رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تشارك جميع الأطراف في صياغته

«قوى الحرية والتغيير»: حل الأزمة يجب أن يكون سودانيًا وشاملًا

رئيس الكتلة الديمقراطية
رئيس الكتلة الديمقراطية في المجلس المركزي القيادي لقوى الحري

أكد قادة قوي الحرية والتغيير في السودان، اليوم الثلاثاء، أن حل الأزمة السودانية لن يكون إلا بجهود أبناء السودان وحدهم، معلنين فشل كافة الجهود الدولية والإقليمية التي استمرت لمدة أربع سنوات في حل الأزمة في السودان، وذلك بسبب انحيازها وعدم حيادها وتفضيلها لطرف على آخر، وشددوا على تضامنهم مع الجيش باعتباره ممثلًا لسيادة السودان وقادرًا على إعادة البلاد إلى بر الأمان.

وقال رئيس الكتلة الديمقراطية في المجلس المركزي القيادي لقوى الحرية والتغيير السودانية، جعفر الصادق الميرغني، خلال مؤتمر صحفي لقوى الحرية والتغيير، اليوم الثلاثاء، عُقد تحت عنوان "نحو حل وطني شامل وبشراكة حقيقية" لإعلان خارطة طريق لحل المشكلة السودانية إن الأوضاع الحالية في السودان وصلت إلى مرحلة صعبة للغاية، على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وأكد أن اندلاع الحرب في السودان يرجع لسببين رئيسين؛ أولهما: انعدام الثقة بين المكونات السياسية في السودان، والخصومة الشديدة بينها، وثانيها: سوء إدارة الفترة الانتقالية، التي فشلت في إيجاد حياة كريمة للمواطن، فضلا عن عدم مُضي تلك الفترة قدمًا في إحلال السلام والتوافق بين أبناء السودان.

ودعا الميرغني إلى توحيد الجبهة المدنية السودانية؛ عبر الدخول في مباحثات جادة تنقل البلاد من حالة اللا دولة إلى الدولة المستقرة الآمنة.

وطالب بوقف فوري لإطلاق النار بشكل كامل، وتكوين حكومة تصريف أعمال، تدير الدول في هذه الظروف الصعبة، ورفع المعاناة عن أبناء الوطن، لافتا إلى أنه ينبغي على جميع الجهود الدولية والإقليمية أن تعترف بالسيادة الكاملة للسودان، واعتبار النزاع شأن داخلي، والمساعدة على عدم تفكك السودان، والعمل على جمع السودانيين حول مائدة حوار يتفقون فيها على المرحلة المقبلة، بعيدا عن الاستقطابات الخارجية.

وأشار الميرغني إلى أن "السودان واجه انتشار خطاب الكراهية، وهو خطاب لا بد أن يزول حتى تدور عجلة السياسة، وتسود لغة الحوار"، مقدما الشكر لمصر على ما بذلته من جهود منذ بدء الحرب في السودان، بدءا من استضافة النازحين، وإقامة المؤتمرات واللقاءات؛ للوصول لحل للأزمة السودانية، مؤكدا أن اجتماع كل قادة دول جوار السودان في مؤتمر "قمة دول جوار السودان" في القاهرة؛ يعكس رغبة جميع تلك الدول في حل الأزمة السودانية، والوصول بالسودان إلى بر الأمان.

من جانبه، قال رئيس الحراك الوطني في قوى الحرية والتغيير الدكتور التيجاني السيسي، إن "قوى الحرية والتغيير السودانية، عقدت في القاهرة ورشة عمل قبل أشهر قليلة؛ تناولت فيها قضايا الوطن، وقد توافقنا خلالها على خارطة طريق، ووثيقة لإنقاذ الوطن".

ووجّه الدكتور تيجان السيسي، رئيس الحراك الوطني السوداني، خالص الشكر إلى جمهورية مصر العربية وحكومتها على استضافتها لجموع السودانيين الذين هربوا من آثار الحرب في بلادهم.. كما قدّم الشكر لدولة تشاد التي استضافت النازحين من إقليم دارفور.

وأشار رئيس الحراك الوطني السوداني إلى أن الهدف الرئيسي من هذه المبادرة هو بناء إطار وطني لقيادة القوى السياسية لعقد حوار وطني شفاف.. وأكد أنه تم عقد ورشة عمل في القاهرة، حيث تمت مناقشة قضايا الوطن السوداني والتحديات التي واجهته منذ استقلاله، وتم التوصل إلى اتفاق حول خارطة طريق ووثيقة لإنقاذ الوطن والتعامل مع التحديات الراهنة.

وفيما يتعلق بالأحداث المروعة والدمار الذي يجتاح البنية التحتية في السودان، أعرب الدكتور تيجان السيسي عن قلقه العميق إزاء تلك الفظائع.. وقال لقد شهدت البلاد جرائم قتل مروعة واحتلالًا للمنازل، وشهدت أيضًا نزوحًا كبيرًا للسكان داخل البلاد وخارجها".

وشدد على أن الوضع في السودان بعد الحرب لن يعود كما كان قبل الصراع، حيث أدت الحرب إلى تغييرات جذرية في البلاد.

وأشار إلى وجود اثنتين من المسائل الرئيسية في السودان: المسألة العسكرية والمسألة السياسية المدنية، حيث يرتبط كل منهما بشكل مباشر بالآخر.. منبها إلى ضرورة معالجة هاتين المسألتين معًا من أجل تجاوز الحرب المستعرة في السودان.

ضرورة التوافق الوطني:

وأعرب الدكتور تيجان السيسي، رئيس الحراك الوطني السوداني، عن رغبة جميع القوى السياسية في السودان في وقف الحرب الحالية، منوها إلى أنه لكي يتم إيقاف هذه الحرب، يجب أن يتم التوافق الوطني السياسي حول كيفية إدارة البلاد.

وأكد ضرورة الاعتراف ببعض القضايا الحساسة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السودانية، وتتمثل هذه القضايا في الاعتراف والإيمان بمبدأ أن السودان هو وطن يسع الجميع، وأيضًا الاعتراف بأن الانتقال إلى الحكم المدني الديمقراطي لن يتحقق إلا من خلال حل شامل للأزمة.. وأشار إلى أنه في حال عدم تحقيق حل شامل، فإن المجموعات التي لم تكن ضمن هذا الحل ستشكل عقبة أمام تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه.

كما أكد الدكتور تيجان السيسي على أهمية التوافق الوطني والاعتراف بالقضايا الحساسة كخطوات أساسية نحو إيقاف الحرب في السودان وتحقيق الاستقرار السياسي.

وقال تيجاني إن التحديات التي يواجهها السودان، تشكل تهديدًا لأمن واستقرار ووحدة السودان، مضيفا أن هذه التحديات ناجمة عن النزاعات والسياسيات التي تمتد تاريخيًا، بالإضافة إلى التوترات الإقليمية.

وشدد على أهمية رفع راية الوطن وتعزيز وحدة الشعب في مواجهة هذه التحديات.

وأوضح تيجاني أن هناك بعض الجهود الإقليمية والدولية التي تمت خلال السنوات الماضية لحل الأزمة في السودان، ولكنها لم تحقق نجاحًا في ذلك.. وشدد على ضرورة أن يكون الحل للأزمة السودانية من صنع السودانيين أنفسهم، بإرادة وإدارة سودانية وأن أي مبادرة للحل إذا لم تستند إلى إرادة وإدارة سودانية، فلن تتمكن من تحقيق النجاح المطلوب.

وأعرب عن رفضه لأي مساهمة إقليمية أو دولية يمكن أن تنتهك سيادة السودان وقراره الوطني، مؤكدا تأييده لحل شامل للقضية السودانية، والذي لا يستثني أحدًا، حيث يكمن في ذلك استقرار السودان.

وقال رئيس الحراك الوطني السوداني، إن الوضع في السودان يحتاج إلى إعادة بناء الوطن واستعادة المفهوم الحديث للدولة، ووصف الحالة الحالية بأن السودان فقد هويته الوطنية بسبب التحديات السياسية والقبلية التي تواجهها البلاد.

وأكد على أهمية ترتيب الصفوف وتحقيق الوحدة في السودان من أجل إعادة بناء البلاد والانتقال من حالة البلد إلى حالة الدولة ومن ثم حالة الوطن.

وشدد على أن هذا الهدف لن يتحقق إلا من خلال مشروع وطني يشمل جميع فئات المجتمع السوداني دون التفريط في أحد أو التحيز لمصالح جهة واحدة.

وأوضح أن المشروع الوطني يجب أن يكون شاملًا ومتنوعًا، يشارك في صياغته جميع أفراد البلاد بمختلف انتماءاتهم، فهم شركاء في بناء الوطن ويحق لهم المساهمة في صنع المستقبل الوطني.

وأكد أن المشاركة الشاملة ستكون المفتاح لإعادة بناء السودان وتحقيق رؤية دولة قوية ومزدهرة.

وأعرب رئيس الحراك الوطني السوداني عن الحاجة للتوافق والتعاون في برنامج إدارة الفترة الانتقالية في السودان، وعلى الرغم من عدم توقعه للتوافق التام، إلا أنه أكد أنه على الأقل يجب تحقيقه بحده الأدنى، وذلك من خلال وضع مشروع وطني سوداني ووثيقة وطنية، وإقرار دستور دائم للبلاد.

وأشار إلى أن هناك مؤامرات كبيرة تستهدف السودان، وأنه لا يمكن مواجهتها إلا من خلال تعزيز وحدة الشعب السوداني، وناشد الجميع بتحمل مسؤوليتهم في حماية الوطن، وذلك من خلال تنظيم حوار شامل وكامل يعتمد على مشروع وطني يحمي مصالح أهل السودان ويدفع بعيدًا الشر عن البلاد.

وقال إنه بهذه الطريقة، يمكن الحفاظ على وحدة السودان ووحدة الشعب وتحقيق التقدم والاستقرار في البلاد.

بدوره، أكد نائب رئيس مجلس الأمة السوداني، عضو قوى الحرية والتغيير محمد عبدالكريم، ضرورة التخلي عن الحيادية في الحرب الدائرة في السودان، قائلا إنه "لا حيادية في هذه الحرب، وعلى الجميع أن يقفوا مع القوات المسلحة؛ لأنها إن انكسرت فلن يكون هناك شيء اسمه السودان".

وشدد عبد الكريم على أنه "لا يصح أن نساوي بين طرفي الصراع؛ لأن هناك طرفا بدأ الحرب وتمرد، وطرفا قام للدفاع عن الوطن"، مشيرا إلى أن "وضوح المواقف إزاء الصراع في السودان من شأنه أن يقود إلى الحل، أما المواقف الرمادية تنتج واقعا رماديا".

وطالب الجميع بإدانة ما قام به الدعم السريع، وما تلا ذلك من انتهاكات جسيمة"، لافتا إلى أن "الجميع مع إيقاف الحرب، ولكن على المتحدثين عن وقف الحرب ينبغي أن يحددوا متى تقف، وكيف تقف تلك الحرب".

ودعا عبدالكريم إلى "تكوين حكومة كفاءات، وتوحيد كل القوى السياسية، وأن تنخرط في حوار جاد، حتى نفوت الفرصة على المتربصين، وحتى لا تذهب الأوضاع إلى ما هو أسوأ".

وفي إشارة إلى الدعم الذي قدمته مصر للشعب السوداني في ظل المحنة الكبيرة التي يواجهها، أعرب نائب رئيس حزب الأمة السوداني، محمد عوض كريم، عن تقديره لقيادة وحكومة مصر وشعبها على جهودهم الإيجابية في مساعدة السودان في حلحلة هذه المشكلة.