رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اتهامات بـ«التطبيل» وإهانة مصر.. حفلات السعودية تضع نجوم الغناء في ورطة

محمد الحلو
محمد الحلو

على مدار الفترة الأخيرة، داخل الوسط الفني، لم يكن هناك صوتًا أعلى من صوت الجدال الذي أثارته حفلات نجوم الغناء بالمملكة العربية السعودية، إذ تعرضوا لهجوم كبير، بسبب مدحهم في الاهتمام السعودي بالفن والثقافة، للدرجة التي جعلتهم في عيون الجمهور المصري، متهمين بالخيانة الوطنية وبالإهانة لبلادهم.

كان الفنان محمد الحلو هو الأحدث، فـ بعد حفله «كاسيت 90»، الذي أقيم بجدة، واجه موجة عارمة من الغضب، عقب استبداله كلمات تتر مسلسل «زيزينيا»، قائلًا: «وعمار يا سعودية»، بدلًا من «وعمار يا إسكندية».

الأغنية التي رسخت في أذهان الكثيرين من جيل الثمانينيات والتسعينيات، وكتب كلماتها الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، ولحنها الموسيقار عمار الشريعي، قسمت «السوشيال ميديا» إلى فريقين؛ الأول فتح النار على «الحلو»، رافضًا ما فعله، ووجده إهانة لبلدهم، ومجاملة للسعودية على حساب مصر. _على حسب وصفه_

وطالب أصحاب هذا الفريق، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الفنان محمد الحلو، بتقديم اعتذار رسمي، على خطأه.

والفريق الثاني؛ دافع عن «الحلو»، ووصف تصرفه بـ«العفوي»، بل اتهموا الفريق الأول بالمبالغة في غضبهم.

من ناحيته، حاول الفنان محمد الحلو، هو الآخر، الدفاع عن نفسه، موضحًا أن الفيديو المتداول له من الحفل، جاء مقتطعًا وليس كاملًا، مؤكدًا أنه في بداية الحفل، غنى «عمار يا إسكندرية»، وأن الكورال رددها.

وتابع أن جمهور السعودية استقبله بحفاوة وترحيب شديد، وأنه كان لا بد من رد هذه الحفاوة، فـ غنى «عمار يا سعودية»، كمجاملة بسيطة، مشيرًا إلى أنه لم يقصد تغيير كلمات الأغنية الأصلية.

كما أضاف «الحلو» أن جمهور «السوشيال ميديا» ظلمه، وأنه هاجمه دون أن يفهم الحقيقة كاملة.

أما «حمادة»، نجل محمد الحلو، فـ كان رده أكثر حدة، وأوضح أن والده لم ينطق بكلمة عيب أو حرام، وأنه غنى «وعمار يا سعودية» تقديرًا للجمهور، الذي رحب به ترحيبًا كبيرًا.

وقال إن هذا رأيه، بغض النظر عن كون محمد الحلو والده، مؤكدًا أن موقفه لن يختلف كثيرًا، إذا كان ما حدث، مع الفنان هاني شاكر أو الفنان مدحت صالح، وليس والده.

الفنان مصطفى قمر، واجه، أيضًا، انتقادات لاذعة، في الحفل نفسه، حينما غنى «سبع سنين في السعودية»، بدلًا من «سبع سنين في العطارين»، وهو جزء من أغنيته الشهيرة «يا مصطفى».

وعلى الرغم من أن الغضب تجاه «قمر» لم يكن في نفس قوة الغضب تجاه «الحلو»، إلا أن النجمين اتهموا، من الأغلبية، بالتملق  وبالإساءة إلى الفن المصري.

في سياق متصل، لم يكن الفنان محمد فؤاد في موقف مختلف عن «الحلو» و«قمر»، إذ وقع في مرمى نيران «السوشيال ميديا»، بعد إحدى حفلاته في جدة، والتي قال فيها إن الغناء في السعودية كان كالحلم بالنسبة إليه، وإن الشعب السعودي هو من علمنا الأخلاق والكرم، لافتًا إلى أنه لا يمانع في الاعتزال بعد الاستقبال الذي وجده من الجمهور هناك.

كلمات «فؤاد» لم تلق قبولًا من المصريين، الذين وصفوه بأنه بالغ في تقديره للشعب السعودي، دون أن يعي قيمته وقيمة الفن المصري، وقالوا إن المطربين عندما يسافرون إلى السعودية، ينسون كل شىء، إلا «التطبيل». _على حد وصفهم_

«تاريخي كله الفضل فيه للمملكة العربية السعودية فقط، والتي سأظل مدينة لها العمر كله»، كانت هذه الكلمات سببًا كافيًا في اتهام الفنانة أصالة بنكران الجميل، فـ بعد أن قالتها، في واحدة من حفلاتها، ضمن فعاليات موسم الرياض، شن الكثيرون هجومًا شرسًا ضدها، وطالبوا بإلغاء حفلها، الذي كان من المقرر وقتها، إقامته بالمتحف القومي للحضارة المصرية.

وأعرب الجمهور عن رفضهم مشاركة فنانة غير مصرية في حدث مصري، خاصة بعد حديثها بالسعودية، مشيرين إلى أن مصر هي التي صنعت تاريخ أصالة منذ أكثر من 35 عامًا، وأن أغانيها دخلت بيوتنا، وذكرتنا بنجوم الطرب الأصيل، مستنكرين تجاهلها كل ذلك.

علق الناقد الفني طارق الشناوي على المواقف السابقة للفنانين، قائلًا إن شدة حب الجمهور المصري لهم، هو سبب غضبهم منه، مؤكدًا أن السوشيال ميديا أصبحت ظالمة للغاية.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ» أن الفنان محمد الحلو لم يخطىء أو يسىء إلى مصر بأي شكل، مشيرًا إلى أن الفنان حسين الجسمي، مثلًا، غنى، في بلده الإمارات «يا حبيبتي يا مصر»، دون أن يتعرض إلى هجوم هناك.

ونوه بأن هناك قطاع من الجمهور، يقول إن الفنانين يفعلون ذلك بسبب الأموال، متابعًا أنه ليس هناك مانعًا من حصول أي مطرب على مقابل لجهده وعمله.