رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

نص التقارير السرية لـ«الموساد الإسرائيلى» ضد شيخ الأزهر

شيخ الأزهر أحمد الطيب
شيخ الأزهر أحمد الطيب

كانت ولا زالت مواقف الشيخ أحمد الطيب من إسرائيل قوية وواضحة، وتعكس مبدأه الثابت من القضية الفلسطينية، ليصبح «الإمام الأكبر» صوتًا قويًا للعدالة والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وساهمت مواقفه في تعزيز الوعي الدولي بالظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

ويرى الكثير من المتابعين للأحداث في غزة، أن شيخ الأزهر ربما يكون الصوت الواضح منذ اندلاع الأزمة، حيث طالب باتخاذ موقف عربي إسلامي تجاه تل أبيب سواء كان اقتصاديا أو سياسيا، ولهذا عملت المخابرات الإسرائيلية على تشويه صورة شيخ الأزهر بسبب موقفه الواضح.

وفي هذا الصدد، أصدر مركز تابع لجهاز الموساد تحت مسمى مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي «INSS»، تقريرا شن خلاله هجوما على شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب متهمه بدعم ما وصفه بـ«الإرهاب» وقيادته.

وتعرض الإمام الأكبر، في التقرير الموسادي، إلى هجوم شرس من الكيان الصهيوني بسبب دعمه للمستضعفين من أهل غزة وإدانته للمجازر التي يرتكبها الكيان كل يوم بحق أطفال ونساء غزة، معتبرين تصريحات شيخ الأزهر بأنها تهدف لتأجيج الرأي العام العربي والإسلامي ضد  إسرائيل وحلفائها.

واتهم المعهد الإسرائيلي، شيخ الأزهر بأنه يقف بجانب من ادعى أنهم «حركات متشددة في المنطقة»، وهاجم التقرير، الذي أعده المستشرق اليهودي أوفير وينتر، الباحث الأول في المعهد العبري والمحاضر في جامعة تل أبيب، مؤسسة الأزهر وشيخها الجليل.

وأضاف: «على الحكومة المصرية الضغط بقوة لكبح جماح الجامع الأزهر، حيث يجب على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية والإمارات، أن تطالب الحكومة المصرية -التي تعد المصدر الرئيسي للنفوذ والسياسة- بقمع الأزهر، ووقف تمويله حتى تتوقف تلك المؤسسة الدينية عن نشر الرسائل المتشددة».

وكان شيخ الأزهر، أدان مجزرة الاحتلال في جباليا، قائلًا إن العدو الصهيوني تحوّل في الآونة الأخيرة إلى ذئب هائج مصاب بسُعارِ قتل الأطفال والنساء والأبرياء، والتلذُّذ بأكل لحومهم وشرب دمائهم بلا رادعٍ ولا رقيبٍ.

وكشفت مصادر داخل مشيخة الأزهر، أن الاستخبارات الإسرائيلية شنت هجوما على شيخ الأزهر عبر معهد أبحاث ودراسات الأمن القومي INSS.

وأوضحت أن هذا المعهد له مرجعية استخباراتية ويخدم توجهات الأمن القومي الإسرائيلي، كما أنه جهة بحثية تخدم بشكل غير مباشر جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف المصدر، أن المشيخة أعدت تقريرا حول هذا المركز، كشفت خلاله أن هذا المعهد يعمل في اتجاهين رئيسيين، الاتجاه الأول متابعة كل الجهات والمؤسسات والأفراد المصريين المؤثرين ويتتبع كل ما يصدر عنهم من فضح لممارسات الاحتلال الإسرائيلي والإجرام الصهيوني والهجوم عليه، كما يقوم المعهد بإعداد تقارير بالعبرية ويرسلها لمعاهد أبحاث أمريكية لدراستها وتحليلها وهو ما حدث مع تقرير الهجوم على الجامع الأزهر وإمامه الشيخ أحمد الطيب.

أما الاتجاه الثاني الذي يسير عليه المعهد هو تبني الآراء الشاذة التي تعادي القضية الفلسطينية وتتماشى وتدعم الاحتلال الإسرائيلي.

من جانبه، أكد الباحث أحمد سالم المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن المركز يصدر تقارير يتم إرسالها للمخابرات الإسرائيلية ومجلس الوزراء والجيش والقيادة الإسرائيلية، حيث ترصد تلك التقارير رد فعل الدولة حول الحرب على غزة، وموقف الشخصيات العامة وقيادات الدول العربية والإسلامية والأحزاب، حتى الفنانين هناك تقرير صدر عن رد فعلهم، حيث يقوم المركز برصد الجدل بين الفنانين في مصر حول دعم فلسطين.

وكشف الدكتور أحمد سالم، عن أن شيخ الأزهر كان محور اهتمام المركز اليهودي، حيث أعد أكثر من تقرير تضمنت انتقادات واسعة له، ووصف، في التقرير، أنه يعتبر أكثر الشخصيات الدينية في العالم الإسلامي والعربي الأكثر عداءً لإسرائيل ومساندة لأهل غزة.

وأضاف، أن التقارير رصدت مدى رضا الشارع المصري والعربي وترحيبهم الدائم بموقف شيخ الأزهر والبيانات اليومية التي تصدر عن مشيخة الأزهر بشأن الهجوم على نتنياهو ومساندة غزة.

واستكمل الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي: «من ناحية أخرى عند قراءة التقرير الصهيوني الصادر عن المعهد بشكل مدقق سنجد أن أهم ما يضج مضاجع الإسرائليين هي البيانات القوية التي تصدر عن الشيخ أحمد الطيب حول المقاومة في غزة وكذلك المادة الصحفية المنشورة في مجلة صوت الأزهر باللغة العبرية والتي تفضح العدوان».

وأكد «سالم»، أن الإعلام الإسرائيلي يتحرك على نحو مقود وموجه من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وأن الهجوم على الجامع الأزهر وشيخه الإمام أحمد الطيب الغرض منه إسكات صوت مهم في العالم العربي الذي يهاجم الاحتلال وبفضح جرائمه الوحشية التي تحدث أمام سمع ونظر العالم.

على الجانب الآخر، تستعد العديد من المؤسسات الإسلامية بعد تشاور مع الأزهر، إصدار بيان شديد اللهجة تجاه تل أبيب، حيث سيوقع على البيان أكثر من مائة عالم وداعية إسلامي، من بينها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ودار الإفتاء الليبية وهيئة علماء فلسطين وهيئة علماء اليمن والهيئة العالمية لأنصار النبي وجمعية علماء ماليزيا.

ويطالب البيان المرتقب صدوره، وقف الحرب ومحاكمة نتنياهو كمجرم حرب، ورغم نفي مشيخة الأزهر الأنباء التي تداولتها مواقع إسرائيلية عن زيارة شيخ الأزهر لمعبر رفع، إلا أن المصادر داخل المشيخة أفادت بأن المشاورات تدور حاليًا بأن يقوم شيخ الأزهر بنفسه بإلقاء بيان الدعاة من أمام معبر رفح ليكون محل اهتمام الإعلام الغربي والدولى وبالتالى التأثير الكبير، خاصة في ذلك الهجوم الإسرائيلي على شيخ الأزهر.

ووفقا للمصادر، فإن قرار زيارة شيخ الأزهر لمعبر رفح لم يؤكد بعد ومازالت المشاورات تدور حوله، خاصة أن هناك ضغوطا تطالب بالذهاب لكون ذلك سيوجه ضربة قوية لـ«تل أبيب»، بينما يحاول البعض عرقلة تلك الجهود ومنع تلك الزيارة بأى شكل في الوقت الراهن.