رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عبلة الألفي لـ "النبأ": التأمين الصحي الشامل إنجاز تاريخي ومعدل العمل في مصر 47 دقيقة يوميا

حوار مع الدكتورة
حوار مع الدكتورة عبلة الألفي

قالت الدكتورة عبلة الألفي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب والمشرف العام على مبادرة «1000 يوم ذهبية»، إن مصر شهدت على المستوى الصحي تطورا هائلا، من حيث الاهتمام بالشق الوقائي والعلاجي، لافتة إلى إطلاق 15 مبادرة رئاسية للقضاء على الأمراض المتوطنة والتشخيص المبكر للأمراض الوراثية.

وأضافت «الألفي»، في حوار لـ«النبأ»، أن المصريين غير واعين بإنجازات الدولة وغير مهتمين بالإنتاج وتطوير الذات، ويجهلون ما تتعرض له مصر من تربص لمحاربتها وإسقاطها، مشيرة إلى أن الرئيس السيسي في المعركة وحيدًا.. وإلى نص الحوار

 

في البداية.. حدثينا عن محاور مبادرة 1000 يوم ذهبية ولماذا سميت بهذا الاسم وأماكن انتشارها؟

بدأت الفكرة منذ 2015، والألف يوم هي فترة حمل المرأة بالإضافة إلى أول سنتين من عمر الطفل، وسميت «ذهبية» لأن أول ألف يوم من عمر الطفل تكون 85% من القدرات الذهنية والنفسية والجسمانية والمجتمعية للإنسان.

المبادرة موجودة في كل محافظات مصر وتتكون من 3 محاور أولها حقوق أولادنا في التنشئة المتوازنة والمباعدة الحقوقية، وتم وضع نظام المشورة الأسرية المتكاملة من كليات الصيدلة، والعلاج الطبيعي، وكليات التثقيف الصحي وكليات أخرى، ويتم تدريبهم على برنامج دولي.

أما المحور الثاني فيتم فيه تدريب القابلات من التمريض وأطباء التوليد لدعم الولادة الطبيعية وتخفيض معدلات القيصرية والتي تضر بصحة الأم والطفل، إضافة إلى المحور الثالث والذي يهتم بالرعاية المثلى في الحضانات وتقسيمها إلى 3 مستويات وتوفير التدريب المهاري للعاملين وتأمين دخول الأم لتقديم رعاية ملامسة الجلد للجلد والرضاعة الطبيعية وتطبيق الحضانة صديقة الأم والطفل للتقليل من عدد الوفيات، والإعاقة.

وتهدف المبادرة إلى المحافظة على حقوق الطفل في أن يولد في أسرة قوية وواعية وأن تكون على استعداد له قبل الحمل بـ6 أشهر بعمل التحاليل المطلوبة، وبتناول حمض الفوليك والفيتامينات اللازمة والحفاظ على مستوى الضغط والسكر، وأن تؤجل أمه الحمل الأول لمدة سنة؛ استعدادا للحمل وله كل الحق في حمل آمن وولادة طبيعية والاستمتاع بالساعة الذهبية الأولى، ورضاعة طبيعية مطلقة في الستة أشهر الأولى؛ وتغذية تكميلية سليمة، ومباعدة بين الحمل المتعاقب من 3 إلى 5 سنوات لتقليل التقزم والتوحد والسمنة والأنيميا وتخفيض أعداد الوفيات، بالإضافة إلى توفير النصف من دخل الأسرة المتوسطة يصرف على الصحة والتعليم، كما أنها ستساعد على حياة وفكر أفضل، وتقليل الأمراض النفسية.

 

وماذا عن دور الدولة ووزارة الصحة في تفعيل المبادرة.. وهل ستشهد استحداث أنشطة جديدة خلال الفترة المقبلة؟

في الحقيقة الرئيس السيسي قدم كل الخدمات الممكنة، ووفر كل الدعم لضم المبادرة في كل المحافظات تحت رعايته وبالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، والمجلس القومي للسكان والأمومة والطفولة، فهو حريص للغاية لتقديم أي مساعدة يستفيد بها المواطن المصري. 

وستقدم من خلال المبادرة في الفترة القادمة صالون وعي الثقافي، ويدور حول عدة محاور الأسرة المصرية والجمهورية الجديدة، والعوامل المؤثرة في استقرار الأسرة، ودور الوعي في ضمان النشأة المتوازنة، وتحسين الخصائص السكانية، لأن بناء الوعي لدى الإنسان المصري هو أحد ركائز «الجمهورية الجديدة» التي دشنها الرئيس السيسي، ويعتبر ركيزة من ركائز تقدم المجتمع وتطوره، وسيقام مشروع وعي في كل محافظات الجمهورية. 

 

وماذا عن دور القابلة أو «الداية»؟ وهل ستحد من عمليات الولادة القيصرية؟

القابلة هي ممرضة مدربة على متابعة الأم أثناء الولادة الطبيعة، تكون دائمًا على اتصال مع الطبيب المختص، وتقوم بعملية الولادة الطبيعية السهلة بمفردها لكن الولادة المتعثرة لا بد من تدخل الطبيب فورا.

ومن الممكن أن تقوم القابلة بعملية الولادة الطبيعية في المنزل، لكن أنا شخصيا بدعم الولادة الطبيعية في المستشفى للحفاظ على صحة الأم والجنين والتدخل السريع في حالة حدوث أي تعثر، وسنعمل من خلال المبادرة على تفعيل دورها للحد من الولادة القيصرية.

 

وماذا عن خطط مواجهة القضية السكنية لا سيما بعد مناقشتها في جلسات الحوار الوطني؟

مشكلة القضية السكانية من أهم المشكلات التي نواجهها منذ سنوات طويلة، كما أن تنظيم الأسرة لم يعد مقتصرا على العدد فقط، لكنه أصبح يشمل الارتقاء بالخصائص السكانية باعتباره المنظور الأهم، وهي تستدعى التأسيس الصحيح والوعي، والاستعداد ما قبل الزواج، ومحاربة الزواج المبكر، وزواج الأقارب والتعامل في مرحلة الطفولة المبكرة بطرق جديدة ومبتكرة، لأنها واحدة من أهم المراحل في حياة الإنسان، باعتبارها المرحلة التي تشهد تشكل القدرات، كما أن العلم ثبت أنها مسئولة عن 85% من قدرات الإنسان.

 

وما تعقيبك على ما تم عرضه خلال فعاليات مؤتمر حكاية وطن؟

مؤتمر حكاية وطن بمثابة وثيقة مهمة وفاصلة لتسجيل إنجازات الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية، وتعريف المصريين بحقيقة ما شهدته مصر من مشروعات تعد إعجازا غير مسبوق وتمت في وقت قياسي، وحديث الرئيس السيسي اتسم بالمصارحة والشفافية حول كافة ما عاشته مصر من خطى تنموية وما تواجهه من تحديات.

 

في رأيك ما أهم المشكلات التي تواجه الدولة المصرية في الوقت الحالي؟

للأسف الشعب المصري غير واع بإنجازات الدولة، وغير مهتم بالإنتاج والعمل وتطوير ذاته، وللأسف الشديد معدل العمل في مصر 47 دقيقة في اليوم الواحد.

كما أنه يجهل بأن الكثير متربص لمصر ويتمنى سقوطها ويحاربها من كل الاتجاهات والرئيس السيسي في المعركة وحيدا.

 

وماذا عن جهود الدولة في تطوير المنظومة الصحية خلال السنوات الأخيرة؟

على مستوى المنظومة الصحية، شهدنا في آخر 9 سنوات تطور في وزارة الصحة والسكان من حيث الاهتمام بالشق الوقائي والعلاجي من خلال الـ15 مبادرة الرئاسية.

وأكبر إنجاز حقيقي في الفترة الأخيرة حصول مصر على شهادة من منظمة الصحة العالمية لخلوها من فيروس سي، وقدرتها على القضاء عليه في شهور قليلة، من خلال الحملة الرئاسية 100 مليون صحة.

كما أن مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي وفرت المليارات للدولة، والتشخيص المبكر للأمراض الوراثية ساعد على التخفيف العبء المادي والنفسي والاجتماعي، حيث إن كل طفل مريض بمرض وراثي يكلف الدولة من 8-30 ألف سنويا.

 

وماذا عن أزمة تكليف الصيادلة.. وهل سيتم إلغاؤه كما يتردد؟

صدر قرار رسمي بإلغاء تكليف صيدلة في عام 2025، وتكليف خريجي كلية الصيدلة قبل هذا العام، وسيبلغ الدفعة الجديدة 2024/2025 بهذا القرار.

 

ونحن بصدد الانتهاء من المرحلة الأولى في منظومة التأمين الصحي الشامل.. ما الفوائد التي عادت على محافظات المرحلة الأولى؟

التأمين الصحي الشامل إنجاز تاريخي شهد به العالم أجمع وله انعكاسات إيجابية عديدة، أهمها تقديم خدمات صحية أولية للمواطنين بمعايير عالمية، وخدمات علاجية وتشخيصية، وخدمات الصحة الإنجابية، والإسعافات الأولية لحالات الطوارئ، والمستشفيات أصبحت على أعلى مستوى وأنهى نظام التأمين الصحي الشامل منذ بدء تطبيقه على قوائم الانتظار، وإجراء العمليات في مستشفيات المحافظة التابعة لمنظومة التأمين الصحي بدلًا من السفر للمحافظات الأخرى، والتحول الأخضر من خلال المستشفيات والصيدليات الخضراء صديقة البيئة.

 

وما أسباب زيادة أسعار الدواء ونقص بعض الأدوية المهمة من السوق كدواء الغدة الدرقية؟

أسباب زيادة الدواء في مصر تأتي بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام ونقص بعض مواد الخام اللازمة للإنتاج، وقلة وتدني قيمة الجنيه، وزيادة تكاليف الشحن لـ10 أضعاف خلال السنوات الأخيرة.

وحول أزمة النواقص في سوق الدواء وخاصة علاج الغدد الدرقية، فالعلاج المصري له نفس تأثير العلاج المستورد، لذلك على الشعب المصري والطبيب تغيير ثقافة الاعتماد على أصناف بعينها في الدواء دون غيرها من البدائل الأخرى التي في بعض الأحيان تكون بنفس الفعالية وأقل سعرًا، والتشجيع على صناعة الأدوية المحلية.

 

ما أكبر مشكلة تواجه القطاع الصحي في مصر حاليًا من وجهة نظرك؟

أهم المشاكل التي تواجه القطاع الصحي وأنا بعمل على حلها في الوقت الحالي هي النشأة والوقاية من خلال توفير بنية أساسية للإنسان من مولده ووقايته من العديد من الأمراض المستقبلية للعيش حياة أفضل، ثاني مشكلة القضية السكانية من المشكلات المهمة جدا التي أعمل على حلها من خلال تحسين خصائص السكان والتوعية الزوجين على تقليل عدد الأطفال لطفلين، فما زال بعض الأسر تنجب 3 أو 4 أطفال، ثالث مشاكل الأطباء يتم حاليا بتحقيق التنمية المستدامة لهم وتوفير التدريبات اللازمة لهم لحصولهم على شهادات معتمدة، والعمل على زيادة المرتبات، والأمان.

 

ما رأيك في قانون المجلس الصحي المصري.. ومتى سيطبق قانون المسؤولية الطبية؟

تنفيذ قانون المجلس الصحي في مصر هي فكرة رائعة تهدف إلى ضمان تحسين الخدمات الصحية، وفقًا للسياسة الصحية والطبية العامة للدولة في ظل التوجيهات الرئاسية لكى ينعم المواطن بحياة كريمة.

وهو في رأيي خطوة هامة لتنظيم مجالات الصحة، ورفع المستوى العلمي والتطبيقي للأطباء والعاملين في مختلف التخصصات الصحية، وتطوير التدريب الصحي التخصصي على مختلف مستويات المهن الصحية، ومنع حدوث المضاعفات والأخطاء الطبية، وقدمت طلب إحاطة بسبب تأخر تنفيذه لأكثر من عام ونصف عام، لأنه قانون مهم جدًا، وأتمنى تنفيذه في أسرع وقت.

أما فيما يخص قانون المسؤولية الطبية فهو تم تطبيقه في كل دول العالم ولكن مصر متأخرة كثيرا مع أنني أرى أننا متفقين على زوايا الموضوع، وتم تحديد لجنة فنية هي من تحدد خطأ الطبيب وتدرس شكاوى المرضى أو متلقى الخدمة.

وأنا أرى أن الرئيس السيسي يهتم بقانون المسؤولية الطبية ووزير العدل لأنه سيحفاظ على حقوق كل من الطبيب ومتلقي الخدمة، واستطعنا في إحدى جلسات مجلس النواب منع الحبس الاحتياطي للأطباء إلا في حالة حكم اللجنة الفنية بالأمر النهائي، وجاري تنفيذ قانون المسؤولية الطبية في القريب العاجل.

 

وماذا عن آخر تطورات أزمة تطبيق الفاتورة الإلكترونية على الأطباء؟

لا يصح إلا الصحيح، والدولة في اتجاهها لنظام الميكنة والتحول الرقمي في كل المهن والمجالات، ولكن على الدولة توفير الأمان من ناحية الضرائب ليس للأطباء فقط بل لكل المهن في مصر.

ارتفعت في السنوات الأخيرة اعتراضات واسعة من الأطباء على تدني رواتبهم.. فما هي مقترحاتك في هذا الملف؟

اقترح ربط راتب الطبيب بحسن الأداء الوظيفي لكي يستطيع تطوير نفسه وتقديم أفضل ما عنده، وأيضا اقترح إنشاء عيادات داخل المستشفيات توزع بالعدل بين الأطباء لزيادة دخلهم والحد من الهجرة.

 

تقترب مصر من إجراء انتخابات رئاسية جديدة.. فما تطلعاتك لتلك الانتخابات ومن الأحق بالفوز فيها من وجهة نظرك؟

أؤيد وأدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي بشدة لتوليه مرة ثانية لأن إمكانياته تؤهله لقيادة الدولة، فهو إنسان بمعنى الكلمة، وليست له أغراض شخصية فهو يضع مصر والشعب المصري فقط أمام عينه دائمًا، وطموح جدًا ويتمنى نقل البلد في مكان آخر.

وبطلب منه أخيرًا أن يكمل المشوار الذي ابتداه لتحقيق رؤية 2030، وعلى الشعب المصري الصبر حتى نعبر بالبلد إلى بر الأمان.

الدكتورة عبلة الألفي