رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالأرقام.. حجم تبرعات المصريين للجمعيات والمشروعات الخيرية

غادة والى - أرشيفية
غادة والى - أرشيفية


أثار حديث اللواء ممدوح شاهين، رئيس جمعية الأورمان، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، مؤخرًا، حالة من الجدل الاجتماعي، بعد تصريحه الذي قال فيه: «لا يوجد فقراء فى مصر»، وطرحت تلك التصريحات علامات استفهام حول اتجاه المواطنين إلى التبرّع لتلك المؤسسات الخيرية فى السنوات الأخيرة بدل منحها بشكل مباشر إلى الأسر الفقيرة كما كان معهودًا من قبل، خصوصًا أن رئيس جمعية الأورمان الخيرية كشف خلال حديثه عن أن حجم التبرعات التي تتلقاها جمعيته زادت بنسبة 300%، من 300 مليون جنيه قبل 3 سنوات إلى ما يقرب من مليار جنيه الآن.


الوضع الآن يشير إلى أن الناس فى مصر لم تثق إلا فى الجمعيات الخيرية، فتعطى لها الأموال وتخرج لها الزكاة، لكن بعد تصريح رئيس جمعية كبيرة فى هذا المجال بأن ليس هناك فقراء فى مصر.. فهل تصل الزكاة والتبرعات للفقراء أم لا؟


نشطاء السوشيال ميديا، دشنوا حملة واسعة عبر مواقع التواصل، طالبوا فيها بضرورة وقف التبرعات فورًا عن الجمعيات الخيرية، مشككين فى وصول هذه التبرعات لمستحقيها.


وجاء نفى اللواء ممدوح شعبان وجود فقراء فى مصر، جالبا لسخط الشارع المصرى، رغم التقارير والإحصائيات الرسمية التى خرجت من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام ٢٠١٥، والتى أشارت إلى أن المواطن الذي يحصل على دخل يقل عن ٤٨٢ جنيها شهريا أو ما يعادل ٥٧٨٨ جنيها سنويا يقع تحت خط الفقر، وطبقا لهذا المقياس فإن حوالى ٢٨٪ من سكان مصر، تحت خط الفقر، وليس فقط مجرد فقراء.


يبلغ عدد الجمعيات الأهلية فى مصر، وفقًا لتصريحات الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن بمنتدى شباب العالم، نحو 48 ألفا و300 جمعية، بينها 29 ألف جمعية نشطة، تنفق 12 ألف جمعية منها 10 مليارات جنيه سنويا على العمل المجتمعى.


وتستغل الجمعيات الخيرية شهر رمضان فى دعوة المواطنين عبر الدعاية الترويجية فى وسائل الإعلام المختلفة على التبرّع لمشروعاتها بأشكال مختلفة. وتعد الرسائل الهاتفية من أبرز طرق التبرّع، فبحسب دراسة لشركة الاتصالات فإن عدد الرسائل الهاتفية المخصصة لأعمال الخير بلغت نحو 4.9 ملايين رسالة، مرسلة وقُدّر حجم التبرعات عبر الوسيلة نفسها فى شهر رمضان الماضى 10 ملايين، و124 ألفا، و530 جنيهًا. وأعلن صندوق تحيا مصر، القائم على تبرعات المصريين، خلال اجتماع مكتبه التنفيذى، يناير الماضى، عن أن إجمالى حجم التبرعات للصندوق بلغ 7.4 مليارات جنيه.


ويبلغ حجم الأموال التى تُنفق فى أعمال الخير خلال الشهر الكريم، نحو ‏6 مليارات جنيه، تنفقه ‏15.8‏ مليون أسرة مصرية يشكلون ‏86‏% من إجمالى عدد الأسر، من بينهم ‏1.8‏ مليار جنيه تُمثّل أموال الزكاة، نحو ‏200‏ مليون جنيه على موائد الرحمن، بينما يبلغ إجمالى حجم التبرعات والصدقات نحو ‏2.5‏ مليار جنيه سنويًّا، بمتوسط ‏272‏ جنيها لكل أسرة سنويًّا‏، وفقًا لدراسة أعدها مركز دعم المعلومات واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، وأن أكبر ثلاث جهات تلقّت تبرّعات فى خلال شهر رمضان عبر البنوك هى بيت الزكاة والصدقات التابع للأزهر الشريف، ومؤسسة مجدى يعقوب لعلاج أمراض القلب، وجمعية مصر الخير، بالإضافة إلى دعم مستشفى أبو الريش بما يزيد على 150 مليون جنيه


من جانبه كشف صفوت النحاس رئيس صندوق تحيا مصر، أن 40% من قيمة ما يتم التبرع به لبيت الزكاة المصرى يجمع فى شهر رمضان فقط أى ثلاثين يوما، وفى الــ ١١ شهرا المتبقية ٦٠ فى المائة، والعام الماضى بلغ ٦٠٠ مليون جنيه إجمالى الوارد لبيت الذكاء، مشيرًا إلي أن صندوق بيت الزكاة المصري مازال في مقدمة منافذ جمع تبرعات أموال المصريين.


وقال إن بيت الزكاة يقدم مساعدات شهرية لـ٨٥ ألف أسرة بالإضافة إلى المساعدات الخاصة بالمرضى، عن طريق وحدات خاصة ببيت الزكاة المصرى فى عدد من المستشفيات فضلا عن تولى علاج قوائم الانتظار فى المستشفيات، وتابع النحاس: «ننفق شهريًا ما يقرب من ٢٥ مليون جنيه على ٨٤ ألف أسرة، كما أوصى فضيلة الإمام الأكبر على أنه يجب ألا يقل الحد الأدنى للإعانة للأسر ة الواحدة عن ٥٠٠ جنيه شهريًا وهذا يقدر بحوالى ٣٠٠ مليون سنويًا، ونعمل على الغارمين والغارمات، ونقوم بتيسير زواج الأسر الفقيرة من ٥٠٠ لـ ألف حالة فى العام الواحد، وننفق أيضًا على مستحقى الزكاة من أصحاب الأمراض المزمنة مثل الهيموفيليا وهو مرض مزمن يتطلب العلاج باستمرار حتى لا تتفكك المفاصل ويتعرض المريض لنزيف، ومن ثم يحتاج لأموال طائلة للعلاج، كما ننفق على مرضى سوء التمثيل الغذائى وهم المرضى ممن لا يتناولون القمح، وهناك مصنع غذائى بالتعاون مع كلية طب عين شمس يوزع غذاء على كل مواطن يعانى هذا المرض من مستحقى الزكاة، فما عليه إلا تسجيل اسمه ليتسلم طعامه، ولكن المصنع يبيع الطعام لغير مستحقى الزكاة بالمال، ونجرى شهريًا قرابة ٥٠٠ عملية جراحية كبرى، وعمليات أخرى للمفاصل، وتركيب أطراف صناعية للمعاقين، وشراء كراسى متحركة للمعاقين، كما نقوم بصرف أدوية سنوية بقيمة ٣ ملايين جنيه لمستحقى الزكاة من أصحاب الأمراض المزمنة، سواء يأتى لصرفها من بيت الزكاة، أو تحويل المال لهم بالبريد شريطة، إرسال المريض الفاتورة عن كل شهر سابق، ونساهم فى عمليات نقل الكلى التى تجرى بمركز الكلى بالمنصورة لمستحقى الزكاة، وتولينا قوائم الانتظار بالكامل فى مستشفى أبو الريش منذ العام الماضى».


من جانبه كشف الدكتور محمود الشريف الخبير الاقتصادي، أن المؤشرات تؤكد تراجع أعمال الخير المقدمة للجمعيات الأهلية والمشروعات الخيرية بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 20 % مقارنة بحجم التبرعات في رمضان من العام الماضي 2017، وأرجع الخبير الاقتصادي ذلك للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأسرة المصرية من غلاء الأسعار وتدني الرواتب، بجانب عدم وجود ثقة بعض الشيء من جانب المواطن في بعض الجمعيات والمشروعات الخيرية التي يتم الإعلان عنها بعدما تم الكشف عن وقائع فساد داخل إحدى المؤسسات العلاجية الشهيرة لعلاج الأطفال، كما تم الكشف عن عدم وجود كيان لبعض المستشفيات التي يعلن عنها يوميا لعلاج بعض مرضى السرطان.