رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد أزمة مصطفى قمر وطارق الشناوي.. حرب تكسير العظام بين الفنانين والنقاد

بعد أزمة مصطفى قمر
بعد أزمة مصطفى قمر وطارق الشناوي.. حرب تكسير العظام بين الفن

- طارق الشناوي: «أولاد حريم كريم» الأسوأ للموسم الحالي ومصطفى قمر مطرب فاشل

- مصطفى قمر: كلام طارق الشناوي أهبل والمفروض يعني أحفر تربة وأقول لكم موتوني!

- مصطفى قمر: طارق الشناوي يتعمد تكسيري من 20 سنة وهاخد حقي بالقانون وكل اللي بيدافع عنه شبهه

- المنتج صفوت غطاس: زعلت من مصطفى قمر والناقد له الحرية تمامًا في التعبير عن وجهة نظره كيفما يشاء

حرب طاحنة اندلعت بين الفنان مصطفى قمر والناقد الفني طارق الشناوي، أثارت جدلًا واسعًا لدى الجمهور والوسط الفني، لاسيَّما وأن «قمر» لم يحتمل النقد الموجه له من الأخير، بعدما وصف فيلمه «أولاد حريم كريم»، المطروح الآن بدور العرض، بأنه لا علاقة له بالسينما، ولم يكتف بذلك بل وصم مصطفى قمر، بالمطرب الفاشل، الأمر الذي استحضر إلى أذهان الجمهور، ردود أفعال بعض الفنانين تجاه النقد الموجه لهم ولأعمالهم سواء من النقاد أو من المشاهدين، ما جعلهم يتساءلون لماذا يغضب النجوم من الانتقاد؟

كلام أهبل

11 سبتمبر وبعد مرور 5 أيام على معركة مصطفى قمر مع «الشناوي»، لاسيَّما بعدما لامه الكثيرون من داخل الوسط وخارجه على رد فعله تجاه انتقادات الأخير، قرر أن يدافع عن نفسه مصرحًا بأن الانتقادات التي وجهها الناقد طارق الشناوي إليه، لم تكن مهنية، وأنه يتعمد تكسيره وإحباطه، على مدار 20 عامًا ماضية، ورغم ذلك لم يعبأ بذلك، إلا أن الانتقادات الأخيرة تجاوزت حدود النقد الفني المهني، فأخرجته عن السيطرة، ما جعله يؤكد أنه لن يترك شخصًا متخصصا بالمهنة يصفه بالمطرب الفاشل، وأنه فقد الوهج، واعتمد على التعاون مع نجمات فقدن الوهج في محاولات لإنجاح فيلمه «أولاد حريم كريم»، وقال: "المفروض بعد حواره أحفر تربة وأقولكم موتوني!".

ورغم انقسام الجمهور وأهل الفن، بشأن رد فعل مصطفى قمر على انتقادات طارق الشناوي، إلا أن «قمر»، وصف كل من دافع عن الأخير، بأنه من يشبه «الشناوي»، -الذي اعتبره منافقًا وكلامه ونقده «أهبل»- 

ولم يكتف قمر بذلك وحسب، بل صرَّح بأنه سيلجأ إلى القانون، لمحاسبة كل من أخطأ في شخصه، لاسيَّما وأنه من حقه الدفاع عن نفسه، حسب تصريحاته الأخيرة في 11 سبتمبر الجاري.

مصطفى قمر من فيلم «أولاد حريم كريم»

بداية الأزمة

قُبيل أيام من تصريحات «قمر» الأخيرة، تحديدًا في 7 سبتمبر الجاري، اندلعت تلك الحرب الطاحنة، بعدما انتقد طارق الشناوي، خلال لقاء تلفزيوني، فيلم «أولاد حريم كريم» وأبطاله، معتبرًا أن العمل هو الأسوأ بالنسبة له بالموسم الحالي، وأنه لا علاقة بالجزء الأول ولا بفن السينما الحالية، بل إنه عودة إلى زمن ما قبل الجزء الأول، وكتابته قديمه، وتفاصيله لم تعد قابلة للرد أو الضحك، لافتقار الفيلم أساسًا إلى الضحك.

لم يقتصر انتقاد «الشناوي» على العمل فقط، إلا أنه امتد إلى أبطال الفيلم على رأسهم مصطفى قمر، ووصفه بأنه في ذروة فشله كمطرب، ما دفعه إلى تقديم فيلم مع نجمات ليس عليهن طلبًا في السينما، وقال: "عندما تفشل كمطرب، فلن تتقدم بك السينما، ومن يفشل كمطرب يعتقد أن السينما ستعيده إلى التألق، ومصطفى يفتقد التوهج، ويلعب الدور دون حالة من التوهج والعاطفة، هو بيمثل وخلاص".

الناقد طارق الشناوي

أغضب نقد طارق الشناوي، «قمر»، وجعله يخرج أسوأ ما لديه، وما كان منه إلا أن يهاجمه عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ولم يبخل عليه بوصفه بأبشع الصفات، لاسيَّما وأنه دوَّن منشورًا  تضمن ألفاظًا نابية، والذي قال فيه إنه طلب من «الشناوي»، الابتعاد عنه وأن يتجنب الحديث عنه بالمرة حتى لا يوبخه، وأنه بانتقاده له ولفيلمه، ووصف رأيه بـ«الأهبل» وأنه منافق لحساب أعمال أخرى، وأنه لم يشاهد الفيلم من الأساس، واستكمالًا للتحقير منه، قال: "أنت شغلتك إيه، هي من أربع حروف متهيألي!".

«تاج» تامر حسني

«قمر» لم يكن أول الفنانين الذين يزعجهم الانتقاد، بل سبقه في ذلك النجم تامر حسني، بعدما تعرض فيلمه الأخير «تاج» الذي طرحه في السينمات، يونيو الماضي، والذي توقع الجمهور والنقاد أنه سيكون احترافيًا، حسبما سوَّق له صناعه، إلا أنه صدم الجميع، ما جعلهم يوجهون له الانتقاد، وإلى تامر حسني بذاته، الذي يُصر على تقديم ما ليس له به علم، كالتأليف والإخراج، وانتقد الجمهور والنقاد على حدٍ سواء، إصراره على أسلوبه في التمثيل دون تطوير واعتماده على إفيهات قديمه و«كوميكس الفيسبوك»، بخلاف انتقادهم لأعمال الجرافيك التي تضمنها الفيلم.

تلك الانتقادات، أثارت غضب تامر حسني وجعلته، يرد عليها عبر حسابه بـ«إنستجرام»، مُعتبرًا أن بيع فيلم «تاج» بنجم شباك واحد، يًحسب له، وهذا ما يؤرق بعض ضعاف النفوس، ورأى أنه يجتهد ويؤلف ويُخرج، ورغم ذلك يُلام على اجتهاده في حين أن الكُسالى لا يُلامون، معتبرًا أنه الانتقادات الموجهة إليه وللفيلم ممنهجة من حملات مأجورة يمولها غير الأسوياء، وحاول استفزاز الجميع بإعلانه أنه فيلمه القادم سيكون من تصويره، وليس تأليفه وإخراجه فحسب.

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏تلفزيون‏‏ و‏غرفة أخبار‏‏
الناقد الفني أمين خيرالله

لم يقتصر غضب الفنانين من النقد على ما يوجهه إليهم النقاد، إلا أن الكثيرون منهم لا يتقبل انتقادات الجمهور له، لاسيَّما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي اختبرت قدرتهم على تقبُل النقد، وكشفت أنهم لا يتحملونه -على غرار مصطفى قمر- ويعتبر بعضهم أن الانتقادات ما هي إلا حملات ممنهجة ضدهم يمولها أعداء النجاح، أو أنها آراءً متسلطة، لا يجب أن تُولى أي اهتمام.

الفنانة داليا شوقي، التي تجسد دور «سلمى» زوجة «جابر» في مسلسل «سفاح الجيزة»، والذي تعرضت بسببه إلى انتقادات لاذعة وصلت لدرجة مطالبة البعض لها باعتزال الفن، في حين أن بعض النقاد والجمهور أشادوا بأدائها، إلا أنها اعتبرت آراء المنتقدين، متسلطة وشخصية لا تعتمد على مشاهدة العمل، مؤكدة أنها تتعامل مع هؤلاء بحظرهم من حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسيرًا على هذا النهج سار الفنان علاء مرسي، الذي أهان أحد متابعيه عبر «فيسبوك» ووصفه بالمتفرج الفاشل، بعدما وجه إليه نقدًا.

السقوط إلى الهاوية

على مدار 15 عاما، يرفض الفنانون آراء النقاد ويتعاملون مع النقد باعتباره عالة على الفن، وهذا ما يفسر ما آل إليه حالهم، وباتوا لا يقدمون فنًا حقيقيًا، بخلاف فشلهم في تحقيق إيرادات ذات قيمة، لردائة الأفلام التي يقدمونها، حسب الناقد الفني مصطفى الكيلاني.

ويضيف، أنه لو استمع الجميع إلى استهزاء الفنانين بالنقاد العلني، داخل البرامج واللقاءات التلفزيونية، بخلاف ما يدور في التجمعات والجلسات الخاصة بينهم، سيعلمون سبب سقوط الفن والأعمال الفنية إلى الهاوية.

الناقد مصطفى الكيلاني

مهمة النقد الفني

المهمة الأساسية للنقد، تكمن في الرقي بالذوق العام وتوجيه الفن والفنانين وتقييم أعمالهم، من خلال تقديم الناقد رأيه بكل صراحة وموضوعية -مثلما حدث من الناقد طارق الشناوي، نحو فيلم «أولاد حريم كريم» وأبطاله، وفقًا للناقد الفني أمين خيرالله.

ويؤكد أن السبب الأول في غضب الفنانين من النقد، أنهم يجهلون دورهم كفنانين، مثلما ظهر في رد فعل مصطفى قمر، على الانتقاد الموجه إلى فيلمه وأدائه، مُتسائلًا ما المشكلة في وصف الناقد طارق الشناوي للفيلم بالفاشل؛ لأنه بالفعل فاشل وساقط.

في حال تم تمرير واقعة «قمر»، أي رد أو موقف حاسم تجاه -الممثل الفاشل- سيكون دور النقد الفني انتهى في مصر إلى الأبد، خصوصًا وأن تطاوله على «الشناوي» غير مقبول، ويعتبر تطاول على النقد الفني بشكل عام، حسبما أكد أمين خيرالله.

المنتج الفني صفوت غطاس

الناقد الفني حر

لم يقتصر الغضب على النقاد فحسب، بل امتد إلى كثيرين من أهل الفن، منهم المنتج الفني صفوت غطاس، الذي أعرب عن حزنه عما بدر من ردود أفعال مصطفى قمر تجاه النقد الموجه إليه من الناقد طارق الشناوي.

ويرى «غطاس»، أن الناقد له الحرية تمامًا في التعبير عن وجهة نظره كيفما يشاء، ودفاعي ليس عن الناقد طارق الشناوي كشخص، ولكن دفاعي عن ناقد كبير من حقه أن يفصح عن رأيه في أي عمل فني بالسلب أو الإيجاب، ويشير إلى أن هناك الكثير من الأعمال الفنية اختلف عليها النقاد سواء بالإيجاب أو بالسلب.

ويقول: "بالمناسبة لي كذا عمل كان رأي الأستاذ طارق الشناوي، فيهم قاسيا ولم يعجبني، ولكن احترمت الرأي الآخر".