رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«منيحة» خليفة الباطنية.. قصة تحول قرية المانجا بكوم أمبو إلى «كويت الكيف»

ارشيفية
ارشيفية

اشتهرت قرية «منيحة» التابعة لمركز كوم أمبو شمال محافظة أسوان، بفضل وجود أفضل المحاصيل الزراعية على أرضها، بـ«الجنة الخضراء» لأن حباها الله مقومات جعلتها تحتل الريادة فى أفضل الثمار من زراعات القمح والذرة واللليمون وأشجار النخيل، بالإضافة إلى أنها الراعي الرسمي لتصدير «المانجا» إلى الدول العربية، لكن مؤخرًا ظهرت قلة من أصابع الفساد جعلت شوارعها وأزقة القرية مرتعًا لتعاطى وترويج المخدرات.

الباطنية نامت ومنيحة قامت.. قرية المانجا تحولت لـ«كويت الكيف» فى كوم أمبو

ونالت القرية شهرة واسعة بعدما أصبحت مأوى لتجار المخدرات ومتعاطيها، إذ تحولت بعض أراضيها الخضراء إلى منافذ لبيع المخدرات بجميع أنواعها، خاصة الشابو والحشيش والهيروين، لدرجة أن المدمنون أطلقوا على القرية صاحبة «المزاج العالى» أو «كويت الكيف» نظرًا لأن معظم أبنائها مصدر رزقهم فى دول الخليج وينعمون بالثراء.

 

«النبأ» تسلط الضوء على خريطة بأماكن بيع مواد الكيف داخل «منيحة» تحول مناطق كاملة لبؤر توزيع للسموم، حتى تكون بمثابة كشاف ضوء للجهات الأمنية بسرعة التحرك وتطهير القرية وغلق أوكارهم وإنقاذ الشباب.

وتأتى «المقلوبة» واحدة من أهم المقاصد الساحرة على النيل مباشرة ويتردد عليها الأهالى فى الأعياد والمناسبات للتمتع بأجمل ساعات من المرح والراحة النفسية، وتتنوع ما بين العوم فى النيل أو تناول الوجبات والعزومات، لكن قطاع واسع من الشخصيات الأكثر خلقا ويخشون على سمعتهم من المساس بسوء حرموا أنفسهم من الوصول إليها بعدما أصبحت وكرًا للإدمان وملاذا للفاسدين وأستولوا عليها «شلة الأنس» من مروجى مواد الكيف، وأصبحت ملاذا للمدمنين والمتعاطين، وتصنف من البؤر الخطيرة جدًا.

وفى المرتبة الثانية، تأتي المنطقة ما بين منيحة وكرم الديب وتحديدًا ناحية «نخل فراج» هكذا يطلق عليها، يستولى على هذا المكان أحد العناصر الإجرامية والمعروفة بالإسم بين أهالى القرية، ويقوم على بيع المخدرات بأنواعها، ولكن ما يجعله «كابوس» بين أبناء بلدته لأنه أحد سواعد الشيطان فى تفشي جرائم السرقات وتحطيم العائلات، حيث يوافق على الشراء من الشباب سواء «سجادة أو أنبوبة أو حتى أبواب منازلهم» ويأخذ كل شئ «من التراب وطالع» مقابل اعطائهم للسموم دون رحمة أو تحذيرهم، بالإضافة إلى أنه يدعى دائمًا أنه يقوم على دفع مبلغ شهرى لأحد رجال الخفاء من مركز شرطة كوم أمبو بقيمة «40» ألف جنيه شهريًا مقابل البقاء فى تجارته.

كما استغل تجار الكيف فى تحويل منطقة «الساحل» التى تقع فى المجري المائي الذي يسقي أراضي المؤسسة شرق العزبة البيضاء، لتصبح مأوي لهم في بيع تجارتهم الآثمة، ودائمًا ما يتختبئون أسفل أشجار الظل المزروعة على المجرى وينشرون «الناضورجية» على حافة الترعة، ونفس الصورة السامة تنطبق داخل منطقة الحرازى أو المعروفة بـ«العوامة» ويظهرون أصحابها من معدومى الضمير من أوقات العصر حتى الفجر ويتردد عليهم زبائنهم لشراء المخدرات «عينى عينك» دون خجل.

وقال المصدر، إن المحزن أن أكثرية البيوت داخل القرية التى تدمرت تمامًا بالإدمان الملعون آبائهم فى الخارج يعملون ليل نهار ويتحملون مراره الغربة أملًا فى توفير مستقبل أفضل لهم، لكن من المؤسف أن حنفية المال المفتوحة دون رقيب أفسدت الشباب وقادتهم للهلاك دون وعى ومسؤولية، وهذا ما نجنيه الآن فى أعز ما نملك من فلذات أكبادنا، موضحًا أن معظم الشباب الآن يمكث فى مصحات الإدمان فى القاهرة وآبائهم يخشون «الفضيحة» أكثر من التضامن فى القضاء على الظاهرة.

وناشد المصدر خلال حديثه لـ«النبأ»، اللواء محمود توفيق، وزيرالداخلية، بدعم رجال مكتب مكافحة المخدرات بالصعيد، باعتبارهم طوق الإنقاذ السريع فى تطهير القرية وقطع رؤوس الفساد من أباطرة الكيف، جنبًا إلى الجهود المبذولة بقيادة اللواء أحمد السنباطى، مدير المباحث الجنائية.