنية التراثية، وتحولها لأغنية موسمية تذاع دائما خلال موسم الحج، فإن كثير من الجمهور لا يعرف من صاحبتها، أو بالأحرى التي شدت بها لأول مرة.

البعض يعتقد أن هذه الأغنية للمطربة فاطمة عيد، لأنها قدمتها في فترة من الفترات، لكن هذا ليس صحيحا.

نعمة السنباطي

"النبأ" تكشف في هذا الحوار الكثير من الأسرار عن صاحبة الأغنية الأصلية، التي سمح اختفائها عن الأضواء بأن تنسب الأغنية إلى آخرين، وإلى الحوار

في البداية عرفينا بنفسك؟

أنا نعمة محمد الشهيرة بـ "نعمة السنباطي" وهذا اللقب انتسابا للقرية التي كنت أعيش فيها مع عائلتي وهي سنباط إحدى قرى محافظة الغربية لكن والدي كان من البحيرة، ووالدتي من طنطا، وعشنا في سنباط.. والدي ووالدتي كانوا مطربين في حفلات ليالي الحج، وخالي عازف كمانجا.

كيف كانت أجواء حفلات الحج؟

كانت تجلس والدتي وبرفقتها عازف كولة وعازف كمان، في مجلس الحاج ويعزفون ويغنون أغاني مدح وتواشيح، في أجواء مبهجة ورسم الجمل على منزل الحاج، وضمن المطربين الذين ينتمون لهذا اللون في هذا التوقيت هم هنيات شعبان وسعيدة عبد العليم.

كيف اكتشفت موهبتك؟

أنا أنتمي لعائلة فنية، وأول مرة اكتشفت أن صوتي حلو كنت في المرحلة الابتدائية وأبلغ من العمر 6 سنوات، لكن والدي كان يرفض ويقول لي ركزي في دراستك، ولكن الأجواء في المنزل كانت تشجعني على تنمية موهبتي لأنها كانت أجواء غنائية وطربية طول الوقت.

متى كانت انطلاقتك الفنية؟

منذ الطفولة تركت المدرسة وبدأت أتوجه لإحياء الأفراح، وبعد غنائي في إحدى الأفراح ذهبت إلى المنزل لكي أنام وأذهب في صباح اليوم التالي إلى المدرسة لأن كان عندي امتحان، لكن لم استيقظ في الميعاد ومن هنا غضب والدي وقرر أنني لن أذهب للغناء في الأفراح مرة أخرى لأن هذا سيكون عائقا للدراسة.

نعمة السنباطي في طفولتها

أول مبلغ حصلت عليه من الغناء؟

بدأت أذهب إلى الغناء للأفراح رغم رفض والدي، وكنت أحصل على 13 جنيها، وكنت أغني برفقة فرقة كاملة، وكنت صغيرة وأغني على كرسي لكي يتناسب طولي مع الميكروفون.

متى بدأت شهرة نعمة السنباطي؟

عندما طرحت أغنية "رايحة فين ياحاجة" في عام 78 تقريبًا على شريط كاسيت وظليت حتى الثمانينات أتردد على الأفراح وأغني قصص الأنبياء ومدح.

من تبنى موهبة نعمة السنباطي؟

المخرج عبد الرحمن الشافعي، وفرقة العملاق زكريا الحجاوي الذي قدم الفن الشعبي وكان يذهب هو وعبد الرحمن الشافعي إلى الموالد لاكتشاف العديد من المواهب لكي توظف تبع وزارة الثقافة، وفي 75  تقريبًا جاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات لحضور افتتاح مسرح السامر القديم، وقدم وقتها عاشق المداحين التي ضمت مجموعة من المطربين ومنهم الريس متقال قناوي، ومحمود حشمت، وخضرة محمد خضر، وجمالات شيحة، ووالدي محمد السنباطي، وذهبت برفقته لكي أستمع لهذا الحشد الكبير من المداحين.

نعمة السنباطي مع محررة النبأ

رغم نجاح أغنية "رايحة فين يا حجة" لكن نعمة السنباطي اختفت.. فلماذا؟

لم أختف لكن بعد التطور الذي شهدته الأغنية الشعبية والطربية، ابتعدت، فأنا انشغلت بالغناء في الأفراح وبدأت أغني لـ “أم كلثوم”، وأغني شرقي لأن الحياة كانت صعبة ولكي أواكب العصر والتطور إلى حد ما، وبعدها بفترة تزوجت ثم التحقت بالعمل في وزارة الثقافة بفرقة النيل للآلات الشعبية منذ حوالي 35 عاما، ولم أتوظف رسمي إلا في عام 2013 بعد الثورة وكنت أعمل وقتها بعقد، وسافرت العديد من الدول منها سويسرا، إيطاليا، فرنسا، بجانب الدول العربية ومنها الكويت، قطر وغيرها.

هل ترفضين دخول أبنائك الوسط الفني؟

لم أرغب في دخول أبنائي الوسط الفني، لكن ابنتي غنت من ورايا، وتوجهت لمنصات التواصل الاجتماعي، وحققت شهرةً كبيرةً، وكانت الناس تخبرني بأن ابنتي تغني وأنا لم أصدق، وهذا كان خوفا عليها ليس إلا ولم أتمن أن ترى ما رأيته منذ بدايتي في الفن.

كيف اكتشفت موهبة ابنتك رحاب سليم؟

رحاب والدها دسوقي سليم بتاع مزيكا، وعازف كمان شاطر، وأنا مطربة منذ الطفولة فهي تربت في منزل فني.

كيف حافظت على الأغنية الشعبية بشكلها العريق؟

الفن الشعبي مازال موجودا، نقدم الموال، الأغنية الشعبية والقومية، الجماعي، الصعيدي، الفلاحي، الموال الـ13، 6، 3 عتبات، والتيمات الشعبية، وهذا ما تربينا عليه، من يعرف قيمة هذا الفن؟ هذا يُعرف قيمته عندما أسافر خارج البلاد تلقى إشادات ونجاحًا كبيرًا.

هل لجأت إلى أحد من المطربين لمساعدتك؟

عندما أتحدث مع أحد يخبرني بأني كبرت في العمر، ولم تكن الفرص متاحة مثل السابق، وهذا ينطبق أيضًا على فاطمة عيد،  ونفس الأمر حدث مع جمالات شيحة وخضرة محمد خضر قبل رحيلهما عن عالمنا، وأصبح الفن الشعبي أو التراثي ينقرض، فهذا سبب أدعى أن نحافظ على الأحياء ونعلم أولادنا أغاني التراث الشعبي.

ما رأيك في الأغنية الشعبية في الفترة الحالية؟

الفن الشعبي أصبح عكس ما تربينا واعتدنا وقدمناه زمان، مثال محمود الليثي ورضا البحراوي أخذوا الفن الخاص بنا وقدموه بطريقتهم، حيث أنا قدمت أغنية "إيه العمل يا أحمد" أخذها الفنان محمد منير وقدمها بطريقة مختلفة تحت عنوان "مدد مدد.. مدد يا رسول الله"، بالإضافة إلى أغنية "ادلع يا حلو يا أبو رمش مكحلوا" التي أخذها الراحل حسن الأسمر وغناها بطريقته الخاصة، أما أغنية "قالوا الودع موصوف" قدمتها ديانا حداد بطريقة مختلفة وبوظتها، وغيرهم أخذوا التيمات الشعبية وأغاني التراث وقدموها بطرق مختلفة، كل ذلك تحت مسمى التطوير، لكن كان من الأفضل تقديم الصورة الأصلية ثم قدموها بطريقتكم الخاصة وأخبروا الجمهور ماذا ضيفتم للأغنية حفاظًا على التراث.

ما قصة أغنية "اللي تعبنا سنين في هواه" لـ جورج وسوف؟

أغنية "اللي تعبنا سنين في هواه" عُرضت عليا عام 77 تقريبًا وجبهالي المنتج محمد إبراهيم صاحب شركة إنتاج الصوت القناوي، لكن والدي رفض وخلاني سجلت أغنية دينية وهي التي اشتهرت بها وكانت أغنية رايحة فين يا حاجة، وصعب عليا نفسي جدا وبكيت بعد سماعها ونجاحها من جورج وسوف.

ما سبب نسبة أغنية رايحة فين يا حاجة لـ فاطمة عيد؟

حتى الآن الناس مقتنعة إن أغنية رايحة فين يا حاجة بتاعة المطربة فاطمة عيد لكن هي بالفعل أغنيتي لكنها لما غنتها فاطمة عيد الناس افتكرتها أغنيتها.