رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تقرير رسمي يكشف أسرار تراجع دور الأزهر في الدول الخارجية

أحمد الطيب
أحمد الطيب

مجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية أعادت نشر رسوم مسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم

شيخ الأزهر يُكلف بإعداد خطة لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا المنتشرة فى الغرب

تقرير: الأزهر فقد أكثر من 80 % من تواجده بدول الاتحاد الأوروبى

مجددًا عاد مصطلح «الإسلاموفوبيا» مع خروج هجوم غربي على الإسلام والنبي محمد، حيث أعادت مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، نشر رسوم مسيئة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في أحد أعداد مجلتها.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل قام عضو بجماعة يمينية متطرفة، في مدينة «مالمو» جنوبي السويد، بحرق نسخة من المصحف الشريف، ضمن تظاهرة عنصرية ضد الإسلام والمسلمين.

هذا الأمر فتح ملف تراجع الأزهر خارجيا، فلأول مرة يتراجع التواجد الأزهري عن طريق بعثاته بالخارج حيث لا يوجد سوى 12 بعثة فقط في أوروبا فقط فى ألمانيا وأسبانيا وسويسرا، وهو ما كشفة تقرير خطير صادر عن الأزهر مؤخرا.

وأعرب الأزهر عن استنكاره الشديد لحادثي إهانة المصحف الشريف في السويد والنرويج، مطالبًا المجتمعات الأوروبية باحترام مقدسات المسلمين، ووضع حدٍّ لتلك التصرفات الإجرامية التي تتعلَّق بالمصحف الشريف.

وفي هذا الصدر كلف الأمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بعمل خطة لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا المنتشرة في الغرب، حيث تم تكليف قيادات الأزهر بتطوير منصات التواصل الاجتماعي لآليات جديدة تعمل على مكافحة خطابات الكراهية، مؤكدًا أن تلك الآليات المقرَّر تنفيذها من شأنها أن تعزِّز مفاهيم المواطنة والتعايش السلمي بين الجميع على اختلاف انتماءاتهم أو توجهاتهم أو دياناتهم، كما تحدُّ من تجاوزات تيار اليمين المتطرف ضد المسلمين.

كما قرر الأزهر وعن طريق «الطيب» التواصل مع عدد من الدول الأوربية وعلى رأسها دولة ألمانيا من أجل قيام وزارة الداخلية بكل دولة ومن بينها ألمانيا بتشكيل لجنة لمواجهة العداء ضد الإسلام، على اعتبار أن ذلك العداء لا يشكِّل تهديدًا للمسلمين فحسب، بل يهدِّد التماسك المجتمعي بشكل عام، ويعتبر الأزهر ذلك خطوة على الطريق الصحيح تعكس إصرار الحكومة الألمانية على مكافحة ظاهرة العداء ضد الإسلام، والتي استشعرت خطرها على أمن المجتمع ووحدة نسيجه.

وكشف تقرير خطير عن رفض عدد من الدول الأوروبية فتح مقرات تابعة للأزهر في الوقت الحالي، ردًا على طلب تقدم به الأزهر لدى هذه الدول بخصوص استقبال البعثات الدينية، والتي تأتي ضمن خطة المشيخة لتوسيع دور الأزهر بالخارج، ونشر الفكر الوسطي، وتصحيح صورة الإسلام بالدول الأجنبية التي شهدت وقوع العديد من الأعمال الإرهابية نفذتها جماعات محسوبة على الإسلام، في الوقت نفسه فإن تلك الدول تفتح أبوابها للبعثات التابعة لدول عربية مثل المغرب والسعودية، حيث هناك طلب من جانب المراكز الإسلامية بالدول الأوربية على علماء وبعثات تلك الدول وخاصة فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا.

المفاجأة الكبرى تتركز في انتشار قوي لدعاة تركيا في عدد من البعثات الإسلامية في أوروبا، خاصة أن هناك دعمًا ماليًا كبيرًا من تركيا لتلك المراكز الإسلامية وقيامها بإنشائها، والإنفاق على مراكز عديدة خاصة في دول شرق أوروبا.

وكشف أحدث تقرير صادر عن إدارة البعثات بالخارج داخل مشيخة الأزهر، تراجعًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن الأزهر فقد أكثر من 80 % من تواجده بدول الاتحاد الأوروبي والتي أصبحت مغلقة تماما أمام وجه الأزهر، لاسيما مع وجود 12 بعثة فقط فى ألمانيا وأسبانيا وسويسرا، وهو العدد الذي لا يتناسب مع احتياجات أوروبا ولا يتناسب أبدا مع حجم مؤسسة الأزهر والدور التاريخى والعالمى لها.

وكشف التقرير، عن مفاجأة أخرى تتعلق بأسباب تراجع دور الأزهر في دول الاتحاد الأوروبي، وهي تلك المفاجأة الخاصة بسيطرة الكثير من الجماعات التي لا تتفق مع منهج الأزهر على المراكز الإسلامية وعلى المساجد هناك، خاصة مع تلقي تلك المراكز دعمًا ماليًا من الخارج.

وحدد التقرير بعض الإحصائيات المتعلقة بالمبعوثين الأزهريين إلى دول العالم، وبلغ عدد المبتعثين إلى الأمريكتين7 فقط، وإلى أوروبا 12 فقط، بينما بلغت نسبة المبعوثين إلى إفريقيا حوالي 75% من إجمالى البعثات، والباقي إلى قارة آسيا، فعلى سبيل المثال لا الحصر يبلغ عدد المبعوثين لدولة أوغندا 16، والكاميرون 35، وبوروندي 6، موزمبيق 9، غانا 9، نيجيريا 47، رواندا 2، جنوب إفريقيا 16، السنغال 35، سيراليون 22، كينيا 4، توجو 8، الجابون 12، الصومال 18، تشاد 39، الكونغو 6، بنين 12، غينيا 4، مالاوي 3، النيجر 22، وتبلغ معاهد الأزهر فى العالم 15 معهدا، منهم 13 في إفريقيا، وواحد بكندا، وواحد بباكستان.