رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

في «96» ساعة.. قصة ضبط المتهمين بارتكاب جريمة «أطفال المريوطية»

النبأ


ظلت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة نحو «96» ساعة، تعمل كخلية نحل؛ لكشف ملابسات الواقعة التي شغلت الرأي العام الأيام الماضية، وهي الخاصة بـ«أطفال المريوطية». 

وتم الكشف عن غموض الواقعة، وتحديد هوية الجناة، التي كان طرف خيطها سائق التوك توك الذي وصل الجناة إلى مكان إلقاء الجثث، وتمكنوا من تحديد هويته، حيث اعترف بأن مهمته كانت توصيل السيدتين إلى مكان إلقاء الجثث.

التفاصيل بدأت عندما تلقي المقدم مصطفي عبدالله بلاغا يفيد عثور الأهالي على جثث لـ3 أطفال وأجسادهم محترقة في أكياس سوداء وملقاة بتقاطع شارعى الثلاثينى مع المريوطية دائرة قسم شرطة الطالبية.

على الفور انتقل اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث والعقيد محمد عبد التواب مدير المباحث الجنائية والعميد محمد أمين مفتش المباحث والمقدم مصطفي عبدالله رئيس مباحث الطالبية والرائد أحمد ممدوح معاون مباحث الطالبية والرائد طارق صالح معاون مباحث الطالبية إلى مكان الحادث، وتم فرض كردون أمني حول موقع العثور على الجثث.

والفحص تبين أن الجثث داخل أكياس بلاستيكية وسجادة وفى حالة تعفن وبهم آثار حروق.

على الفور تم  تشكيل فريق بحث من قطاعات الأمن الوطنى والأمن العام ومدير أمن الجيزة، أسفرت جهوده إلى التوصل لشاهد رؤية بائع مشروبات متجول بمنطقة العثور، 53 عاما، وبسؤاله قرر أنه في الساعة 11 مساءً وأثناء تواجده بمنطقة عمله شاهد " توك توك " قادم من الإتجاه العكسى بطريق المريوطية يستقله سيدتان وطفلة وقامتا بإلقاء سجادة وإثنين كيس بلاستيك أسود وانصرف سائق " التوك توك " ثم استقلت السيدتين والطفلة " توك توك " آخر. 

ومن خلال قيام فريق البحث المشكل بجمع المعلومات وحصر سائقى مركبات "التوك توك "العاملين بالمنطقة، قام أحد سائقى "التوك توك" بالتوجه إلى النيابة وأقر ما قرره شاهد الواقعة وأنه قام بتوصيل السيدتين وبرفقتهما طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات من إحدى المناطق بالقرب من شارع الطالبية وكان بحوزتهما سجادة ملفوفة و2 كيس بلاستيك أسود، وبمكان العثور طلبتا منه التوقف وتحصل على الأجرة وانصرف. 

وبتكثيف التحريات أمكن التوصل إلى العقار محل سكن السيدتين الكائن 35 شارع مكة المكرمة من شارع المصرف حيث تم تحديد الشقة سكنهما بالطابق الرابع، وتبين وجود آثار حريق بإحدى الحجرات وتبين أنها مستأجرة إلى "سها . ع . م" تعمل بملهى ليلى 38 عاما وعُثر على عقد الإيجار ووثيقة زواج للمذكورة من "محمد . إ . س" 28 عاما وأنهما يقيمان بالشقة وبصحبتهما "أمانى . م . أ" 36 عاما وشهرتها منال، عاملة بإحدى الفنادق.

وبتقنين الإجراءات تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الأخيرة بمسكن زوجها "حسان . ع . إ" مزارع 65 عاما  و مُقيم بشبرامنت دائرة مركز شرطة أبوالنمرس، وأنها متزوجه منه منذ خمس سنوات، ومنذ حوالى شهر تعرفت على "سها" من خلال ترددها على إحدى الملاهى الليلية بمنطقة الطالبية ، وأقامت رفقتها وأطفالها الثلاثة "محمد حسان" يبلغ من العمر 5 سنوات"، و" أسامة" يبلغ من العمر 4 سنوات، و" فارس"، يبلغ من العمر عامين" وغير مُقيد بسجلات الأحوال المدنية، ومساء يوم الحادث توجهت سها إلى أحد الفنادق الكائنة بشارع الهرم، ولدى عودتهما الساعة 6 صباحاً للشقة اكتشفتا حدوث حريق بإحدى الغرف ووفاة الأطفال الثلاثة فقامتا بوضعهم داخل الأكياس والسجادة والتخلى عنهم بمكان العثور. 

وبتطوير مناقشتها قررت أن الطفل الأول من زوجها عرفياً "مبروك . أ . م" 47 عاما مطرب شعبى، ومُقيم بكرداسة، وأن الطفل الثانى من زوجها عرفياً "عيد . ع . خ" 52 عاما مطرب شعبى، ومُقيم بمدينة النور بالهرم، وأنها قيدتهما باسم زوجها "حسان" والطفل الثالث من زوجها عرفياً "عزام . م . ع" 25 عاما، عاطل، ومُقيم بكفر الجبل بالهرم.

وبتكثيف الجهود أمكن ضبط المدعوة "سها ع.م" وزوجها "محمد .إ.ا" 28 سائق وبمناقشتها أيدا ما جاء بأقوال الأولى، وأسفر فحص خبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية عن وجود آثار حريق بإحدى غرف الشقة ووجود آثار احتراق ببابها تشير إلى غلقه أثناء نشوب الحريق ، كما تبين سلامة باقى غرف الشقة من أية آثار للحريق. 

علي الفور تم رفع عينة من أرضية الحجرة بمنطقة تركز الحريق وبفحصها معملياً تبين خلوها من أية آثار لمواد معجلة على الاشتعال، وأن سبب الحريق اتصال مصدر حرارى سريع  ذو لهب مكشوف " عود ثقاب " ببعض المحتويات سهلة الاشتعال بأرضية الحجرة "ملابس ومفروشات" ليحدث الحريق بالحالة التى وجد عليها . 
   
وبإجراء الفحوص المعملية وتحليل البصمة الوراثية DNA، تبين أن "أمانى . م . أ" أم بيلوجية للأطفال الثلاثة المعثور على جثثهم وأن كل طفل منهم من أب مختلف عن الآخر وليس من بينهم زوجها الحالى "حسان . ع. إ "، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.