رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل ينجح بايدن في استغلال غياب الرئيسين الصيني والروسي عن قمة العشرين؟

النبأ


 تأكد تخلف الرئيس الصيني شي جين بينغ عن قمة مجموعة العشرين المقبلة في الهند بعدما ذكرت وزارة الخارجية الصينية أن رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ هو من سيحل محل شي في القمة التي ستعقد يومي 9 و10 سبتمبر بعد مشاركاته في القمة الـ43 للآسيان في جاكرتا.
والملاحظ أن هذه أول مرة يتخلف فيها شي عن قمة مجموعة العشرين كما أنها أول مرة يفوت فيها رئيس صيني حضور قمة أكبر 20 اقتصادا في العالم.
وبغياب الرئيس الصيني تلاشت فرصة لقاء كان محتملا ومنتظرا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أكد البيت الأبيض أنه سيحضر قمة نيودلهي رفقة قادة آخرين من الاقتصادات الرائدة في العالم.
وقال بايدن إنه يشعر بخيبة أمل لعدم حضور نظيره الصيني شي جين بينغ قمة قادة مجموعة العشرين في الهند، لكنه أضاف أنه "سيتمكن من رؤيته".
وزار أربعة من كبار المسؤولين في إدارة بايدن الصين في الأشهر الأخيرة في محاولة لإصلاح العلاقات المتوترة بين القوتين العالميتين دون تحقيق اختراق، وسط توترات سياسية وخلافات تجارية.
ويبدو أن غياب الرئيس الصيني عن قمة العشرين يشي ربما بتغير في أولويات بكين الدبلوماسية والاقتصادية، ما يهدد وضع المجموعة كمنتدى للقيادة العالمية في ظل اتساع الفجوة والتباينات بين الدول الأعضاء في المجموعة، وتبرم بكين من وضع النظام العالمي القائم بقيادة الولايات المتحدة وسعيها الحثيث لتعزيز علاقاتها مع بلدان الجنوب وصولا إلى عالم متعدد الأقطاب.
ويرى محللون ان غياب شي إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيغيب أيضا عن القمة لظروف مذكرة الاعتقال الدولية على خلفية الحرب الأوكرانية، سيعطي فرصة للرئيس الأمريكي جو بايدن لإعادة ترسيخ الولايات المتحدة لوضعها كقطب أوحد للنظام الدولي وإحراز تقدم جديد مع دول بدأت تميل أكثر ناحية الصين وروسيا مثل البرازيل وجنوب إفريقيا وإندونيسيا، وقد رفضت هذه  الدول الانحياز إلى أحد الجانبين في النزاع الروسي-الأوكراني.
وفي هذا الصدد، يتوقع أن تدفع الولايات المتحدة في القمة باتجاه تعزيز تمويل ونطاق البنك الدولي وغيره من بنوك التنمية، في محاولة لتعميق العلاقات مع الاقتصادات الناشئة في العالم وتقديم بديل للإقراض المدعوم من الصين. وتخطط الولايات المتحدة أيضا للضغط من أجل تخفيف عبء الديون عن الدول الفقيرة والإعلان عن تمويل مشاريع جديدة في البنية التحتية. 
ويرى البيت الأبيض أن هذا التمويل حاسم على جبهات متعددة كشكل من أشكال دبلوماسية القوة الناعمة آملا في تشكيل ثقل موازن للجهود الصينية والروسية لبناء النفوذ.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين "إذا نظرت إلى الاقتصاد الأمريكي ونظرت إلى الاقتصاد الصيني، وإذا نظرت إلى تحالفات الولايات المتحدة والقوة التي بنيناها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وما وراءها، فستشعر بالرضا تجاه الموقف الاستراتيجي للولايات المتحد فيما يتعلق بالمنافسة الجارية".
لكن جهود بايدن من غير المتوقع أن تمضي كالسكين في التورتة، إذ ستتوقف بالطبع في المقام الأول على ما إذا كانت القوى المشاركة الأخرى لا تزال تنظر إلى مجموعة العشرين باعتبارها تجمعا لا يزال ذا أهمية لتوجيه الاقتصاد العالمي.
فالتوترات بشأن الحرب في أوكرانيا ليست سوى أحدث إسفين في التحالف متعدد الأطراف في حين سعت الصين وروسيا إلى إيجاد وتعزيز منتديات وتجمعات أخرى.
وحضر شي بقوة في قمة مجموعة البريكس الاخيرة في جنوب إفريقيا. وفي تلك القمة تم دعوة 6 أعضاء جدد لتوسيع المجموعة التي ينظر عالميا بشكل واسع على أنها منافس لمنتديات عالمية تقودها الولايات المتحدة مثل مجموعة السبع.
وذكرت تقارير إعلامية ان غياب الرئيس الصيني سيشكل "ضربة" لرئاسة الهند الحالية للتجمع متعدد الأطراف ووضع قمة نيودلهي. كما أنه سيهز مكانة مجموعة العشرين باعتبارها منتدى القيادة العالمية الأبرز.
وقد تحدثت تقارير عن توترات بين الصين والهند في قمة بريكس الأخيرة التي التقي شي ومودي خلالها لمدة عدة دقائق فقط. ويعزو البعض فتور العلاقة إلى التوترات المتفاقمة بشأن النزاع الحدودي بين البلدين.
وقد أصدرت الصين هذا الأسبوع خريطة جديدة أثارت غضب الهند. وقال أريندام باجشي، المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية: "لقد قدمنا اليوم احتجاجًا قويا عبر القنوات الدبلوماسية إلى الجانب الصيني بشأن ما يسمى بـ "الخريطة القياسية" للصين لعام 2023 والتي تطالب بالسيادة على أراضي هندية. نحن نرفض هذه الادعاءات لأنها لا أساس لها من الصحة".
وأضاف أن مثل هذه الخطوات من الجانب الصيني لا تؤدي إلا إلى تعقيد حل مسألة الحدود".
ودعت مجموعة بريكس في اجتماعها الأخير في جوهانسبرغ الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للانضمام، في خطوة يعتقد أنها ستضيف وزنا إلى الكتلة التي تسعى إلى العمل كثقل موازن للغرب الذي تقوده الولايات المتحدة.
وعلى وقع هذا المشهد المتقلب وفي ضوء التطورات الأخيرة، ترى ويندي كاتلر، نائبة رئيس معهد سياسات المجتمع الآسيوي، إن تركيبة قمة هذا العام في نيودلهي تجعل من الصعب إثبات أهميتها.
وقالت: "إن غياب شي جين بينغ عن اجتماع مجموعة العشرين هذا العام يسلط الضوء على كيف أن هذه المجموعة، التي كانت ذات يوم لامعة بين منافسيها، تكافح الآن لتحقيق نتائج ذات معنى في خضم التوترات الجيوسياسية".