رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عبر رسائل نصية ومكالمات هاتفية..

حكايات النصب على المواطنين باسم التبرع لغزة

الأحداث في غزة
الأحداث في غزة

تزامنا مع الحرب الدائرة الآن، والممارسات الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، أعلنت جمعيات خيرية ومنظمات مجتمع مدني تلقيها تبرعات خاصة بدعم أهالي غزة، ولكن ظهرت بعض المحاولات من قبل مستغلي الأزمات وتجار الحروب الذين لا يتورعون عن النصب بهدف التكسب من دماء الضحايا بدعوى جمع تبرعات لصالح الأهالي في غزة.

إذ كشف كثير من المواطنين عن تعرضهم لمحاولات نصب كثيرة لجمع تبرعات لصالح أهالي غزة، تأتى في صورة رسائل من حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، لصفحات يديرها أشخاص، أو عبر أرقام تبعث برسائل نصية على الهواتف المحمولة، بعضها ينتحل أسماء بعض الجمعيات المعروفة، ويتصل بالمواطنين لجمع الأموال، رغم تأكيدات تلك الجمعيات على مواقعها الرسمية، وإعلانها عن القنوات الرسمية وحساباتها التي يتم من خلالها تلقي التبرعات.

اللافت للأمر أن دعوى إيصال التبرعات التي يروجها هؤلاء النصابين تأتي في الوقت الذي تتكدس فيه سيارات المساعدات الإنسانية، أمام معبر رفح من أجل تمريرها لأهالي غزة، وفي ظل المفاوضات المستمرة للحكومة مع الاحتلال لتسهيل دخولها.

الإشكالية السابقة، أشار إليها الصحفي الفلسطيني الشهير، معتز عزايزة، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، محذرا من قيام بعض الأشخاص بانتحال صفته لجمع تبرعات لأهالي غزة.

ووجه أهالي غزة، عبر حساباتهم الرسمية، رسالة لعدم الاستجابة لدعوات التبرعات بخلاف القنوات الرسمية لكل دولة، مشيرين إلى أن ما يتحدث عن تحويل أموال عبر البنوك هو نصاب إذ لا تعمل في الوقت الحالي، بعد قصف 90% منها.

وقال أحد المواطنين، ويدعى «مصطفى»، إنه تلقى اتصالًا تليفونيًا من بعض الأشخاص الذين يدعون انتمائهم لإحدى المؤسسات الخيرية الشهيرة للحصول على تبرع بدعوى أنه لمساعدة أهالي غزة، في حين أن المؤسسة أكدت عبر صفحتها الرسمية أن التبرعات تتم من خلال أرقام مخصصة بالبنوك ولا تقوم بالاتصال بالمواطنين للحصول على التبرع.

ووجه كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تحذيرات من محاولات النصب على المواطنين.

وقالت إسراء صلاح صقر: «إبراء ذمة يا جماعة، ده كلام متأكدة منه 100% مفيهوش ذرة شك، وبالتواصل مع ناس من جوه فلسطين نفسها يا جماعة، مفيش تبرعات عن طريق جمعيات أو مؤسسات خيرية أو أشخاص متطوعين بتروح لغزة إطلاقًا إلا لو بيقدر يتواصل مباشرة مع جهات حكومية معنية بالحوار ده».

وأضافت: «مفيش أي حد بيلم تبرعات بيقدر يوصلها غزة لو اتشقلب على راسه، المساعدات الحكومية نفسها فيها صعوبة شديدة ويا تدخل يا ماتدخلش، المساعدات دي بتم من صندوق تحيا مصر، والتحالف الوطني، اللي عاوز يدفع بقى يدفع لصندوق تحيا مصر، أو لجهة حكومية موثوق فيها، خدوا بالكم بقى من كل جنيه بتدفعوه ما تخلوش العاطفة تجرفكم».

وسخر سام سميح الشاعر، من هذه المحاولات، مستعينا برسالة بعثها أحد النصابين له يتحدث عن أنه يعرف مدخلا سريا لإيصال التبرعات وإنه لن يفصح عنه حتى لا يتم كشفه: «هم يبكي وهم يضحك يعني كل حكومات العالم مش عارفة تدخل لا أكل ولا علاج ولا شرب وجامعين التبرعات عندهم طرق سرية، يا نصابين اتقوا الله اتقوا يوم ترجعون فيه، التبرعات للقنوات الرسمية فقط نصيحة للجميع في مصر والأردن والسعودية والجزائر الباقي نصابين مهما بان محترم».

وأضاف: «ناس من غزة نفسها قالوا إن الوسيلة الوحيدة اللي بتوصلهم عن طريق الهلال الأحمر، وأي حاجة تانية بيكون صعب عشان مكاتب الصرافة أصلا قافلة كلها والحسابات، فمحدش يبعت لجمعيات حاليًا عشان مش موثوق أنهم هيقدروا يوصلوا المساعدات».

وفي هذا السياق، قالت أمنية حسني، المتحدث باسم مؤسسة «أبواب الخير»، إن معظم المؤسسات الخيرية بسبب هذه المحاولات، تعلن بشكل مستمر عن الحسابات الرسمية للتبرع.

وأضافت، في تصريح خاص لـ«النبأ» أن مؤسسة «أبواب الخير» بشكل خاص تسعى لمواجهة أي محاولات للنصب بصفتها، خاصة أنها تعرضت مسبقا لمحاولات تزوير صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لجمع تبرعات باسمها.

وتابعت: «لا نقبل تبرعات إلا عبر القنوات الرسمية الخاصة بنا سواء عبر الحسابات البنكية والتي يتم الإعلان عنها بشكل يومي، أو الطرق الأخرى مثل فودافون كاش، إنيستا باي، بالإضافة إلى أن الجمعية تعلن عن وجوه إنفاق تلك التبرعات بشكل مستمر، مرفقا بها الإيصالات».

وأشارت إلى تفاصيل مبادرة دعم أهالي غزة في مصر، قائلة: «عندما فكرنا في طريقة الدعم، وجدنا أن معظم المؤسسات تعمل على دعم وإيصال المساعدات لجميع الأهالي  في غزة، ولكن هناك غزاوين موجودين في مصر يحتاجون لدعم، أما طلبة أو أسر عالقين جاءوا للعلاج والزيارة، وهو ما قررنا العمل عليه، وبالفعل عندما أعلنا تواصل معنا طلبة معظمهم في كليات طب وأزهر، في القاهرة والشرقية وعملنا بحث حالات».

وأوضحت أن العمل جاء على 3 مراحل، الأولى 20 طالبا، والثانية 19 حالة، والمرحلة الثالثة 15 أسرة عالقة، بمساعدات شهرية تتراوح ما بين 2000 وحتى 3500 شهريا حسب ظروف وحاجة كل حالة، متابعة: «نحن مستمرون بالعمل ولكن الأهم لدينا هو ضمان استدامة الصرف لهذه الحالات».