رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

طائرات روسية ومسيرات أمريكية.. طبول إنذار لصدام القوى الكبرى في الساحة السورية

طائرات روسيا ومسيرات
طائرات روسيا ومسيرات أمريكية في سوريا

أثار حادث قيام طائرات روسية بالاحتكاك مع مسيرات أمريكية، الجدل خلال الفترة القليلة الماضية مما أثار التساؤلات حول وقوع صدام وشيك بين القوتين يتخذ من سوريا ساحة له.

دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن روسيا السبت إلى الالتزام بالقوانين التي تحمي المجالات الجوية للدول و"وقف السلوك غير المسؤول"، وذلك عند سؤاله عن احتكاك طائرات روسية مع مسيرات أميركية في سوريا.

وقال الجيش الأميركي عن الصدام بين طائرات روسية مع مسيرات أمريكية، إن طائرة مسيرة من طراز "إم. كيو-9" تعرضت لأضرار "بالغة" عندما أصيبت بمقذوف ناري من طائرة مقاتلة روسية في أثناء تحليقها فوق سوريا الأسبوع الماضي، في أحدث مواجهة قريبة المدى بين الطائرات العسكرية الروسية والأميركية في المنطقة.

وقال أوستن عند سؤاله عن حادث طائرات روسية مع مسيرات أمريكية في مؤتمر صحفي في مدينة برزبين الأسترالية: "ندعو القيادة الروسية إلى التأكد من أنها تصدر توجيهات لقواتها للالتزام بقوانين السماء والتأكد من وقف هذا السلوك غير المسؤول".

وأضاف “أوستن” عن طائرات روسية مع مسيرات أمريكية: "سنواظب على التواصل عبر القنوات القائمة للتعبير عن مخاوفنا وسنواصل إشراك القيادة العليا كلما اقتضى الأمر. ولكن مرة أخرى سنواصل العمل كما عملنا دائمًا في المجالات الجوية، وسنحمي مصالحنا ومواردنا".

مركز المصالحات الروسي

كما أعلن نائب رئيس مركز المصالحة الروسي أوليج جورينوف عن طائرات روسية مع مسيرات أميركية، أن مسيرة MQ-9 التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة اقتربت بشكل خطير من مقاتلة "سو-34" الروسية في محافظة الرقة السورية.

وقال جورينوف - حسبما أفادت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية الجمعة -"تم مرة أخرى تسجيل اقتراب خطير لمسيرة MQ-9 التابعة لـ "التحالف الدولي" من مقاتلة "سو-34" التابعة للقوات الجوية الروسية بتاريخ 28 يوليو في تمام الساعة 07.55 على ارتفاع 5000 متر في منطقة قرية نفلة بمحافظة الرقة السورية".

وأشار إلى أن الجانب الروسي يشعر بقلق من "الطبيعة الاستفزازية والعدوانية الواضحة لإجراءات" المسيرات في تعاملها مع القوات الجوية الروسية.

وقبيل حادث طائرات روسية مع مسيرات أميركية قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن الولايات المتحدة الأمريكية تجهز ما يسمى بـ «جيش سوريا الحرة» يستهدف زعزعة استقرار الأوضاع في سوريا.

جاء ذلك خلال الاجتماع الرباعي الذي عقد في موسكو لوزراء خارجية روسيا وسوريا وإيران وتركيا.

وأضاف لافروف أن «واشنطن لم يعد يكفيها مجرد دعم السلطات الكردية المعلنة من جانب واحد في منطقة ما وراء الفرات، وكذلك لم يعد يكفيها ضخ مزيد من الأسلحة للجماعات المسلحة غير الشرعية التي أنشأتها».

وتابع: «لقد بدأ الأمريكيون في تشكيل ما يسمى بـ(جيش سوريا الحرة) في محيط الرقة السورية بمشاركة ممثلين عن العشائر العربية المحلية ومسلحي داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية بهدف استخدام هؤلاء المقاتلين ضد السلطات الشرعية لسوريا لزعزعة استقرار الوضع في البلاد، وفقا لوكالة «نوفوستي».

مناوشات دبلوماسية في سوريا

سبقت المناوشات الأخيرة مناوشات دبلوماسية خاصة في مجلس الأمن، حيث انتقدت الولايات المتحدة، استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو) ضد تمديد عملية تقديم الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال سوريا من تركيا، ووصفت الفيتو بأنه "غير إنساني".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر، إن "الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل عميقة تجاه الفيتو الروسي غير الإنساني ضد توصيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود لسوريا".

وأضاف: "قلنا مرارا وتكرارا أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب أن يأذن بتمديد الوصول عبر الحدود إلى سوريا لمدة 12 شهرا من أجل تأمين شريان الحياة الحيوي هذا للشعب السوري".

وتابع أن "روسيا منعت هذا القرار على الرغم من دعم المجلس الساحق ودعوات الأمين العام للأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة على الأرض".

وأكد أن "الولايات المتحدة ستواصل دعم الشعب السوري وسنبقى ملتزمين بإعادة تفويض الآلية عبر الحدود، إنه واجب أخلاقي وإنساني، والشعب السوري يعتمد علينا لإنجاز ذلك، لذا، سنبقى كذلك لمحاولة تحقيق هذا ".

ويعني القرار أنه لم يعد مسموحًا لوكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني بمواصلة استخدام معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية لتقديم المساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص في المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في شمال غرب سوريا.

وقال تقريرين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من 9 و22 يونيو حول الاحتياجات الإنسانية في سوريا، إن المساعدات عبر الحدود "تظل جزءًا أساسيًا من عملية الأمم المتحدة وشركائها، حيث تصل إلى 4.1 مليون شخص، 80 في المائة منهم نساء والرجال والأطفال"، كما ذكر كلا التقريرين أن "التجديد لمدة 12 شهرا لآلية المساعدة عبر الحدود أمر بالغ الأهمية".

ومن جانبه، أشاد النظام السوري بقرار روسيا، قائلا إنه استخدم حق النقض ضد "مشروع قرار غربي لمجلس الأمن ينتهك سيادة سوريا بذريعة إيصال مساعدات عبر الحدود"، وفق ما أفادت وكالة "سانا" للأنباء التي تديرها الدولة السورية يوم الثلاثاء.

وذكرت وكالة "سانا" أن المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ قال إن "الدول الغربية ما زالت تسييس العمل الإنساني وتتجاوز في استغلال آليته كأداة للضغط والابتزاز السياسي ضد سوريا".