رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الفضائح الجنسية والعمالة والخيانة العظمي تلاحق رئيس أكبر دولة في العالم

النبأ

 

تفاصيل اتهام المخابرات الأمريكية«CIA» للرئيس الأمريكي بالتخابر مع روسيا

أعضاء في الكونجرس يتهمونه بالخيانة ويصفون موقفه من روسيا بالعار

المدير السابق لـCIA: بوتين جند ترامب كعميل لروسيا دون أن يدري 

 «غباشي»: ما زال يتحكم في الأمور داخل البيت الأبيض

«اللاوندي»: رغم المشاكل التي تحاصره ما زال يحظى بدعم كبير

 

منذ وصول الرئيس الأمريكي الحالى دونالد ترامب لكرسي الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية على حساب وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، والحديث لم يتوقف عن التدخل الروسي في هذه الانتخابات لصالح ترامب، وعن العلاقة بين ترامب والرئيس الروسي فلمدير بوتين، حتى وصل الأمر إلى اتهام الرئيس الأمريكي بالعمالة لروسيا، من قبل جهات نافذة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي الوقت الحالي، تجري في الولايات المتحدة الأمريكية تحقيقات في تدخل روسيا المفترض في الانتخابات الأمريكية، بالإضافة إلى تحقيقات في العلاقة المزعومة بين ترامب وموسكو.

وقد خلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية عام 2016 إلى أن التدخل الروسي كان السبب في ترجيح كفة ترامب في الانتخبارات الرئاسية مقابل هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي، وذلك عن طريق هجمات إلكترونية وأخبار كاذبة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وقد اتهم المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي ايه” مايكل جي موريل في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الجمعة، مرشح الحزب الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب بانه “عميل لروسيا الاتحادية من دون ان يدري”.

وشرح المسؤول الاميركي السابق في مقالته الاسباب التي تدفعه الى التصويت لصالح المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، معتبرا ان ترامب “ليس مؤهلا فحسب لهذا المنصب، بل انه يمكن ان يشكل خطرا على امننا القومي”.

واضاف موريل الذي عمل 33 سنة في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، وكان مساعد مديرها قبل ان يصبح مديرها بالوكالة “في عالم الاستخبارات نستطيع ان نقول ان «فلاديمير» بوتين «الرئيس الروسي» قد جند ترامب كعميل لروسيا الاتحادية من دون ان يدري الاخير”.

وذكر موريل ان بوتين كان عميلا سابقا للاستخبارات الروسية وهو متخصص في كشف الثغرات لدى خصومه واستخدام افضل الوسائل للاستفادة منها.

واضاف موريل في مقالته أن بوتين خلال الانتخابات التمهيدية “استغل نقاط ضعف ترامب عبر مدحه، وكان رد فعل ترامب كما توقعه بوتين”، وذكر بما سبق ان قاله ترامب ان الرئيس الروسي زعيم كبير، وبانه شجع اجهزة الاستخبارات الروسية على التجسس على منافسته الديموقراطية، كما دعا الى اعادة النظر في التزام الولايات المتحدة داخل الحلف الاطلسي في حال حصول اعتداء روسي ضد احدى دول البلطيق.

واتهم موريل ايضا ترامب بانه “هدد امن البلاد عبر دعوته الى منع المسلمين من دخول” الولايات المتحدة الامر الذي يعزز دعاية الجهاديين الذين يؤكدون ان مكافحة الارهاب ليست سوى حرب ضد الاسلام.

كما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن صحيفة "نيويورك" الأمريكية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تم تجنيده من قبل الروس منذ عام 1987 حيث ذهب في زيارة إلى موسكو لبحث إمكانية بناء فندق، لكنه عاد بطموحات سياسية كبيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من الممكن أن يكون لدى الكرملين معلومات تفضح ترامب بعد زياراته إلى موسكو في العام 1987 و2013.بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم رغبة ترامب بنشر إقراره الضريبي قد يرجع إلى حقيقة أنه "تمكن من الحصول على أموال روسية لعدة سنوات".

وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن عميلا سابقا في الاستخبارات البريطانية يعمل حاليا مديرا لمركز استشارات هو مصدر التقرير المثير للجدل الذي نشر الثلاثاء بشأن وجود علاقات سرية بين الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وروسيا.

وهذا التقرير الذي يتضمن معلومات كثيرة لم يتم التحقق من صحتها وبينها امتلاك الاستخبارات الروسية وثائق ومعلومات محرجة لترامب ويمكن استخدامها ضده لابتزازه، ولا سيما اشرطة فيديو ذات مضمون جنسي لرجل الأعمال مع مومسات في موسكو.

وأوردت وسائل إعلام اميركية عديدة أن قادة أجهزة الاستخبارات أبلغوا الرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما والرئيس المنتخب وأعضاء في الكونغرس بوجود معلومات تفيد بان روسيا تملك ملفا ضد الرئيس المنتخب، وعرضوا عليهم ملخصا من صفحتين عن وثيقة من 35 صفحة نشر موقع “بازفيد” مضمونها بالكامل.

ومما يزيد الشكوك حول صلة ترامب بالمخابرات الروسيا، أنه دافع اثناء لقاءه الأخير الذي جرى في العاصمة الفلندية هلسنكي مع الرئيس الروسي عن روسيا فيما يتعلق بمزاعم تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

فبعد الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب ترامب عن رأي مغاير لما قالته وكالات الاستخبارات الأمريكية، وقال إنه لا يوجد ما يدعو روسيا للتدخل في الانتخابات الأمريكية، مؤكدا على ما قاله بوتين مرارا عن أن روسيا لم تتدخل قط في شؤون الولايات المتحدة.

وقد أثارت القمة الأمريكية الروسية، والتصريحات التي أعقبتها للرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي، فلاديمير بوتين، موجة من الغضب في أوساط السياسيين الأمريكيين، من الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي.

فقد علق مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي.آي.إيه» السابق جون برينان على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمره الصحفي مع نظيره الروسي فيلاديمير بوتين، قائلا إن إجابات ترامب عن أسئلة الصحفيين المتعلقة بالتدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية عام 2016 "خيانة عظمى بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

وقال برينان على حسابه بتويتر إن تصريحات ترامب أكدت أنه "في جيب بوتين تماما"، على حد وصفه، مناشدا "الوطنيين من الجمهوريين" أن يتخذوا موقفا حاسما ضد ترامب.

وأضاف أن ما وصفه بعدم رغبة ترامب في الإقرار بالتلاعب الروسي في الانتخابات "يفوق الجرائم الكبرى والجنايات".

وقال ليندسي غراهام، العضو البارز في مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، إن ترامب أرسل إلى ترامب رسالة بـ "ضعف الولايات المتحدة".

وقال غراهام في تغريدة "فرصة أضاعها الرئيس ترامب لمحاسبة روسيا بحزم عن تدخلها عام 2016 ولإرسال رسالة قوية بشأن الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة".

وقال السيناتور الجمهوري جيف فليك، وهو من المنتقدين اللاذعين لترامب، إن ما قاله ترامب "مخز".

كما وصف عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، جون ماكين، المؤتمر الصحفي الذي جمع بين ترامب وبوتين، عقب قمة هلسنكي، بأنه "من أكثر العروض المشينة في الذاكرة من جانب رئيس أمريكي".

وقال ماكين في بيان ، "يصعب تعداد الأضرار الناجمة عن سذاجة الرئيس ترامب، من الواضح أن القمة في هلسنكي كانت خطأ مأساويا".

وأضاف، "الرئيس ترامب أثبت أنه ليس فقط غير قادر على الوقوف في وجه بوتين، بل إنه غير راغب في ذلك".

وشدد السيناتور الأمريكي عن الحزب الجهوري، أورين هاتش، أن "روسيا قامت بالتدخل في الانتخابات الأمريكية".

وقال هاتش، في بيان، "تدخلت روسيا في انتخابات عام 2016، وجميع وكالات الاستخبارات في بلادنا متفقة على هذه النقطة، ويجب علينا بذل كل ما في وسعنا لحماية ديمقراطيتنا، من خلال تأمين الانتخابات المستقبلية من النفوذ والتدخل الأجنبي".

واعتبر السناتور عن الحزب الديمقراطي مارك ورنر، في تغريدة على موقع "تويتر"، أن "إلقاء اللوم على مسؤولي الاستخبارات الأمريكية يعتبر عارًا كبيرًا"، في رد على انتقادات ترامب لعملاء الاستخبارات الأمريكية الذين يحققون في التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات.

في السياق ذاته، اعتبر السيناتور عن ولاية فلوريدا (جنوب) بيل نيلسون، في تغريدة على "تويتر" أن "رفض الرئيس (ترامب) الاعتراف بأن بوتين تدخل في انتخاباتنا يجب أن يزعجنا جميعًا".

وأضاف نيلسون، أن "بوتين هو تهديد لديمقراطيتنا وانتخاباتنا القادمة، وإن عدم رغبة الرئيس في الدفاع عن أمتنا أمر غير مقبول ومحرج".

ودعا بعض الساسة الأمريكيين إلى إلغاء القمة بعد توجيه الاتهام لـ 12 من عملاء المخابرات العسكرية الروسية الجمعة باختراق حملة هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي.

 

يقول الدكتور مختار غباشي الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ترامب ما زال رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية رغم الخلافات الحادة داخل الإدارة الأمريكية حول موضوع التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية، مشيرا إلى أن هذه الخلافات لم تصل بعد إلى حد الاطاحة بالرئيس الأمريكي من البيت الأبيض أو محاكمته، كما حدث مع بيل كلينتون والرئيس نيكسون، لافتا إلى أن ترامب ما زال يتحكم في الأمور، وبالتالي مسألة الاطاحة به ليست سهلة، وخاصة في دولة ديمقراطية مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

 

من جانبه يقول الدكتور سعيد اللاوندي خبير الشئون الخارجية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، هناك خلافات داخل البيت الأبيض بخصوص الرئيس ترامب، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي منذ وصوله للحكم وهو في حالة عداء مع الصحافة ومع شرائح كثيرة في المجتمع الأمريكي، والاجراءات التي اتخذها ضد كوريا الشمالية، ودفاعه عن روسيا رغم أنها متهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية، كل هذه الاشياء جعلت المعارضة ضده تتسع كثيرا، لكن هذا الأمر لن يؤدي إلى اقالة أو استقالة ترامب من موقعه، متوقعا حدوث تراجع من الرئيس الأمريكي عن بعض القرارات، مثل القرارات المتعلقة بالصحافة والمهاجرين وأولادهم وغيرها، وبالتالي القضايا الخلافية سوف تنتهي بتراجع ترامب، لافتا ‘لى أن اتهام ترامب بالخيانة والعمالة لروسيا ما زالت وجهات نظر فردية، والرئيس الأمريكي ما زال يتمتع بدعم قطاعات كبيرة من الأمريكيين، وداخل الكونجرس الأمريكي.