رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

دبلوماسي سابق: انهيار تنظيم «داعش» طبيعي.. لهذه الأسباب

النبأ


قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه لا يمكن فصل الدين عن السياسة في العالم كله، مشيرا إلى أن المعتقد كان من أهم أسباب الصراعات والحروب منذ فجر التاريخ وحتى الآن، حتى أيام الديانات الوثنية، وبالتالي لا يمكن فصل المعتقد الديني عن العمل السياسي، حتى في الولايات المتحدة الأمريكية، بوش الابن تحدث عن حرب صليبية مقدسة على العراق والإرهاب، وترامب تحدث عن المسلمين وعن الإسلام بعنصرية، وبابا الفاتيكان قال إن الدين الإسلامي يحرض على العنف، وبالتالي لا يمكن فصل الدين عن العلاقات السياسية.

وأضاف «مرزوق»، أن داعش والقاعدة وكل هذه التشكيلات البعيدة تماما عن روح وجوهر الدين الإسلامي السمح، هي تعبير عن حالة، يمكن أن نعزوها إلى عدة أسباب منها، الظلم البين الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وهو له مسحة دينية يهودية، وبالتالي ما تقوم به هذه الجماعات هو رد فعل للظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وهناك أجهزة مخابرات دولية استطاعت اللعب على مشاعر الشباب المسلم في العالم الإسلامي، مثلما قام جهاز المخابرات الأمريكية بصناعة تنظيم القاعدة في أفغانستان، والموساد الإسرائيلي كان يقوم بتغذية الاتجاهات الدينية المتطرفة، لسببين، تبرير قيام دولة إسرائيل على أساس ديني، وحدوث انشقاقات في المنطقة المحيطة بإسرائيل لوجود مذاهب ومدارس دينية مختلفة داخل الدول العربية، وهذا يحقق هدف إسرائيل بتمزيق المنطقة بالكامل، وبالتالي داعش وغيرها من الجماعات كان وراءها أجهزة المخابرات الغربية، وبعض الأنظمة العربية، وتم استخدامها قطعة شطرنج لتحقيق مكاسب سياسية لمختلف الدول، وبالتالي الدين يوظف سياسيا بشكل أو بآخر، كما أن الشعوب العربية والإسلامية تعتبر الدين هو الملاذ الأخير لها للهروب من المشاكل، وبالتالي ولكل هذه الأسباب لا يستطيع أحد نزع الدين من السياسة، الشعوب وعندما تشعر بالظلم تلجأ إلى دائما للدين كمخرج لمقاومته.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن سقوط داعش كان نتيجة طبيعية، لأن التطرف عند الشعوب العربية هو طارئ غريب، والشعوب العربية كانت تشعر بالضيق والحرج من تلك الجماعات، وبالتالي هذا التيار بدأ ينحسر لأن أوراقه بدأت تنكشف، وبعض الدول الغربية بدأت تتجه إلى إعادة العفريت الذي صنعته إلى القمقم مرة أخرى بعد أن "اكتوت بناره"، وعندما يزيد الظلم والاستبداد وتغيب الحرية السياسية والأحزاب السياسية يلجأ الناس للدين، وبالتالي الحل هو في تقوية المجتمع المدني وتقوية الأحزاب السياسية، حتى يجد الإنسان المسلم وسيلة مأمونة وقانونية ودستورية للتعبير عن رأيه.

وأضاف «مرزوق»، أن الدول الغربية دائما تقوم بإشعال نيران صغيرة من أجل إطفاء النيران الكبيرة، من خلال تشجيع الاتجاهات الدينية المعتدلة، باعتبارها حرائق صغيرة يشعلونها لتحقيق عدة أهداف، منها مواجهة ظاهرة التطرف، وإيقاع الفرقة والاقتتال في العالم العربي والإسلامي، ونقل المواجهة من شوارع الغرب إلى شوارع المدن العربية والإسلامية، من هنا يشجع الغرب الاتجاهات الدينية المعتدلة، كما حدث مع جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن الغرب لم يتوقف عن دعم التيارات الدينية السياسية المعتدلة، لتحقيق مصالحه، مستغلا عدم وجود أحزاب سياسية أو حريات سياسية في العالم العربي، وبالتالي الغرب سوف يستمر في تشجيع ودعم التيارات الإسلامية المعتدلة لضمان عدم عودة التيارات المتطرفة مرة أخرى، ولكن في حدود معينة، فهو سوف يسمح لهذه التيارات أن تنمو، ولكن ليس إلى الدرجة التي تقوى فيها، بحيث تؤدي إلى ظهور الخلافة الإسلامية مرة أخرى، أو وجود قوى معتبرة تستطيع أن تقدم نموذجا لكل الدول العربية والإسلامية، مثل تركيا أو باكستان، لكنه يدعمها لتحقيق هدفين هما، كسر شوكة التطرف، وإيقاع الفرقة والتمزق داخل المجتمعات العربية والإسلامية، كما أن الأنظمة العربية كانت تستخدم هذه الجماعات كفزاعات لتخويف الغرب، وعدم اعتراضه على الأساليب القمعية التي تقوم بها تجاه شعوبها، لكن الغرب أدرك هذه اللعبة، ولم يستفد منها شيئا سوى مزيد من الاحتقان داخل الدول العربية وعدم وجود مناخ سياسي صحي أدى إلى التطرف، وهناك دراسات غربية رأت أن الانفتاح السياسي والديمقراطية هي العلاج الحقيقي ضد ظاهرة العنف.