رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

طارق المهدى: مرسى عيّن طنطاوى فى منصب استشارى لهذا السبب.. والإخوان شنقوا أنفسهم بغبائهم (حوار)

النبأ


المجلس العسكرى لم يتعرض لـ«ضغوط» لعدم محاكمة مبارك


تعاملت مع أزمات الإسكندرية «من على القهوة».. ولولا مشروعاتى لأصبحت المحافظة «مستنقع صرف صحى»


التليفزيون به ثروة ضخمة وسيدر دخلًا كبيرًا للاقتصاد القومى فى هذه الحالة


50 % من موضوعات برامج التوك شو «فبركة».. وتُمول من الإعلانات الجنسية


واجهت «6» مسلحين ببنادق ورشاشات بـ«الخبرة».. وقلت لهم: «عاوزين تموتوني موتوني»


قضيت فترات عملى العسكرى أو المدنى بروح «فريق العمل»


استخدام «22» طائرة لنقل أموال المعاشات والمرتبات بعد يناير


لا يوجد مسيحى رمى «طوبة» على المبنى أثناء «أحداث ماسبيرو»


تعرضت لحملة إعلامية «قذرة» لأننى طلبت تطبيق القانون


«الاستثمار» هو الطريقة الوحيدة لحل مشكلات مصر الاقتصادية


قال اللواء طارق المهدي، عضو المجلس العسكري ومحافظ الإسكندرية الأسبق، إن الدكتور محمد مرسي، الرئيس المعزول، عيّن المشير محمد حسين طنطاوي في «منصب استشاري»؛ خوفًا من رد فعل الجيش بعد إقالة الأخير من منصب «وزير الدفاع».

وأضاف «المهدي» في حوار لـ«النبأ»، أن الإخوان شنقوا أنفسهم بغبائهم، مؤكدًا أنه تعرض لحملة إعلامية «قذرة»؛ لأنه طالب بتطبيق القانون، وإلى نص الحوار:


لماذا أُطلق عليك لقب جنرال الغلابة؟

هذا اللقب أطلق علي منذ سنوات طويلة عندما كنت في الخدمة العسكرية؛ لأنني كنت دائمًا أقف في صف الجندي، بما لا يتعارض مع المبادئ والقيم العسكرية، فكنت أتعامل بـ«روح القانون»، وقضيت كل فترات عملي سواء في العمل العسكري أو العمل المدني بروح فريق العمل، وهذا اللقب هو وسام على صدري.


أين كنت وقت الشرارة الأولى لثورة 25 يناير؟

في صباح يوم ثورة 25 يناير كنت في مؤتمر شراكة «حلف الناتو» لدول البحر المتوسط في بروكسل، بحضور 35 دولة ممثلة بوزراء الدفاع، وكنت ممثلًا لمصر نيابة عن المشير محمد حسين طنطاوي، وتناقلت وسائل الإعلام العالمية أخبار الثورة في مصر، فقلت للجميع وقتها إن الجيش المصري يحظى بثقة الشعب، وعدت يوم «27» يناير.


هل المجلس العسكري نجح في إدارة شئون البلاد في هذه المرحلة الحرجة؟

نعم.. في طريقي من البيت للمطار شعرت بالتغيير الكبير، وشاهدت اللجان الشعبية على طول الطريق، وظهر الفراغ الأمني، وعجز الحكومة في السيطرة على الأمور تمامًا خاصة بعد أحداث «28» يناير، ووفر المجلس العسكري أسباب المعيشة الرئيسية لـ«90» مليون مصري، من «الخبز – الغاز – العلاج – المرتبات – الأجور - الغاز والبترول وباقي الخدمات»، وهنا كانت مهمة الجيش توفير كل سبل المعيشة، فتم تأهيل المخابز والوحدات الصحية والسجون، للسيطرة على الهاربين في ظل الفوضى التي حدثت في تلك الأيام والمرتبات والمعاشات، لذلك تمت الاستعانة بـ22 طائرة؛ لنقل الأموال بتأمين من الشرطة العسكرية، وتأمين الجسور وقطارات الصعيد من خلال منظومة العمل الجماعي؛ لإنجاح الثورة.


كيف سيطر المجلس العسكري على الأمور بعد انسحاب الشرطة من الشوارع؟

مررنا بظروف صعبة جدًا، وتسلمت مسؤولية التليفزيون، بعد اختفاء أنس الفقي وقيادات التليفزيون، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، تعرض لخطر شديد، وتعرضت لموقف صعب بنزولي لميدان التحرير بمفردي بدون حراسة، وتجولت في الخيام، ورأيت الشباب يرحبون بي ولكن عندما صعدت على المنصة فوجئت بحوالي 20 فردًا يقودون الآلاف في الميدان، ويسيطرون عليهم، وحاولوا طردي من الميدان، ولكني نجحت في السيطرة على الموقف، وركبت سيارتي وتركتهم.


هل "25 يناير" مؤامرة قادت لثورة وما رأيك في 30 يونيو؟

حتى لو كان هناك مخطط أو مؤامرة، فإن نزول جموع الشعب المصرى للميادين مع ثورة 25 يناير لم يكن به مؤامرة أبدًا، بل يريدون التغيير من أجل مستقبل مصر، فهى ثورة عظيمة، وعندما نزلت ميدان التحرير، رأيت مصريين شرفاء، لا يريدون إلا حقهم المشروع في الحياة، وحياة أفضل لمصر وللمصريين، لكن ما حدث بعد ذلك هو المؤسف، حيث ظهر كل الانتهازيين، وخاصة الإخوان، لتحقيق مكاسبهم الخاصة، للسيطرة على الأمر، وظهر ذلك بشكل واضح، بعد تنحى مبارك، وسمعت لأول مرة تعبير "شفتوا ولادنا عملوا إيه"، في إشارة إلى شباب جماعة الإخوان المسلمين وموقعة الجمل.


أما ثورة 30 يونيو فهي امتداد لـ«25 يناير»، وهي تعديل مسار، لأن ثورة 25 يناير وقعت في حجر الانتهازيين الذين يعملون ضد مصلحة البلد.

كيف واجهت أحداث ماسبيرو لاحتواء غضب الإخوة الأقباط؟


في واقعة ماسبيرو الأولى، فوجئت بآلاف الأقباط يحاصرون مبنى التليفزيون، ورغم حالة الغضب والهياج، الذي ظهر على وجوههم، لم يقم أحد منهم برمي «طوبة» واحدة على المبنى، وبسرعة أخذت قرارًا بالنزول لهم في الشارع، ولم أخاطبهم من خلال الميكروفون، ولكن نزلت ووقفت وسطهم بدون حراسة وأصبحت واحدا منهم، وتكلمت معهم، فما كان منهم إلا أن قبلوني وأخذوني بالأحضان، وبعد ذلك قيل لي إن القساوسة كانوا يخافون من وجودي في هذا الزحام، خشية أن يأتي شخص «موتور» ويقوم بإيذائي، وخرجت أنا والقساوسة، «إيدينا في إيد بعض» وانتهت المشكلة.


هل يمكن حل مشاكل 43 ألف موظف في ماسبيرو؟

في الحقيقة جميع العاملين بـ«ماسبيرو» لا يصلون إلى 43 ألف موظف، فهذا الكلام عارٍ من الصحة، أطلقه أصحاب المصالح الشخصية، وآخر إحصائية رسمية، تؤكد أن عدد العاملين لا يتجاوز الـ"22 ألف" موظف فقط، خاصة بعد خروج عدد كبير منهم على المعاش، أو الوفاة، وعدم وجود تعيينات، ومشاكل التليفزيون حلها في غاية البساطة، إن صدقت النيات؛ فالتليفزيون به ثروة ضخمة، من «الأرشيف» والخبرات والأجهزة، لو تم استخدامها بشكل أمثل، لتحولت لكنز يدر دخلًا كبيرًا للاقتصاد القومي.


كيف نجحت في عملك المدني بعد ترك الحياة العسكرية؟

انتقلت للعمل المدني، في ظروف تشبه المعارك الحربية، والفكرة التي تسيطر علي في أي عمل أن يكون رد فعلي طبقا للقواعد المنظمة وأطبق «الصح» في جميع التوقيتات، بعيدًا عن أي حسابات شخصية، ولم أخسر أبدًا؛ لأن الإدارة المبنية على قوة الدولة، والدولة «لا تخاف»، ولم يخطر على بالي في أي قرار أي موازنات شخصية، وأنفذ ما يمليه على الواجب.


ما المواقف الصعبة التي لا تنساها في مواجهة الفساد بمفردك؟

في الوادي الجديد، قامت بعض العصابات، بفك وسرقة 580 كيلو مترا من قضبان السكة الحديد، وأعضاء مجلس النواب، رفضوا النزول معي لمواجهة اللصوص، فسافرت لمسافة 40 كيلو مترا وليس معي سوى السائق، ورئيس المدينة، وحارسي الشخصي بـ«طبنجة صغيرة» حتى وصلنا لموقع العصابة، وفوجئنا بضرب نار من بعيد، وكان عددهم «6» مسلحين ببنادق ورشاشات، نزلت وحدي من السيارة، وبالخبرة تعاملت معهم، وقلت لهم: «أنا المحافظ يا أولاد.. عاوزين تموتوني موتوني، وياريت تمشوا من هنا، لأن أي واحد هيرجع للمكان مرة تانية، هتكون نهايته على إيدي أنا»، وفعلًا اختفوا من المنطقة تمامًا، وفي نفس اليوم ذهبت للقرية وجلست في الشارع مع الأهالي وشربنا الشاي، وقام وزير الاتصالات بزيارة، وفي اليوم الثالث تمت زيارة البابا شنودة، وأثبت للأهالي وللجميع أن هؤلاء كانوا لصوص سكة حديد، وليسوا إرهابيين.


هل كانت تجربتك في الإسكندرية أكثر صعوبة؟

بالعكس، انتقلت للإسكندرية واستطعت استخراج 16 مليار جنيه من الشركات، وأجبرت الشركات على تنفيذ المشروعات المتوقفة، من عام2004 و2006 والتي لم تنفذ منها سوى20 أو30% فقط، وتم الانتهاء منها في 8 شهور.


من خلال خبرتك المتعددة.. كيف يتم حل مشكلات مصر الاقتصادية؟

الحل في الاستثمار، وعندما كنت في الوادي الجديد، جهزت "15 مشروعَا"، وذهبت مع أصحاب المشروعات، لمقابلة رئيس الوزراء، وعقدنا مؤتمرًا صحفيًا، لفتح الباب للتنقيب عن الثروات، من فوسفات وغيره، والمستثمر قبل أن يغامر برأس ماله، وسيوفر فرص عمل لمئات العمال دون تحمل الدولة أي تكلفة، ولكن لم يتم الموافقة على هذه المشروعات.


وعندما عينت محافظًا للإسكندرية فكنت أدير المحافظة من السيارة في ظل حالة الطوارئ وبعد شهرين أعلنا عن افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي، كانت المهرجانات متوقفة، بكل محافظات مصر، وفي أول جمعة ذهبت للصلاة في القائد إبراهيم، ونظمت حفلتين، لماجدة الرومي ومحمد منير بمكتبة الإسكندرية؛ لطمأنة الأهالي، وتم القضاء على مشكلة مياه الصرف بـ«العامرية – المنتزه – أبوقير - كوبري مدخل أبيس - مدخل الإسكندرية - مياه الصرف بالعجمي»، وبلغ إجمالي عدد مشروعات البنية الأساسية، 23 مشروعًا، وكنت أتعامل مع جميع الأزمات، من علي القهوة، وقابلت رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب علي القهوة، بدون حراسة أو تشريفة.


هل قمت بعرض الـ15 مشروعًا على رئيس الوزراء لتنفيذها بالإسكندرية؟

في أكتوبر 2014، جاء رئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية وعرضا علي المشاركة بالمؤتمر الاقتصادي، وبالفعل شاركت في المؤتمر بأول 15 مشروعًا من الإسكندرية وجاهزون للتنفيذ خلال خطة إستراتيجية متكاملة، وبعد ترك منصبي، في اليوم التالي، لم أسمع عن هذه المشروعات حتى الآن.


هل أجبر المجلس العسكرى مبارك على التنحى إنقاذًا للبلد؟

لم يحدث ذلك، وكان واضحا في بيان التنحى، أنه "تخلى" عن الحكم، لكن لفظ "تخلى"، مازال يثير لغطًا كبيرًا، لأنه لا يوجد في الدستور، تعريف لكلمة "تخلى"، لكنى أعتبره تعبيرًا دقيقًا، والفكرة كلها أن كل وطنى، يؤدى دوره وكان التقدير الأهم، أننا لن نسمح بوقوع الدولة، وكانت هذه أول كلمة قالها، المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد أن تسلم قيادة البلد، هدفنا الأول هو حماية البلد.


قسّمت ثورة 25 يناير إلى 3 فئات «نخبة، جمهور، انتهازيين».. هل مازلت عند تلك المقولة؟

نعم، فالنخبة هي التي تعتمد على الكلام النظري فقط، بعيدًا عن أرض الواقع، أما الجمهور في الشارع فهو الوقود الحقيقى للثورة، لتحقيق حلم مصر لكى تكون أفضل، خاصة أن الثورة حملت شعارات مشروعة "عيش وحرية وعدالة اجتماعية"، أما الانتهازيون الذين استولوا عليها فما زالوا موجودين في المشهد حتى اليوم.


هل التقارب بين المجلس العسكرى والإخوان كانت خدعة استراتيجية لكشف الجماعة؟

المجلس العسكرى وقتها، اتصل بكافة الفصائل، بنفس المسافة والتقارب، من شباب الميدان، والقوى السياسية والليبرالية، وتيار الإسلام السياسى، بمختلف توجهاته، لكن ظل وقتها فصيل الإخوان المسلمين، هو الأكثر تنظيمًا، وقدم نفسه أمام الرأى العام، على أنه متصدر المشهد، في حين انقسمت باقي القوى على نفسها، وحدثت انشقاقات داخلية كبيرة، وظهر الصراع رهيبًا على جمع الغنائم، ودخل الإخوان في تحالفات أخرى، مع شباب الثورة، ومع بعض القوى السياسية الأخرى، لتحقيق مكاسب.


وصل الإخوان للحكم لمدة سنة واحدة ولفظهم الشعب.. ما سر فشلهم؟

الحمد لله أن حكم الإخوان استمر لمدة سنة واحدة، وإلا كانت مصر لم يكن لها وجود على خريطة العالم، والإخوان شنقوا أنفسهم بغبائهم، فالشعب صدقهم، لأنهم كانوا وما زالوا يستخدمون الدين ستارا لكل نواياهم السيئة، وكان البعض يدعو لهم بالتوفيق، لأجل صالح مصر واستقرارها، ولكنهم لم يكونوا على قدر، هذه الثقة بعد تولى مرسى، وشاهدنا جميعَا ما فعلوه خلال السنة التي حكموا فيها مصر، والتخبط كان من أهم أسباب سقوط حكم الإخوان، هذا بخلاف الطمع، في البلد لصالح مخططاتهم، ولم يكونوا يتعاملون مع البلد على أنها مصر، بل ولاية من ضمن ولاياتهم، تحت شعار الدين.


لماذا لم يعترض المجلس العسكرى على ترشح محمد مرسى للرئاسة وهو متهم في قضايا تخابر وتجسس سابقة؟

المجلس العسكري ليس مهمته الاعتراض؛ فالقرار هنا لا يخصه، بل يخص المجلس الأعلى للقضاء، واللجنة العليا للانتخابات التي قبلت أوراقه، فالقضاء له الكلمة الأولى والأخيرة، بدليل رفضه لأوراق ترشح خيرت الشاطر واللواء الراحل عمر سليمان.


هل تعتقد أن اختيار الشعب لـ"مرسى" وقتها كان لمجرد أن "شفيق" يتبع نظام مبارك؟

كان هناك اتجاهان في الشارع، اتجاه لا يريد نظام مبارك، وتوابعه، واتجاه يرى في الإخوان تجربة جديدة، وتم الحشد لصالح الإخوان في الشارع، وانتهى الأمر بتقسيم الناخبين، إلى نصفين ما بين شفيق ومرسى وهذا ما تردد وقتها.


هل مارست أمريكا والسعودية والإمارات ضغوطًا على المجلس العسكرى لعدم محاكمة مبارك؟

محاكمة «مبارك» كانت مطلبًا شعبيًا، ولا تستطيع أي دولة أن تقف ضد إرادة الشعب، مهما كانت قوتها، ولم تتم ممارسة أي ضغوط من أي نوع علي المجلس العسكري، لعدم محاكمة مبارك، بدليل أن الرأي العام شاهد على جميع وسائل الإعلام، تفاصيل محاكمة مبارك ونظامه السابق.


هل شاهدت خريطة تقسيم الدول العربية الآسيوية عام 2006 والحروب القادمة هي حروب جماعات ضد جيوش؟

نعم رأيت خريطة تقسيم العالم العربي، في القارة الآسيوية، عام 2006، لأن خطة أمريكا الإستراتيجية، تعتمد منذ سنوات على الوقيعة بين الدول المتجاورة، لحد يصل إلي الحروب، من خلال الجماعات "غير المتماثلة"، وتم نشر هذه الخرائط، الخاصة بتقسيم الدول بواسطة " CIA" بعد ذلك.


هل "المعزول" محمد مرسى كان يخاف من المشير طنطاوى لذلك لم يطلب منه تعديلات في الجيش وعينه مستشارًا "صوريًا" بعد الإطاحة به هو والفريق عنان؟

هذا أمر بديهى، والمشير طنطاوى لا يحب أو يكره، هو فقط يحب مصر، وتعيين الدكتور محمد مرسى، لـ«طنطاوى» في ذلك المنصب الاستشارى كان محاولة مستترة لاحتواء رد فعل الجيش بعد قرار إقالة المشير من منصب وزير الدفاع، خاصة أن مرسي كان "يخاف" من الجيش، وأصدر هذا القرار، كى لا يكون إعلان عداء مباشرًا، ومتأكد تمامًا أن التاريخ سينصف المشير طنطاوي، فهذا الرجل أدى دورًا وطنيًا عظيمًا، ويحسب له الهدوء والحكمة، والثبات الانفعالى في ظروف قاسية، وعصيبة وخطيرة.


ما أصعب قرار اتخذه المجلس العسكرى في الفترة الانتقالية؟

كان هناك العديد من القرارات الصعبة والخطرة أيضا، أبسطها مثلًا: تقنين وضع خطباء المساجد والزوايا، للعمل تحت إشراف وزارة الأوقاف، ومن القرارات الصعبة، إخلاء ميدان التحرير في بعض الأوقات، والقبض على الهاربين من السجون، بعد اقتحامها، وتوفير رواتب الموظفين، في كل وزارات الدولة، في شهر فبراير 2011، وكيفية تأمين ونقل الأموال، وتوفيرها في موعدها، وكذلك فتح البورصة للعمل مجددًا، وهذه مجرد نماذج بسيطة جدًا لحجم المسئولية وقتها.


عقب توليك المسئولية هل صدرت لك تعليمات بإخفاء تسجيلات ماسبيرو.. وما قصة "الأفرول" الذي حكم المبنى؟

لم يحدث، والمرة الوحيدة التى تحدث فيها معى أحد الأشخاص عن تسجيلات ماسبيرو، كانت تخص تراث ماسبيرو منذ إنشائه، وكانت هناك محاولات من بعض الفاسدين لسرقته، لبيعه لبعض القنوات الخاصة، وكان ذلك بعد فترة طويلة من دخولى المبنى، وأبلغت قوات تأمين مخازن ماسبيرو بتلك المعلومة، وتم نقل هذا التراث من خلال الاستعانة بالقوات المسلحة، لنقلها لمكان آمن.


أما قصة "الأفرول"، فقد ترددت هذه المقولة، لكن التجربة أثبتت، أنى لست قادمًا لوضع قيود أو فرض تعليمات محددة، بدليل نزول الكاميرات لكل الميادين، لتنقل الحقيقة على الهواء مباشرة، وكنت سفيرًا لإدارة منظومة، يجب أن تعمل لنشر الحقيقة على المشاهدين، وعدم تضليل الرأي العام.


مدينة الإنتاج الإعلامى أصابتها الشيخوخة المبكرة.. ما تعليقك؟

مدينة الإنتاج الإعلامى عندما أنشئت كانت بمثابة الـ"كنز" الحقيقى، القادر علي تحقيق طفرة ثقافية وإعلامية، ولكنها للأسف لم تقدم لمصر سوى سلسلة من البرامج المبتذلة، والأعمال الهابطة فقد تم عمل مشروع ضخم جدًا، ولم يحقق الهدف المطلوب.


ما رأيك في برامج التوك شو وبعض الإعلاميين؟

يجب محاسبة أى شخص كاذب، يقوم بتقديم برنامج "مبتذل" أو متكرر، الهدف منه تضليل الرأي العام، ويتم تمويل هذه البرامج من خلال مجموعة الإعلانات الجنسية الرخيصة، و50 % من مواضيع برامج التوك شو "فبركة" إعلامية، ولا توجد قضية منها تهم "الوطن".


عندما كنت محافظًا للإسكندرية كيف تعاملت مع التيار الإسلام؟

عندما وصلت الإسكندرية، كانت محروقة بالكامل، وكل وثائق المحافظة تم حرقها، بما فى ذلك ملفات المجالس المحلية، فكنت أرى أن استقرار الإسكندرية من استقرار مصر، فهى محافظة مركزية ومفصلية وهامة للغاية وكانت مهمتى الأساسية هى استقرار الإسكندرية، حتى لو كان ذلك، من خلال تضحيات شخصية.


وبالفعل كان يسيطر الإخوان والسلفيون على المحافظة، ولكني تعاملت بمعيار واحد، فى العمل "هل الموظف كفء أم غير كفء؟"، ولم أصنف أحدًا، فالعمل هو المعيار الوحيد، للحكم على الأمور وللقضاء على تكتلات الإخوان والسلفيين فى العديد من الوزارات والمديريات كالإسكان والتعليم وغيرها، قمت بإعادة كل موظف لمكانه، والحكم عليه بعد ذلك هل يعطل الشغل أم يؤديه على أكمل وجه؟


هل بالفعل تعرضت لمحاولة اغتيال في الإسكندرية؟

لم أتعرض لأي محاولة اغتيال خلاصة الموضوع، تتمثل في أنني كنت أمر على الخدمات بالمحافظة، وأحد الجنود «اتخض» مني، فخرجت «طلقة» جنب رجلى، ولم أصب بأي مكروه، وهذا الموقف عادي جدًا، ولم يكن مدبرًا.


لماذا كان إصرارك على إقامة مباراة الأهلى والزمالك بحضور" ألتراس" الفريقين؟

كان اختبارًا حقيقيًا، عندما كنت محافظًا للبحر الأحمر، وتمت إقامة المباراة بإستاد الجونة، ولم أندم أبدا، وطلبت منى القيادات الأمنية حينها، عدم السماح بدخول جمهور "الألتراس"، خوفًا من أى عواقب، لكن تم دخول الجمهور، وتحملت دخولهم للملعب على مسؤوليتى الشخصية، كي تعود الحياة لطبيعتها، من أجل أن يستمر الوطن.


كيف منعت الإسكندرية من الغرق في مياه الصرف الصحي؟

صرفت على مشروعات الصرف الصحى وقتها، 4 مليارات و750 مليون جنيه، وتم شراء سيارات لشفط المياة، بـ "170 مليون جنيه، كانت ضمن منحة إماراتية، لأن شبكة الصرف والطرق فى الإسكندرية، لم تشهد أي تطوير وقتها، من 15 سنة على الأقل، ولولا هذه المشروعات، التي تم تنفيذها خلال وجودي في الإسكندرية، لتحولت المحافظة بالكامل، لـ«مستنقع مياه صرف صحي».


هل شنت بعض وسائل الإعلام ضدك حملة وما قصة "الداون تاون"؟

نعم تعرضت لحملة إعلامية «قذرة» لأنني ببساطة، طلبت تطبيق القانون، وتنفيذ الأحكام القضائية، على من يعتبرون أنفسهم فوق القانون، ودفع مستحقات الدولة، فتم شراء ضمائر، بعض الإعلاميين "المأجورين"، عرفت هذه الحملة بحملة "الداون تاون" فى الإسكندرية، فحكم المحكمة، منذ عام 2004 يجب تنفيذه، على المنطقة الخاصة ببعض رجال الأعمال، والحاصلين على قطع أراض، مساحتها "7 أفدنة"، أقيمت عليها نوادي اجتماعية، وقاعات الأفراح، ومطاعم، وكافتيريات، وصالات عرض السيارات، وبوتيكات الملابس، ولم يدفعوا حق الدولة، ومخالفات جسيمة، تعد إهدارًا للمال العام، تتجاوز قيمتها "المليار و250 مليون جنيه"، كشفتها اللجنة الرقابية، التي فحصت عقود جميع المستأجرين بـ"الداون تاون"، والتي كانت تضم المستشار القانونى للمحافظة، ورئيس حى وسط الإسكندرية، ومدير عام الشؤون المالية والإدارية، وحصلنا على حكم، بإعادة تقييم الأسعار مرة أخرى، إما بالتسوية أو بإلغاء العقود.


هل الفساد أصبح منظومة تتحدى الدولة.. وما سبب انتشاره؟

الفساد تحول مثلثًا متساوي الأضلاع، (المفسد الذي يقدم رشوة للحصول على خدمات غير المشروعة، والموظف الذي يقبل الرشوة، والمحامى الذي يلعب على ثغرات القانون، لتبرئة الاثنين)، يجب سد ثغرات القانون، وتغليظ العقوبات، وسبق أن طلبت من وزير العدل السابق، أن يحقق العدالة الناجزة، وإصلاح بعض التشريعات حتي نغلق أبواب الفساد.