رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مأساة حصار جزيرة توتي السودانية وسط العاصمة الخرطوم

النبأ

تعتبر جزيرة توتي السودانية التي تتوسط مدن العاصمة السودانية أصبحت فصلا من مآسي تراجيدية يعيشها السكان  بها  فما يزال الجسر الوحيد الذي يربط الجزيرة ببقية مدن العاصمة السودانية مغلقًا أمام حركة المارة مما خلق نقص في السلع الرئيسية وانعدام الخدمات الصحية إذ لا يوجد مشفى أو مركز طبي بتوتي في الوقت الراهن.

وإلى جانب نيران الحرب المشتعلة في جميع اتجاهاتها، باتت جزيرة توتي السودانية  تواجه شبح الغرق مع حلول موسم فيضان النيل والذي يبلغ ذروته في شهر سبتمبر من كل عام وهو ما يزيد القلق على سكانها.

وتتوسط جزيرة توتي السودانية مدن العاصمة السودانية الثلاث، الخرطوم، بحري، أم درمان ويطل الجزء الجنوبي منها على القصر الرئاسي وتفصلها منه بضع مترات وهي عرض مجرى نهر النيل الأزرق، بينما يحدها من الناحية الغربية مجمع السلاح الطبي التابع للجيش ومن الشمال حلة حمد، وجميعها أماكن ملتهبة بالمعارك العسكرية.

وتتميز جزيرة توتي السودانية  التي تبلغ مساحتها نحو 990 ويسكنها حوالي 20 ألف شخص، بمناظرها الطبيعية الخلابة وكانت الوجهة المحببة للسودانيين للاستجمام على مياه النيل وقضاء أوقات ممتعة.

مخاطر عديدة

ورغم قرب جزيرة توتي السودانية  من مركز العاصمة السودانية إلا أن الجزيرة تحمل طابع الحياة الريفية البسيطة، كما لدى سكانها طبيعة خاصة جعلتهم يرتبطون بها وجدانيًا لحد بعيد فمن المستحيل أن يحتملوا العيش خارجها، وهو ما جعل الآلاف يقبعون داخلها حتى الآن رغم المخاطر المحيطة بها.

ويقول يوسف بشير، أحد سكان جزيرة توتي “النيران تحيط بتوتي من كل الاتجاه، وقد تحول الجزء الجنوبي المقابل للقصر الرئاسي إلى ثكنة عسكرية مما اضطر سكانه لمغادرته، بينما لا يزال الجانب الشمالي والشرقي مليء بالسكان الذين فضلوا البقاء في ظل معاناة بالغة”.

ويضيف: “أصبح السكان يعتمدون على المراكب والقوارب عبر منفذ نيلي وحيد يؤدي إلى مدينة بحري للمغادرة النهائية أو بغرض الحصول على المواد الغذائية والاحتياجات الحياتية ومن ثم العودة مجددًا”.

ويشير إلى أن قوات الدعم السريع التي تفرض سيطرتها على الجزيرة قامت بتعيين أحد منسوبيها “عُمدة” على توتي يتولى مهمة إصدار تصاريح مرور ورقية للسكان الراغبين في الخروج من الجزيرة والعودة اليها، وذلك بهدف تسهيل حركتهم وحتى لا يتعرضون لمضايقات في الدوريات العسكرية التابعة لها.