رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف أثر انقلاب الغابون العسكري على «رواندا»

النبأ

أدى  انقلاب الغابون العسكري إلى تغييرات عسكرية واسعة النطاق في النمر الإقتصادي الأفريقي وهي دولة رواندا، التي أصبحت مضربًا للأمثال في النمو الاقتصادي في القارة السمراء، ولكن القيادة السياسية هناك لها فترة طويلة على مقعد الحكم مما يهدد بحدوث إنقلاب عسكري ضدها على غرار الغابون.

على نفس المنوال وبعد وقت قصير من  إنقلاب الغابون العسكري، قالت قوات الدفاع الرواندية على موقع "إكس" إن الرئيس بول كاغامي أذن بتقاعد 83 ضابطا كبيرا، بمن فيهم جيمس كاباريبي، كبير مستشاري الرئاسة في القضايا الأمنية.

شملت قرارات كاغامي بعد إنقلاب الغابون العسكري تقاعد 6 ضباط في مناصب متوسطة، و86 من كبار ضباط الصف، مع تسريح 160 عسكريًا بدواعٍ طبية، مع ترقية وتعيين ضباط آخرين ليحلوا محل أصحاب المناصب المنتهية ولايتهم.

لم يفسر التقاعد المفاجئ للعسكريين بالكاميرون ورواندا بعد إنقلاب الغابون العسكري، لكن يعتقد الخبراء أنها محاولة لوقف الموجة الحالية من الانقلابات العسكرية التي تجتاح القارة الأفريقية.

بسبب التغييرات الدستورية التي تم إجراؤها في عام 2015، لكاغامي أن يستمر في السلطة حتى عام 2034، بعدما بات واحدًا من أطول الرؤساء في إفريقيا، إذ تولى منصبه منذ عام 2000.

سبق أن قال كاغامي، البالغ من العمر 64 عاما، إنه "يفكر في الترشح لمدة 20 عاما أخرى".

من جانبه، يرى الباحث الأميركي سكوت مورغان، المتخصص في شؤون إفريقيا والأمن القومي، أن قرارات قادة الكاميرون ورواندا تأتي كإجراءات أكثر حزمًا لتجنب تكرار تجربة النيجر وإنقلاب الغابون العسكري التي وقعت خلال الأيام الأخيرة.

وحدد مورغان أسباب تلك القرارات ودلالة توقيتها في عدد من النقاط، قائلًا: أنه لدى الكاميرون ورواندا قادة كانوا في السلطة منذ عقود، وبصفة عامة لا يتفاعلون بشكل جيد مع أي تحديات محتملة لقيادتهم.

جرى تنفيذ تلك القرارات على عجلٍ لمنع أي انقلاب محتمل، لكنه في كثير من الأحيان "يزرع البذور" التي ستسمح بالفعل بحدوث ذلك.

وقال الرئيس الرواندي، بول كاغامي،إنّ السياسة الأميركية تجاه رواندا والمنطقة "غامضة ومنافقة"، وأضاف أنّ الكلام الأميركي تجاه الديمقراطية أحيانًا "يبدو وكأنّه مزحة".

كلام الرئيس الرواندي جاء في تصريح له لموقع "سيمافور". وأشار كاغامي، الذي لطالما كانت له علاقة معقدة مع الولايات المتحدة، إلى أن التدافع على المعادن الرئيسية دفع المسؤولين الأميركيين إلى تفضيل الكونغو على بلاده.

وفي مناقشة مستفيضة مع مجموعة من الصحفيين الأميركيين الذين يزورون حكومة رواندا كضيوف، قال كاغامي إنّه يعتقد أنّ أميركا تتعامل مع رواندا، الدولة التي ستحتفل بالذكرى الثلاثين منذ الإبادة الجماعية المأساوية في نيسان/أبريل المقبل، باعتبارها "فكرة لاحقة"، أو بمعنى آخر ثانوية.