رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

دليل تصحيح المصطلحات والمفاهيم والصور الخاطئة المتداولة للأطفال في الإعلام

النبأ

عقد اجتماع خبراء المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، بتنظيم من المجلس العربي للطفولة والتنمية "، وذلك يوم 12 إبريل 2018 بمقر المجلس بالقاهرة، وبحضور أكثر من 20 خبيرا من مختلف مجالات الطفولة وحقوق الطفل والتربية.

 

وجه الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية – في بداية الاجتماع - الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس المعروف بأفكاره المستنيرة وتوجهه العروبي، ولدعمه ورعايته بشكل دائم لأعمال المجلس، ومن بينها مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي الذي يعد أحد مشروعات المجلس الاستراتيجية وينفذ بالشراكة والتعاون مع إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، وذلك بهدف توفير آلية تعنى برصد ومتابعة ومراقبة الإعلام العربي فيما يخص حقوق الطفل وتحرى المهنية بهدف المزيد من التواصل والفعالية للمنتج الإعلامي العربي والتزامه بالبعد الحقوقي.


وأضاف د.حسن بأن المرصد في إطار مكوناته يعد "دليل تصحيح المصطلحات والصور الحاطئة والمتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية"، ادراكا بأننا نعيش حاليا عصر الثورة الصناعية الرابعة التي تعكس فكرا ونسقا متغيرا بشكل متسارع، ويقدم لنا هذا النسق مصطلحات ومفاهيم مختلفة بشكل مستمر وبشكل متفاعل بما في ذلك في الإعلام، مؤكدا بأن هذا الدليل يقوم برصد ومتابعة وتصويب تلك المصطلحات والمفاهيم المتداولة حول الأطفال في الإعلام العربي دفاعا عن حقوقهم التي يتم انتهاكها.

 

وتحدث الأستاذ عبد اللطيف الضويحي مديرة إدارة الإعلام ببرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" وأمين عام جائزة أجفند العالمية بأننا نعيش زمنا صعبا لم يعد الإعلام هو الإعلام الذي نعلمه وكذا الأمر بشأن الطفولة والحقوق، كما إنه لم يعد هناك ضرورة للحديث عن مجتمعات متقدمة وأخرى نامية أو متأخرة، حيث توجد فئات من ضمن كل المجتمعات متخلفة جدا رغم وجودها في مجتمعات توصف بالمتقدمة، وفى الوقت نفسه نجد مشروعات تأتي من مجتمعات في قمة الفقر والبؤس مثال حي للرقى والتقدم الفكري، وأنه مدار 18 عام على جائزة "أجفند" نجد أن أفضل المشروعات التنموية تأتي من الهند رغم وجود فئات فقيرة جدا بها وكذلك المشروعات التنموية المقدمة من بعض الدول الأفريقية التي تعد الأكثر فقرا حول العالم. وأضاف بأن الطموح لم يعد فقط هو حماية حقوق الطفولة، ولكنه تطور ليصبح كيف نستطيع أن نجعل الطفولة تصنع مستقبلها، مشددا على أن الإعلام هو جزء أساسي ومهم، لذلك علينا أن نبحث في مدى تأثيره بعد استحواذ الإعلام الاجتماعي على حصة الأسد في الوصول إلى المواطن، ما جعل الطفل ليس فقط متلقي للمعلومة بل هو صانع لها بمشاركاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وفي كلمة إدارة المرأة والاسرة والطفولة بجامعة الدول العربية تحدث الأستاذ عمران فياض نيابة عن المستشار أول إيناس مكاوي مديرة الإدارة، معربا عن سعادة الجامعة بالشراكة في مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل وما تحقق من انجازات مع المجلس العربي للطفولة والتنمية على مدار العامين الماضيين من إقرار مجلس وزراء الإعلام العرب للمبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي حقوق الطفل وتنظيم سلسلة من ورش العمل تحت شعار "إعلام صديق للطفولة" في كل من مصر والأردن والسعودية والسودان، وأن الإدارة تسعى حاليا إلى اعتماد المبادئ المهنية من قبل مجلس وزراء التعليم العالي لادراجها في مقررات كليات الإعلام العربية. وأضاف أ.عمران بأن الإدارة تشارك مع المجلس حاليا في إعداد "دليل تصحيح المصطلخات والصور الخاطئة المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية" من أجل تقديم صورة ايجابية عن الأطفال في وسائل الإعلام والمساعدة في حصولهم على حقوقهم واندماجهم في مجتمعهم.

 

قدم الدكتور عادل عبد الغفار عميد كلية الإعلام بجامعة النهضة وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وفريق البحث معه (والذي يضم كل من د.عمرو عبد الحميد والدكتور خالد زكي)، عرضا تضمن ما تم بالدليل الذي طبق من خلال منهج علمي متكامل أعتمد على رصد وتحليل المصطلحات والمفاهيم والصور الخاطئة المتداولة في وسائل الإعلام المختلفة (المسموعة والمقروءة والمرئية والالكترونية) التي وصل عددها حتى الآن إلى أكثر من 330 مصطلح ومفهوم وصورة، ورصد التجارب الوطنية والقومية والإقليمية والدولية في التعامل مع الظاهرة ، وحلل التراث العلمي العربي والأجنبي ذو الصلة، إلى جانب التعرف على رؤى الخبراء والأكاديميين والمسئولين، ومناقشة عينات من الأطفال، ويهدف الدليل إلى ترشيد أداء الإعلاميين وغيرهم من المهتمين بشئون الأطفال على مستوى المؤسسات الحكومية والأهلية لاستخدام المصطلحات والصور الصحيحة التي لا تترك أثرا سلبيا مباشرا على الأطفال وأسرهم وتحترم حقوقهم.

 

في حين قدم الدكتور محمود نسيم أستاذ فلسفة الفن بأكاديمية الفنون الإطار المفاهيمي لهذا الدليل تحت عنوان "العلامات، أنظمة اللغة، ونماذج الاتصال"" موضحا التعريفات العلمية للرموز والمؤشرات والكلام ومدى ارتباط ذلك بالدلالة والوعي باعتباره ظهيرا نظريا للدليل.

 

وأسفرت مناقشات الخبراء على أهمية هذا الدليل في الوقت الراهن وفي ضوء ما يتضمنه المشهد الإعلامي العربي حاليا من فوضى، مع أهمية البدء في تطبيقه على المستوى العربي، وأوصوا بعدة توصيات منها: استمرار التدريب للإعلاميين العرب، والتنسيق لعمل برامج وكورسات حوله في كليات الإعلام، وتوسيع دائرة الشراكات مع المؤسسات الإعلامية المعنية لتطبيق الدليل والمبادئ المهنية، وبحث فكرة تكريم المؤسسات الإعلامية ذات الممارسات الإيجابية تجاه قضايا الأطفال.