رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إسرائيل تنفذ أكبر هجوم بري في قطاع غزة

النبأ

نفذت القوات الإسرائيلية أكبر هجوم بري في قطاع غزة، خلال ليل الخميس، في حربها المستمرة منذ 20 يوما مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسط تزايد الغضب في العالم العربي من القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع الفلسطيني المحاصر.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد قال إن القوات الإسرائيلية ما زالت تستعد لغزو بري كامل، وحثت الولايات المتحدة ودول أخرى إسرائيل على تأجيله، خشية أن يفتح ذلك جبهات أخرى في الشرق الأوسط.

وقالت وكالة الأمم المتحدة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها قد تضطر قريبا إلى وقف عملياتها في غزة إذا لم يصل الوقود إلى المنطقة التي تحكمها حماس وسط حاجة ماسة للمأوى والمياه والغذاء والخدمات الطبية.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن حماس لديها احتياطيات كبيرة من الوقود يمكن استخدامها في المستشفيات.

قالت سيندي مكين مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الخميس إن التفتيش المبالغ في صرامته للشاحنات عند معبر رفح من مصر إلى غزة أبطأ تدفق المساعدات الإنسانية بشدة مع تزايد معدلات الجوع وسط الفلسطينيين هناك.

وقالت مكين في مقابلة "حصلنا على النزر اليسير من الشاحنات... نحتاج إلى إدخال كميات كبيرة. نحتاج إلى وصول آمن بلا قيود إلى غزة حتى نتمكن من إطعام الناس والتأكد من ألا يموتوا جوعا، لأن هذا ما يحدث".

وقصفت إسرائيل قطاع غزة المكتظ بالسكان في أعقاب هجوم حماس على تجمعات سكانية إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن حماس قتلت نحو 1400 شخص بينهم أطفال، واحتجزت أكثر من 200 رهينة.

وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الخميس إن عدد القتلى الذين سقطوا في الضربات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع ارتفع إلى 7028 من بينهم 2913 طفلا.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تعلم أن عددا كبيرا من الأشخاص لقوا حتفهم في غزة لكن ليس لديها تأكيد مستقل للأرقام، وإنها لا تثق في تلك التي تنشرها حماس.

وقال الجيش الإسرائيلي أيضا إنه لا يمكن الوثوق بأرقام حماس، لكنه لم يقدم تقييمه الخاص. ورفض المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة التصريحات التي تشكك في هذه الأرقام.

ونشرت الوزارة يوم الخميس وثيقة من 212 صفحة تحتوي على أسماء وأرقام هويات أكثر من 7000 فلسطيني تقول إنهم قتلوا في القصف الإسرائيلي.

 أكبر توغل إسرائيلي في غزة

قال راديو الجيش الاسرائيلي إن الجيش نفذ ليل الخميس أكبر توغل في شمال غزة.

وأضاف الراديو "الدبابات والمشاة ضربت عددا من الخلايا الإرهابية والبنية التحتية ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات".

وقال الفلسطينيون إن الغارات الجوية الإسرائيلية قصفت المنطقة مرة أخرى أثناء الليل، وأفاد سكان في وسط غزة بوقوع قصف مكثف بالدبابات طوال ليل الخميس.

وتشعر حكومات في الغرب والشرق الأوسط بالقلق من احتمال توسع الصراع إقليميا.

وتعرضت القوات الأمريكية للهجوم أكثر من 12 مرة في العراق وسوريا في الأسبوع المنصرم ممن تشتبه واشنطن بأنها جماعات مدعومة من إيران. وتبادلت إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية إطلاق النار.

وأرسلت الولايات المتحدة سفنا حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول. وقال وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الخميس إن نحو 900 جندي أمريكي إضافي وصلوا إلى الشرق الأوسط أو يتجهون إلى هناك لتعزيز الدفاعات الجوية للأفراد الأمريكيين.

وقال البيت الأبيض يوم الخميس إن الرئيس الأمريكي جو بايدن بعث برسالة مباشرة إلى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يحذره فيها من استهداف العسكريين الأمريكيين في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في الأمم المتحدة إنه إذا لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي على حماس فإن الولايات المتحدة "لن تسلم من هذه النار".

وفي رده على سؤال في مؤتمر صحفي عن احتمال المواجهة مع إيران، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن إسرائيل "ليس لديها مصلحة في توسيع الحرب".

واضاف جالانت "نحن نخوض حربا على الجبهة الجنوبية ضد حماس، ومستعدون لأي تطور في الشمال، وحزب الله يعاني من خسائر كثيرة".

* استنكار عربي

ومع عدم وجود علامة على التهدئة في غزة، استنكر وزراء خارجية الإمارات والأردن والبحرين والسعودية وسلطنة عمان وقطر والكويت ومصر والمغرب اليوم الخميس استهداف المدنيين و"الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي" في قطاع غزة الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي.

وجاء في بيان الوزراء أن حق الدفاع عن النفس لا يسوّغ انتهاك القانون وإغفال حقوق الفلسطينيين. وأضاف البيان أن وزراء الخارجية العرب ينددون أيضا بالتهجير القسري والعقاب الجماعي في غزة.

وانتقدوا احتلال إسرائيل للمناطق الفلسطينية ودعوا إلى بذل المزيد من الجهود لتنفيذ حل الدولتين للصراع المستمر منذ عقود.

وأضاف البيان أن "غياب الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أدى إلى تكرار أعمال العنف والمعاناة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة".

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إن اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل غدا الجمعة سينقل إشارة واضحة لدعم إسرائيل.

وفي قمة الاتحاد الأوروبي، عبر بيان عن "قلقه الشديد إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة ويدعو إلى استمرار وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى المحتاجين من خلال جميع التدابير الضرورية بما في ذلك الممرات الإنسانية والهدنة لتلبية الاحتياجات الإنسانية".

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين لوكالة بلومبرج نيوز إن واشنطن تبحث عن وسائل أخرى للحد من تدفق التمويل إلى حماس.

وتزايدت المخاوف أيضا بشأن مصير أكثر من 200 رهينة احتجزتهم حماس في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول ونقلتهم إلى غزة.

في غضون ذلك، قال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس اليوم إن العدد التقديري للأسرى الذين قتلوا في غزة جراء الغارات الإسرائيلية يبلغ نحو 50.

ولم يقدم المتحدث أي تفاصيل أخرى في هذا الإعلان الذي أورده على حساب كتائب القسام على تيليجرام. ولم تتمكن رويترز من التحقق من هذه الأرقام.