رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعيدا عن إسرائيل..

4 حلول لإنهاء أزمة انقطاع الكهرباء المتكرر

انقطاع الكهرباء
انقطاع الكهرباء

تشهد الفترة الحالية، زيادة في الانقطاعات المتكررة للكهرباء، رغم تصريحات حكومية سابقة بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، بأنها ستتوقف عن العمل باستراتيجية تخفيف الأحمال بحلول منتصف شهر أكتوبر، وذلك مع بدء انخفاض درجات الحرارة.

وأثارت هذه الانقطاعات تساؤلات عدة بين المواطنين الذين ربطوا بينها وبين الحرب على غزة، حول خطة الحكومة حال استمرار هذا الانقطاع.

ويبلغ متوسط إنتاج مصر من الغاز الطبيعي 6.2 مليار قدم مكعب يوميا خلال العام المالي الماضي، في حين بلغ متوسط الاستهلاك المحلي اليومي من الغاز الطبيعي نحو 5.9 مليار قدم مكعب، توزع بين 57% لقطاع الكهرباء، و25% لقطاع الصناعة و10% لقطاع البترول ومشتقات الغاز، و6% لقطاع المنازل و2% لتموين السيارات، وفقا لبيانات حكومية.

وتعتمد مصر على واردات الغاز الإسرائيلي لتلبية بعض الطلب المحلي، بالإضافة إلى التصدير الذي يمثل مصدرا مهما للعملة الأجنبية التي تتعطش إليها البلاد.

ومع الحرب على غزة، علَّقت إسرائيل، خلال أكتوبر الماضي، تصدير الغاز، والذي تعتمد مصر على نحو 15% منه، قبل أن يتم استئنافه مجددا ولكن بكميات أقل بحجة وجود تهديدات أمنية تعوق أن يستمر تصدير تلك الإمدادات.

وتمثل إجمالي الطاقة المتولدة من الغاز الطبيعي 26 ألف ميجاوات في الساعة، وتستهلك وزارة الكهرباء 1.99 مليون متر مكعب غاز لكل ساعة لتوليد الاحتياجات من الكهرباء، وعليه فإن السياسة التي تتبعها الدولة حاليًا بقطع الكهرباء لساعتين تستهدف توفير 4 ملايين متر مكعب غاز لكل ساعة أي حوالي 120 مليون متر مكعب غاز شهريا أي ما يمثل 66 مليون متر مكعب كان يتم استيراده من إسرائيل إضافة إلى 54 مليون متر مكعب انخفاض من حقل ظهر.

أمر مؤقت

من جانبه، كشف سامح الخشن، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن انقطاع الكهرباء في مصر يعتبر أمرا مؤقتا، وقريبا سوف ينتهي، حيث إن انقطاع الكهرباء، خلال الفترة الحالية مرتبط بعاملين؛ الأول انخفاض درجات الحرارة أما الثاني فهو الاضطراب في إمدادات الغاز من خارج مصر.

وأكد «الخشن»، في تصريحات تلفزيونية، أن انقطاع الكهرباء ببعض المحافظات لأكثر من ساعتين، يتم وفقا للجداول المعلنة لتخفيف الأحمال، حيث يتم قطع الكهرباء لمدة ساعتين، وإذا زاد على ذلك فربما يكون هناك عطل فني في المنطقة التي حدث بها الانقطاع.

حلول بديلة

وفي هذا السياق، قال المهندس عادل بشارة، خبير الطاقة المتجددة وترشيدها، إن أسباب الانقطاع لم تعد مرتبطة بالفصول، سواء شتاء أو صيف، ولكنه يعود إلى الرغبة في توفير الوقود، والغاز الطبيعي لتصديره أو استعماله في الصناعة، إذ يخرج منها إنتاج بقيمة مضافة أعلى من حرق الوقود كغاز والذي يعد أقل قيمة مالية، ولا يوجد سبب آخر لأنه لا يوجد أعطال في الشبكة أو خلافه مما يتسبب في حدوث هذا القطع؛ لأنه قطع مبرمج وكل منطقة محدد لها ساعتين في اليوم، بشكل مجدول ومعروف.

وأضاف، في تصريح خاص لـ«النبأ»: إن الحلول تتمثل في زيادة توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، على سبيل المثال التوليد فوق أسطح المنازل والعمارات، وهذا يمكن تسهيله، عبر اتباع إجراءات معينة مع مجموعات اتحادات العمارات بحيث يكون إنشاء وحدات لتوليد الكهرباء، تحت تبعيتها مما يقلل التكلفة من لو كانت كل شقة بمفردها.

وتابع: الأمر الثاني، هو أن يتم المحاسبة بينيًا عن طريق اتحاد الملاك وشركة الكهرباء مع الشقق المختلفة بشأن تلك العدادات، بحيث تكون حسب استهلاك كل شخص من الكهرباء من الجزء المولد للطاقة الشمسية، أما الثالث فهو لا بد من تسهيل إجراءات تنفيذ هذه الوحدات وربطها بالشبكة وتبسيطها لتشجيع الناس، معقبا: «هذا النظام معمول به في كل دول العالم، وهو ما يسمى بالتوليد المنتشر، ولو تبنينا هذا النظام في مصر فإننا سوف نوفر أكتر من الساعتين الذين يتم قطع الكهرباء خلالهم، وسنكون وفرنا طاقة للقطاع الخاص، وزودنا فرص العمالة، وقللنا من البطالة، ووفرنا كميات أكبر من الغاز الطبيعي للتصدير ولم نقطع للكهرباء عن المستهلكين وتحسين من اقتصاد البلاد والخدمة الذي يقدمه القطاع».

وتابع: «أما عن الدور المطلوب من الدولة، فهو أن تضع التشريعات، وتسهل عمليات توليد المنتشر على الأسطح، في مسألة إنشاء المشاريع الخاصة بالطاقة الشمسية على الأسطح».

سد الاحتياجات

بدوره، قال ماهر عزيز، استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ، إن الأزمة سببها نقص في الوقود، ورغبة مصر في توفير العملة الصعبة، مشيرا إلى أنه بسبب حاجة مصر للعملة الصعبة، فإننا أخذنا جزءا من الغاز وصدرناه للخارج، لسد تلك الاحتياجات.

وأكد «عزيز»، في تصريح لـ«النبأ»، أن هذا الوضع لن يستمر طويلا، وذلك لأن مصر لديها حقول غاز أخرى، يتم تنميتها في الوقت الحالي لسد العجز، إذ جرت اكتشافات في البحر المتوسط والصحراء الغربية وعلى البحر الأحمر، مشددا أن هذه الإشكالية لن تطول، وهي فترة مؤقتة حيث إن العمل بها يسير على قدم وساق.

وأضاف: «لا مفر من أن نساند الدولة، ونقبل ببعض الانقطاعات التي نظمتها وزارة الكهرباء، والتي أعلنت عن الأوقات الخاصة بالانقطاع، ونرحل بعض الأنشطة بعيدًا عن تلك الأوقات، حتى نتكيف مع الوضع وندعم الدولة في المشكلة الحالية».