رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اللواء ماجد شحاتة أحد أبطال حرب أكتوبر لـ«النبأ»: الحرب على غزة مؤامرة لتوطين الفلسطينيين في سيناء ومصر مستعدة لأي مواجهة عسكرية مع إسرائيل

على الهواري يحاور
على الهواري يحاور اللواء ماجد شحاته

الجندي المصري أقوى من كل أسلحة أمريكا والغرب ولا يمكن أن يتنازل عن حبة رمل

مصر لن تقايض دماء مليون شهيد بسداد ديونها

إذا نقدت إسرائيل معاهدة السلام مع مصر فسوف تواجه بما لا يحمد عقباه

مصر تواجه حربا من نوع جديد وكل من ارتدى الرتبة العسكرية لا يمكن أن يخون أو يفرط في حبة رمل

ما دام اسم إسرائيل موجود على الخريطة الصراع بينها وبين مصر لن يتوقف

إسرائيل تخشى من نقد اتفاقية السلام مع مصر لأنها تعلم العواقب

الرئيس «السيسي» وضع مصر في مصاف الدول الكبرى وأصبح صوتها مسموعا في العالم كله

العرب لم يحصلوا على متر واحد منذ اتفاقية السلام لأنهم رفضوا نصائح «السادات»

الرئيس لم يتعامل مع مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء بالعواطف وقمة القاهرة للسلام دليل على مكانة مصر

أقترح تحويل غزة إلى سويسرا جديدة وأرفض نقل إدارة القطاع إلى مصر 

هناك ألف علامة استفهام حول موقف الدول العربية التي تمتلك قدرات يمكن أن تهز عرش أمريكا والغرب

لا يوجد دولة عربية بمفردها قادرة على مواجهة إسرائيل وأمريكا والغرب

يمكن للفلسطينيين الحصول على حقوقهم من خلال سياسة الصدمات التي انتهجها السادات في حرب 1973

حماس ارتكبت خطأ استراتيجيا ستدفع ثمنه القضية الفلسطينية

التنسيق بين القاهرة وطهران وأنقرة يعطي قوة للموقف المصري ولا مانع من تشكيل «تحالف إسلامي»

لا يحق لأمريكا والغرب بعد اليوم الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بعد دعمهم المطلق لإسرائيل

قال اللواء ماجد شحاتة، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، وأحد أبطال معركة «أبو عظوة» والمجموعة 139، أن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة هي مؤامرة على مصر، تهدف إلى توطين الفلسطينيين في سيناء، مؤكدا على أن مصر مستعدة لأي مواجهة عسكرية محتملة مع إسرائيل، وأن الجندي المصري أقوى من كل أسلحة أمريكا والغرب.

وأضاف اللواء ماجد شحاته، في حواره لـ«النبأ»، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع مصر في مصاف الدول الكبرى، مشيرا إلى أن العرب لم يحصلوا على متر واحد منذ اتفاقية السلام لأنهم رفضوا نصائح الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتعامل مع مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء بالعواطف، وأن قمة القاهرة للسلام دليل على مكانة مصر.

وشدد اللواء ماجد شحاتة، على أنه لا يحق لأمريكا والغرب بعد اليوم الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بعد دعمهم المطلق لإسرائيل، ومنحها الضوء الأخضر لإرتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن حماس ارتكبت خطأ استراتيجيا ستدفع ثمنه القضية الفلسطينية.. إلى تفاصيل الحوار  

في البداية ما هو تعليقكم على ما يحدث الأن في غزة وتقييمكم لموقف مصر من هذه الأزمة؟

هناك مؤامرة تحاك ضد مصر منذ سنوات، بدأت هذه المؤامرة بالحديث عن موضوع تبادل الأراضي بين مصر وإسرائيل، بحيث تقوم إسرائيل بإعطاء مصر أرضا في صحراء النقب، مقابل أن تقوم مصر بإعطاء إسرائيل أرضا في سيناء لتوطين الفلسطينيين، وزادت هذه المؤامرة بعد قيام ثورة 30 يونيو 2013، بعد الأيام الصعبة والقاسية جدا التي عاشتها مصر بعد أحداث 2011، حيث بدأت مصر تعود من جديد، وبدأت تقيم دولة المؤسسات، وبدأ يحدث استقرارا سياسيا واقتصاديا، مع حدوث تطوير كبير في تسليح القوات المسلحة، وأصبح الجيش المصري التاسع عالميا والسادس بحريا، متفوقا على إسرائيل وإيران وتركيا، ولولا القوة العسكرية التي تتمتع بها مصر الأن ومستوى تدريبها ووصولها إلى العالمية، ما كانت كل هذه الانجازات التي حدثت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي قد تحققت، فالقوة هي التي حافظت على كل المكتسبات التي حققتها مصر الفترة الماضية، وحافظت على الثروات الطبيعية وعلى الاكتشافات الجديدة من الغاز والبترول، وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في بداية استلامه للحكم، «لما تكون قوى الكل يعملك ألف حساب»، وهذا يرد على كل الذين كانوا يعارضون تسليح الجيش المصري، وهناك مؤامرة تحاك ضد مصر من جانب أمريكا، والرئيس السيسي يدرك ذلك، لذلك هو ينوع في علاقات مصر الخارجية، ويقيم علاقات مع كل دول العالم، شرقا وغربا، مع روسيا والصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية، واصبحت سياسة مصر الخارجية قائمة على التوازن، وأصبحت كلمة مصر مسموعة في العالم كله، الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع مصر في مصاف الدول الكبرى، مصر استطاعت بقدرات فائقة  القضاء على الإرهاب في سيناء، مصر نجحت في القضاء على الإرهاب في جبل الحلال، وأمريكا قشلت في أفغانستان وفيتنام، مصر نجحت في تطهير سيناء من الإرهاب، وتم إعلان سيناء منطقة خالية من الإرهاب، الأن تمت زراعة 400 ألف فدان في سيناء، وانتشار الجامعات الأهلية والاستثمارية، وإقامة صناعات كثيرة، وإنشاء الموانئ، مصر تسعى لتوطين أكثر من 4 ملايين مواطن مصري في سيناء، ليكونوا قاعدة متقدمة للدفاع عن سيناء، الدولة المصرية منذ حكم الرئيس محمد أنور السادات تدرك أن المواطنين هم قاعدة الدفاع الرئيسية في سيناء ضد أي أطماع خارجية، الرئيس محمد أنور السادات قام بإنشاء قرية الأبطال وتمليك الأراضي لأهل سيناء وبناء منازل لهم وتوصيل مياه النيل لهم، الرئيس عبد الفتاح السيسي يقوم الأن بعمل نهضة كبرى في سيناء.    

ماذا تريد إسرائيل من مصر؟

بعد اتفاقية أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين، بدأت إسرائيل في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات، اليوم الفلسطينيين يعيشون على 22% من أرضهم، الرئيس محمد أنور السادات طلب من كل من الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، والرئيس السوري حافظ الأسد، الحضور إلى ميناهوس في الهرم والتوقيع على عودة الجولان إلى سوريا، وعودة الضفة الغربية إلى الفلسطينيين، لكن الإثنين رفضا الحضور، كل ذلك تم بمؤامرة من الرئيس العراقي صدام حسين، منذ اتفاقية السلام مع إسرائيل لم يحصل العرب على متر واحد من إسرائيل، مصر حصلت على أرضها كاملة من إسرائيل، الجولان الأن أصبحت إسرائيلية.

إذا ما هو مصير اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل؟

معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، تم وضعها في الأمم المتحدة، وتضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الاتفاقية تم تعديلها، وأصبح الجيش المصري موجودا الآن حتى آخر نقطة على الحدود الإسرائيلية، الرئيس عبد الفتاح السيسي طلب من الشعب المصري النزول بالملايين من أجل منحه تفويض لحماية الأمن القومي المصري، والتصدي لمؤامرة توطين الفلسطينيين في سيناء وتصفية القضية الفلسطينية، وقد استجاب الشعب المصري لطلب الرئيس ونزل بالملايين، في مشهد يذكرنا بما حدث في 30 يونيو 2013، عندما نزل الشعب المصري بالملايين لتفويض الرئيس في محاربة الإرهاب المحتمل، الرئيس عبد الفتاح السيسي يتواصل مع الكثير من زعماء الدول والمنظمات الدولية ومع جميع أصدقاء مصر في الخارج وعلى رأسهم روسيا والبرازيل من أجل وقف القتال والتخفيف عن الشعب الفلسطيني، الرئيس السيسي دعا لعقد قمة دولية للسلام في مصر لحل الأزمة، وقد استجابت أكثر من 31 دولة لهذه الدعوة، وهذا يكشف عن مكانة مصر على المستوى الدولي، الرئيس تعامل بذكاء شديد جدا مع مخطط إسرائيل بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، الرئيس رفض أن يتعامل بالعواطف مع قضية الشعب الفلسطيني، ورفض فتح الحدود أمام سكان غزة للدخول إلى سيناء، لأنه يدرك أن دخول الفلسطينيين إلى سيناء يعني عدم رجوعهم مرة أخرى إلى غزة استنادا إلى سوابق إسرائيل منذ 1948، الرئيس السيسي تعامل مع هذا الملف بشكل حاسم وفاصل، وأكد أكثر من مرة أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتوطينهم في سيناء، كل جهود الرئيس في هذه الأزمة كللت بالنجاح، وقد تم إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الملك عبد الله الثاني ملك الأردن أدرك هذه المؤامرة، وأيقن أن تهجير الفلسطينيين إلى مصر سوف يتبعه تكرار نفس السيناريو مع سكان الضفة، لذلك كان موقفه قويا ومتماهيا مع الموقف المصري، الكل الأن أدرك حجم المخطط الإسرائيلي على مصر والقضية الفلسطينية، الكثير من الدول العربية أيدت ودعمت الموقف المصري، الكل أصبح يدرك أن إسرائيل تريد طرد الفلسطينيين من غزة من أجل تنفيذ مشروع الممر الاقتصادي الكبير الذي يمتد من ميناء أم الرشراش على البحر الأحمر إلى البحر الأبيض عند يافا وحيفا، وهذا الممر لا بد وأن يمر في منتصف غزة، بعد أن فشلت إسرائيل في إقامة خطط للسكك الحديدية بين البحرين الأحمر والمتوسط من أجل منافسة قناة السويس، كل هذه الأفكار موجودة لدى إسرائيل، وتسعى لتنفيذها، لكن مصر تتصدى لكل هذه المخططات الإسرائيلية وتتعامل معها بكل ذكاء وحنكة سياسية، وأعتقد أنه مع انتهاء الأزمة ووقف القتال سوف يتم إسقاط حكومة نتنياهو المتطرفة.

هل يمكن أن توضح لنا شكل المؤامرة التي تتعرض لها مصر الآن؟

المؤامرة على مصر تشمل، وقف التقدم الاقتصادي الكبير التي تشهده مصر، وتعطيل تنمية قناة السويس والممر الاقتصادي لقناة السويس، إسرائيل قامت بتقديم شكاوي لأمريكيا ضد مصر، وقالت إن مصر تتعاون مع دول كثير في التسليح، مثل كوريا وروسيا، مصر كانت هتصحل على طائرات سوخوي35 من روسيا، ولكن الولايات المتحدة تدخلت وأوقفت هذه الصفقة، وهددت مصر بعدم منحها قطع غيار لطائرات إف15،  لكن مصر حصلت على أنواع كثيرة من الطيران، منها ميج 29 وهي طائرة متطورة جدا، ليس هذا فقط بل أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في تطوير السلاح الذي حاربت به مصر في 1973، وطورت الصواريخ ومداها، الطائرات التي قامت بضرب معاقل المتطرفين في ليبيا بعد أن قاموا بذبح عدد من المواطنين المصريين لم يكشفها الرادار أو الأقمار الصناعية، هذا دليل على تطوير السلاح المصري في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان واعيا لهذه المؤامرة التي تحاك ضد مصر، وتعامل مع كل ذلك بحكمة كبيرة، والآن أرى أن المواجهة العسكرية بين مصر وإسرائيل تراجعت، لكن إذا استمر هذا الإجحاف الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني فمن الممكن أن تتسع رقعة الصراع، وتدخل مصر في مواجهة عسكرية مع مصر أو الأردن أو لبنان أو إيران وحزب الله، والرئيس عبد الفتاح السيسي حذر من هذا السيناريو وقال، إن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء سيجر مصر إلى حرب مع إسرائيل.

لماذا تراجعت المواجهة العسكرية بين مر وإسرائيل كما ذكرت؟

من أصغر واحد في الشعب الإسرائيلي إلى أكبر واحد من العسكريين الإسرائيليين يعلم جيدا قوة مصر العسكرية، وفي نفس الوقت إسرائيل تريد أن تأمن مصر لأنها الدولة الأكبر حجما وقوة في الشرق الأوسط، وبالتالي إسرائيل تعلم أن نقد اتفاقية السلام مع مصر يعني الدخول في مواجهة عسكرية معها، إسرائيل تخشى نقد اتفاقية السلام مع مصر وإلا دخلت فيما لا يحمد عقباه،   في 9 أكتوبر 1973 جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في ذلك الوقت، كلمت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وقالت له «أنقذ إسرائيل من الفناء»، مصر لن تقايض دماء مليون شهيد من 1948 حتى الآن عشان تسدد ديونها، لا يوجد قوة تستطيع الوقوف في وجه الشعب المصري.

كما فهمت.. أنت تريد أن تقول إن الحرب على غزة هي مؤامرة إسرائيلية أمريكية على مصر لتوطين الفلسطينيين في سيناء وتصفية القضية الفلسطينية؟

بالضبط، لذلك أقول إن هذه المؤامرة تحال ضد مصر منذ فترة ومعالمها بدأت تظهر منذ فترة، وهنا أنا أتساءل، هل إسرائيل بعد الخدعة الكبرى التي تعرضت لها في حرب أكتوبر 1973 أو ما يسمى بـ«خطة الخداع الاستراتيجي»، وبعد التقدم العسكري والتكنولوجي الرهيب في سلاحها وحيازتها لعدد كبير من القنابل الذرية، وبعد التقدم الذي تتباهى به في أجهزة المخابرات، لم تستطع أن تكشف عن عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حماس؟، هل الجيش الإسرائيلي «المدجج بالأسلحة الفتاكة» لم يعلم طوال 7 ساعات أن المقاومة دخلت إسرائيل وتقوم بعمليات فدائية؟، هل كانت إسرائيل لا تعلم مسبقا بهذه العملية، وهي تعلم مكان وجود كل واحد من قيادات حماس، وكل الفصائل الفلسطينية مخترقة من جانب الموساد، وهناك جواسيس مزروعة وسط المقاومة؟، فهل كل هؤلاء لم يتوقعوا الهجوم؟، هذه أسئلة عليها 100 علامة استفهام، بالإضافة إلى ما ذكره أحد رموز جهاز الأمن العام الإسرائيلي«الشباك»، الذي تعجب من تصرف حماس هذه المرة، والذي وصفه بالصلف والجنون، وكشف وجود اتفاق غير معلن بين إسرائيل وحماس، يقوم على قيام حماس بإطلاق بعض الصواريخ على إسرائيل، مقابل أن تقوم إسرائيل بالرد وضرب بعض الأهداف في قطاع غزة، من أجل تحقيق أهداف سياسية.   

لماذا لا ترحل إسرائيل الفلسطينيين إلى صحراء النقب كما قال الرئيس السيسي ثم تعيدهم مرة أخرى بعد القضاء على المسلحين؟

لأن صحراء النقب بها مفاعل ديمونة النووي، الذي تهدد به إسرائيل المنطقة، كما أن تهجير سكان غزة إلى صحراء النقب سوف يهدد أمن إسرائيل بسبب وجود مفاعل ديمونة، وخاصة وأن الشعب الفلسطيني معروف عنه أنه شعب جبار، وهنا أذكر، أنه في 2003 كان هناك اجتماع ثلاثي جمع كل من، الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، ورئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود باراك، ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك في هذا الاجتماع على منح الفلسطينيين مساحة من الأرض في صحراء النقب تساوي ضعفي مساحة المستوطنات التي أقامتها إسرائيل في فلسطين قي ذلك الوقت، لكن لم يتم تنفيذ هذا الاتفاق، بسبب رفض كل من، وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس، وتسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل، في ذلك الوقت.

أنت استبعدت المواجهة العسكرية بين مصر وإسرائيل للأسباب التي ذكرتها.. لكن السؤال هو في حال اضطرت مصر الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل..ما هي السيناريوهات المتوقعة لهذه المواجهة.. وهل مصر مستعدة لهذه المواجهة في ظل الدعم العسكري الأمريكي والغربي لإسرائيل ومدها بأحدث أنواع الأسلحة ووجود حاملات طائرات أمريكية في البحر المتوسط؟

مصر مستعدة لمواجهة ما هو أقوى من إسرائيل، الجيش المصري مدرب تدريب جيد، مصر لديها ما هو أقوى من كل هذه الأسلحة وهو الجندي المصري، الذي لا يمكن أن يتنازل عن حبة رمل، ولو دخل في مواجهات، الأزمة بتجمعنا وبتقوينا، وبكل إرادة وعزم لو هم فكروا في كسر الأمن القومي لمصر أعتقد أن كلمة الرئيس لما قال، لن أسمح بدخول فلسطيني واحد، هذا خط أحمر جديد شرقا مثل الخط الأحمر في الغرب.

ما هو مصير قطاع غزة في ظل تصميم إسرائيل على تصفية المقاومة وحديث بعض القادة الإسرائيليين عن نقل إدارة غزة إلى طرف آخر بعد القضاء على المقاومة.. وحديث جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق الذي قال أنه يجب نقل إدارة غزة إلى مصر؟

 المقاومة ليس هي حماس، وكما قال الرئيس محمود عباس إن السلطة الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، على الشعب الفلسطيني أن يقول كلمته، وأن يقوم بايجاد سلطة موحدة تدير له شئونه، هناك اقتراح من تركيا لحل أزمة قطاع غزة، يقوم على فكرة وجود ضامنين، وأنا أقترح أن يتم تحويل قطاع غزة إلى النموذج السويسري، بحيث يتم عقد اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل، وتكون دولة منزوعة السلاح ودون جيش ويكون لها مؤسسات وقوات نظامية لحماية الأمن الداخلي، كلها أفكار مطروحة، وسوف تتبلور بعد وقف إطلاق النار، وربما ترحل حكومة نتنياهو المتطرفة، وتأتي حكومة يسارية معتدلة مثل حكومة اسحاق رابين، وتقوم بالجلوس مع الفلسطينيين لحل الأزمة، وأتوقع حدوث ضغط دولي على إسرائيل الفترة القادمة للقبول بحل الدولتين، مصر لديها ملف جيد لما هو مقبل، ولديها ما يسمى بـ«نقدير الموقف»، وتستطيع التعامل مع كل السيناريوهات. 

لكن هل تعتقدون أن تقبل مصر بتولى إدارة قطاع غزة؟

لا أعتقد ذلك، وأنا أرفض ذلك، لأن مصر ليس قي حاجة إلى المزيد من الأعباء، مصر بها أكثر من 9 ملايين مهاجر أو ضيف على أراضيها، يتم التعامل معهم كمواطنين.

ما هو تقييمكم لموقف الدول العربية من هذه الأزمة؟

هناك ألف علامة استفهام على موقف الدول العربية، أين الدول العربية؟، أين الأسلحة والقدرات العربية التي تسطيع أن تهز عرش أمريكا والغرب؟، أين الجزائر والمغرب؟، أين جامعة الدول العربية؟، أين الدول الغنية؟، لا بد من أن يكون هناك موقف قوى للدول العربية مما يحدث، هذا هو وقت الاتحاد ووقت الاجتماع على كلمة واحدة، الملك فيصل في حرب 1973 قام بوقف تصدير النفط فاصيبت مصالح أمريكا والغرب بالشلل.

ما هي التداعيات الجيوعسكرية المتوقعة على الشرق الأوسط وعلى موازين القوى في الشرق الأوسط من هذه الأزمة؟

الشرق الاوسط في حالة يرسى لها، لا يوجد دولة عربية وحدها قادرة على مواجهة إسرائيل وأمريكا والغرب، الدول العربية في حاجة إلى الوحدة حتى تستطيع مواجهة إسرائيل، والله تعالى يقول « وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وعدوكم»، مصر حاولت كثيرا تأسيس قوة عربية مشتركة. 

هناك مقولة خالدة للرئيس عبد الناصر «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة» وإسرائيل تضرب بعشرات القرارات الدولية عرض الحائط..فهل يمكن إقامة دولة فلسطينية بالطرق السلمية والدبلوماسية ومن خلال المفاوضات؟

هذا بعيد المنال، لكن يمكن من خلال سياسة الصدمات التي اتبعها الرئيس محمد أنور السادات قبل وبعد حرب أكتوبر 1973 تحقيق بعض المكاسب،  بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 وبعد حرب الاستنزاف بدأ الرئيس محمد أنور السادات يتواصل مع الكثير من زعماء العالم، وقال إن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا، الجيش المصري كان سيبيد ثلث القوات الإسرائيلية التي كانت موجودة في الثغرة بقيادة أرييل شارون، لولا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وحل المشكلة سلميا مع الرئيس محمد أنور السادات، الصدمة الثانية هي قيام الرئيس محمد أنور السادات بالذهاب إلى تل أبيب، في خطوة وصفت بالشجاعة. 

في ظل الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات بين سكان قطاع غزة وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق سكان القطاع.. هناك من ألقى بالمسئولية على حركة حماس واتهمها بعدم تقدير الموقف.. كيف ترى ذلك؟

بالتأكيد، حماس لم تقدر تبعات هذه العملية. 

هل تعتقد أن حماس لم تتوقع رد الفعل الإسرائيلي؟

مش عارف.

هل تعتقد أن حركة حماس ارتكبت خطأ استراتيجيا؟

بالتأكيد.

هل تعتقد أن القضية الفلسطينية ستدفع ثمن هذا الخطأ؟

بالتأكيد، ما هي أوراق القوة التي تمتلكها حماس؟.

ما هو تعليقكم على التنسيق بين مصر وتركيا وإيران في هذه الأزمة؟

لا شك أن استقطاب تركيا وإيران إلى صف مصر والعالم العربي، سيقوى موقف مصر والعالم العربي، في مواجهة الهجوم الإسرائيلي الأمريكي الغربي على الفلسطينيين والعرب، إيران دولة عسكرية لا يستهان بها، العرب في حاجة إلى دولة مثل إيران للوقوف في ظهرهم في هذه الأزمة، وخاصة بعد التقارب الأخير الذي حدث بينها وبين السعودية والإمارات ومصر، الموقف التركي أيضا جيد جدا، وخاصة بعد تقاربها مع مصر،  الاتحاد قوة، والمثل يقول «أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب»، لا مانع أن يكون هناك تحالف إسلامي، للوقوف في وجه الغطرسة الإسرائيلية وتخليصنا من البؤرة التي تم زرعها في العالم العربي.

هل في ظل ما تقوم به إسرائيل وفي ظل التقارب بين إيران والدول العربية تغيرت نظرية العدو وأصبحت إسرائيل هي العدو وليس إيران كما كان يقول البعض؟

البعض في كلية القادة والأركان تساءلوا عن العدو القادم لمصر بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وأنا طول عمري أقول، إنه ما دام أن اسم إسرائيل موجود على الخريطة فإن الصراع بين مصر وإسرائيل لن يتوقف.

يعني حلم إسرائيل من النيل للفرات ما زال قائما؟

إسرائيل لديها خريطة كبرى تشمل سيناء والأردن والسعودية وسوريا ولبنان، جوجل اليومين اللي فاتوا وضع اسم إسرائيل مكان سيناء.

هل تعتقد أن الموقف القوي والشجاع للرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه الأزمة سيزيد من الضغوط الأمريكية والغربية على مصر في ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان الفترة القادمة؟

وهل هناك انتهاك لحقوق الإنسان أكثر مما يحدث الآن في فلسطين بدعم أمريكي وغربي مطلق؟، هل أمريكا تستطيع أن تتحدث بعد ما حدث عن حقوق الإنسان؟، وهي التي أعلنت دعمها المطلق لإسرائيل، ومنحتها الضوء الأخضر لإبادة الشعب الفلسطيني؟، هل يستطيع الغرب أن يتحدث بعد اليوم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، بعد دعمه المطلق إسرائيل ومدها بأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة لارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة؟.

كلمة أخيرة

الحرب التقليدية انتهت، مصر تواجه حربا من نوع جديد، حرب نفسية تعتمد على حروب الجيلين الرابع والخامس، والذكاء الاصطناعي، هدفها تغييب العقول عن الهدف الأساسي للحروب القادمة، هذه الحرب بدأت منذ سنوات، الحروب تتطور والأسلحة تتطور وعقلية المقاتل تتغير، على الشعب المصري أن يقف خلف قيادته السياسية والعسكرية، ويثبت على حماية مصر وعدم التفريط في حبة رمل من أرضها، كل من ارتدى الكاكي العسكري والرتبة العسكرية وحكم مصر، لا يمكن أن يفرط في حبة رمل أو يخون مصر في يوم من الأيام، كلهم شرفاء يحافظون على تراب مصر وأمنها وأمن شعبها، وفوق كل ذلك مصر محفوظة ومحمية من الله -سبحانه وتعالى-.. تحيا مصر.