رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حكاية شهيد حلوان الذي قدم حياته ثمن إنقاذ أبنائه الثلاثة

عزت عبدالله - المتوفى
عزت عبدالله - المتوفى

مازالت حوادث الغرق على شواطئ عروس البحر الإسكندرية مستمرة، ولكن المتوفي الذي وقع في هذا الحادث، قام بعمل بطولي قبل أن ان يبتلعه البحر، أمام أعين المصيفين الذين تركوه ينقذ ثلاثة أطفال دون مساعدته، عزت عبدالله، صاحب الأربعة وثلاثين عاما، والشهير بـ "عز الرجال" ابن المدينة الباسلة وفقيد حلوان، عزت قرر أخذ إجازة من العمل، ليصطحب أولاده ويسافر إلى  محافظة الإسكندرية، وذلك لقضاء عطلة الصيف مع أبنائه، وذلك تعويضًا عن انشغاله عنهم في الفترة الأخيرة بسبب ضغوطات العمل، ولكن القدر جاء عكس ما كان يتوقعه عزت، فقد تحولت العطلة الصيفية الممتلئة بالضحك واللحظات السعيدة، إلى  حزن ودموع ومشاهد ستظل خالدة في الاذهان لسنوات وسنوات.


بداية النهاية 

وصل عزت عبدالله، إلى  مدينة الإسكندرية وبصحبته زوجته وأبنائه الثلاثة "احمد - مصطفي - ملك"، وبعدما اختاروا الشاطئ الذي سيقضي عليه اليوم للاستماع بمياه البحر، بدأ الأطفال في النزول واحدا تلو الآخر، وفي أثناء تواجدهم في المياه، غدر البحر بهم.

 

وقال أحد شهود العيان، إن  الطفلة "ملك" بدأت في إرسال استغاثات، وقد لاحظها "عزت"، وما كان لوالدهم إلا أنه قام بفداء أولاده بنفسه، وبدء في اللحاق بهم، حيث تمكن من دفع أحمد وملك إلي   بر الأمان. 

وأضاف أن  الوالد أثناء محاولته إنقاذ الطفل الأخير "مصطفي" والذي كان في منطقة الخطر يغرق، كان والده "عزت" يردد التشهد "اشهد ان لا إله إلا الله أن  محمًا  رسول الله" أثناء محاولة إنقاذ مصطى  ابنه، أمام أعين المصيفين، ولم يتحرك أحد نهائيًا، فكان الشاهد هو الوحيد الذي ينقل الأطفال إلى الخارج.

 

واختتم الشاهد كلامه بأن "عزت" نجح في إنقاذ نجله مصطفى بعد أن ان قام بركلة إلي بر الأمان، ولكنه لم يستطع إخراج نفسه، من كثرة التعب الشاق الذي واجهه في إنقاذ أطفاله الثلاثة، وتوفي في الحال وبدأت الأمواج في ابتعاد جثمانه، إلا أن فريق الإنقاذ قد وصل ونجح في انتشال جثمانه.

 

وانتقلت "النبأ الوطني" لمنطقة سكن "عزت" والتقت بمعارف المتوفي، حيث قال محمد جلال، صديقه إن ربنا اختار عزت أن  يموت شهيدا، فداء أبناءه الله يرحمه "عاش بطل ومات شهيد" كان يتميز بالسمعة الحسنه الطيبة وسط الأهالي واصدقاءه بميدان حلوان. 

فيما أضاف محمود أبو النجا، والذي تربطه بالمتوفي صلة قرابة، ان عزت من أطيب القلوب، وصاحب سمعه حسنه، وقد التقي به قبل سفره إلى مدينة الاسكندرية وتحدث معه عن كم السعادة التي يشعر بها، لإنه سيسافر مع اسرته لقضاء اوقات سعيدة وذلك بعد انشغاله الفترة الماضية في الحياة العملية لتوفير حياة كريمة لاسرته.

 واكد "ابو النجا" إنه لو يعلم ان قريبه سيواجه هذا المصير لكان منعه من السفر هو واولاده الثلاثة.

 

وكان قسم شرطة العامرية بمديرية أمن الاسكندرية قد تلقي إخطارًا بوقوع حادث غرق لشاب في منتصف الثلاثينات بإحدى الشواطئ التابعة لدائرة القسم، وبالانتقال لمحل البلاغ وبالاستعانة بفريق متخصص من الغواصين، تمكنوا من انتشال الجثة.

 وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وتباشر النيابة العامة التحقيقات، حيث قررت بإستخراج تصريح دفن للمتوفي تمهيدًا لدفنه.