رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«غموض» الحالة الصحية لـ«حفتر» يجدد الصراع على «جثة» ليبيا

حفتر والسراج - أرشيفية
حفتر والسراج - أرشيفية


حالة من الترقب الشديد تعيشها الساحة الخارجية والداخلية الليبية بعد تردد أنباء، طوال الأيام الماضية، عن تدهور الحالة الصحية للمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، ما استدعى نقله إلى مستشفى في باريس لعلاجه من «السكتة الدماغية» التي أصابته، ثم تواتر الأنباء بين الحين والآخر حول وفاته.


هذه الحالة من الغموض قد تقود البلاد إلى «فوضى» أكبر من التى تعانيها الدولة، فإذا كانت إعادة النظام في شرق ليبيا بعد سقوط معمر القذافي، تعتمد على شخصية «حفتر»، فإن هناك مخاوف كبيرة من أن خروجه من الصورة قد يغذي العنف، ويعيد القلاقل في هذه المنطقة.


ونفى ما يعرف بالحاكم العسكري للمنطقة الشرقية في ليبيا عبد الرازق الناظوري أنباء صدور قرار تكليفه بمهام القائد العام للقوات المسلحة المدعومة من مجلس النواب في مدينة طبرق شرقي البلاد خلفًا للمشير خليفة حفتر.


وجاء النفي في بيان أصدره مالك الشريف مدير المكتب الإعلامي للحاكم العسكري بمدينة المرج (شرق) بعد تداول أنباء عن تولي الناظوري -وهو رئيس الأركان العامة للقوات التي يدعمها برلمان طبرق- مهام حفتر عقب إصابة الأخير بـ«جلطة دماغية» استدعت نقله للعلاج في فرنسا حسب تقارير إعلامية ومصادر ليبية وغربية عدة.


في هذه الأثناء، أكد موقع «إذاعة فرنسا الدولية» أنه لم يعد بإمكان الدائرة المقربة للواء حفتر إنكار المعلومات حول الحالة المتدهورة لصحته.


كما أظهرت سلسلة من الاتصالات بين مكتب قيادة قوات حفتر ومصادر دبلوماسية عربية بعواصم مختلفة أن حفتر يعالج بالفعل في المستشفى العسكري «بيرسي» قرب العاصمة الفرنسية باريس بعد نقله من الأردن إلى المستشفى لتلقي العلاج حيث جرى نقله من مطار بنينا في بنغازي إلى الأردن، قبل أن ينقل لاحقا بطائرة مجهزة إلى باريس.


وكان العميد أحمد المسماري المتحدث باسم قوات مجلس النواب نفى صحة الأخبار المتداولة حول الوضع الصحي لـ«حفتر» الذي لم يظهر منذ بداية الشهر الجاري.


ونفى الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي العميد أحمد المسماري، كل الأخبار المتداولة بشأن وفاة القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، وأشار إلى أن كل الأخبار المتداولة في الصحف العربية والعالمية ومواقع التواصل الاجتماعي عارية من الصحة.


وقال المسماري: «كل ما يتم تداوله من أخبار على الصحف العربية والعالمية ومواقع التواصل عن وفاة حفتر لا أساس لها من الصحة»، وأضاف: «القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر سوف يرد على كل الشائعات وسيطمئن الجميع عن حالته الصحية».


وقال ناصر الهواري، رئيس المرصد الليبي لحقوق الإنسان لـ«النبأ» إن الأنباء متضاربة بشأن صحة المشير خليفة حفتر رغم أن التصريحات الرسمية التي صدرت طوال الأيام الماضية أكدت أنه بخير، ومنها ما صرح به غسان سلامة المبعوث الأممي بليبيا، واطمئنانه على صحة المشير عبر الاتصال به وأيضا رئيس لجنة النواب والبرلمان الليبي اللذان  قاما بالاتصال به والوقوف على أخر المستجدات وبحث القضايا التي تخص الوطن ومنها اقتحام مدينة «درنة» للقضاء على المجموعات الإرهابية هناك.


وأضاف «الهواري» أن الأمور قد تتأزم في حالة وفاة المشير خليفة حفتر لأن القيادة العامة تحتاج إلي ترتيب أوضاعها لأنها خرجت من حرب 4 سنوات مع المجموعات الإرهابية بليبيا والتنظيمات المتطرفة وحتى الآن لم يتم ترتيب الأوراق بصورة كاملة لأن القيادة دخلت في حروب مع تنظيمات تكفيرية ومجموعات قبلية وفي حالة نجاح القيادة العامة بترتيب أوراقها ودحر التنظيمات الإرهابية سينعكس ذلك بالإيجاب على ليبيا ولكن قد تنشط تلك التنظيمات بموت المشير وخاصة «الإخوان» الذي نجح «حفتر» في دحرها طول المدة السابقة.


واستطرد «الهواري»: رغم عدم وجود توافق بين حكومة الوفاق والجيش إلا أنه في حالة حدوث مكروه للمشير ستكون هي اللاعب الوحيد على الساحة السياسية الليبية وربما سيحدث دمج بين الحكوميتين، وهذا ما أعلن عنه عقيلة صالح رئيس مجلس النواب من أنه على استعداد للقاء رئيس مجلس الدولة خالد المشرى في طرابلس، وهو بالمناسبة أحد أعضاء جماعة الإخوان بليبيا واعتقد أنه ليس أمام تلك القوى المتناحرة بديلًا سوى التوافق وأن يسيروا في خطى واحدة حتى لا تنقسم ليبيا، وتعاني من شبح التفتت بفضل التنظيمات والكيانات الإرهابية التي مازلت تطمع في النيل من استقرار ليبيا والنفط، بفضل الدعم الذي يأتيها من قطر وتركيا وروما ومن عدة دول أخرى تؤازر المجموعات المتطرفة.


وتابع «الهواري» أن مساعي مصر في توحيد المؤسسة العسكرية وقيادتها الشرقية والغريبة يحظى بتفاهمات كبيرة من القادة، وهم بصدد إعلان قيادة موحدة للمؤسسة العسكرية وسواء كان للمشير حفتر وجود في المشهد أو غير ذلك، فتعزيز دور المؤسسة العسكرية وتوحدها أمر هام للغاية لأنه من الأهمية الكبرى التي ستنعكس على الوضع الليبي على اعتبار أن المجموعات المتطرفة تنشط على المنطقة الغريبة بسبب أن هناك عداء بين القيادة العامة والمشير حفتر والقيادات العسكرية في تلك المنطقة، وفي حالة توحدها سيكون الإجهاز على تنظيم داعش الإرهابي في غاية السهولة ومواجهة الهجرة غير الشرعية وحماية النفط كل ذلك تستطيع القيام به بلا منغصات طالما تعمل تحت قيادة موحدة.


وبشأن عودة ظهور سيف الإسلام القذافي للمشهد الليبي ومدى حظوظه لتصدر المشهد، قال «الهواري» بعد براءة سيف الإسلام من التهم التي وجهت إليه فليس هناك ما يعوقه من خوض الانتخابات الرئاسية إذا قرر ذلك فهو حصل على عفو عام من البرلمان ولا يجوز توجيه اتهامات له أو محاكمته بالمحكمة الجنائية الدولية لأن تلك التهم خضع لها داخل ليبيا وتمت تبرئة ساحته وبذلك هو حر طليق وهو يحظى بظهير قوي بين القبائل ومؤيدي النظام السابق بل حتى من مؤيدي ثورة فبراير الذين كفروا بالأوضاع التي ازدادت سواءً لاسيما بعد ازدياد العمليات الإرهابية وتردي الأوضاع داخل ليبيا.


وتابع: ورغم ذلك إلا أنه لا يستطيع أن يظهر بسهولة في حالة إعلان ترشحه بين جموع الشعب خشية اغتياله بسبب ضعف الحالة الأمنية ولكنه قادر على لم الشمل لأن لديه مشروع سابق كان يسمى «ليبيا الغد» يهدف للإصلاح وهو بالمناسبة بدأ فيه في عام 2003 ورغم عدم اكتماله إلا أنه لديه خطة وبرنامج ولذلك فحظوظه في الفوز كبيرة حال ترشحه ووصول مؤيديه لصناديق الانتخاب وحتى وإن لم ينجح فربما يفرز دخوله للمشهد السياسي عن وجود تكتل أو حزب يؤهله من خوض الانتخابات فيما بعد.