رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالصور.. أول حوار مع أسرة الشيخ سالم أبو عكفة دليل عملية «الطريق إلى إيلات»

محرر «النبأ» وسط
محرر «النبأ» وسط أسرة «الدليل»


رحل منذ أيام قليلة الدليل البدوي الشهير، الشيخ المجاهد سالم سلامة أبوعكفة، عن عمر يناهر 87 سنة وتم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بعزبة العكفان بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، وسط غياب تام للمسئولين بجميع أجهزة الدولة تاركا خلفه رحلة من التضحية والكفاح الوطنى، وتاريخا مشرفا يحتذى به أسرته.

يذكر أن الشيخ سالم سلامة أبوعكفة ابن قبيلة الأحيوات، شقيق لـ12 من الإخوة، كان ترتيبه السادس بينهم وعاش فترة شبابه وصباه في منطقة طابا، ثم انتقل إلى محافظة الشرقية وبالتحديد بعزبة العكفان بمدينة بلبيس مع أسرته واستقر بها منذ أكثر من 20 عاما.

وكان الشيخ "سالم" الدليل البدوي الذي رافق الضفادع البشرية من القوات البحرية والمخابرات المصرية عام 1970 لتنفيذ عملية تدمير السفينة بيت شيفع وناقلة الجنود بات يام والرصيف الحربي لميناء إيلات.

"النبأ الوطنى" التقت بأسرته وتحدثت معهم عن التاريخ المشرف للشيخ المجاهد، فى البداية قال مجدى سالم سلامة 47 سنة نجل الشيخ سالم الأكبر، إن والده تعاون مع قيادات الدولة المصرية قبل فترة حرب الاستنزاف، وكانت تثق فيه بشكل كامل، حيث قام بدور بطولى وقام بتصوير قاعدة "أم خشيب" من جميع أركانها، وهى كانت قاعدة للإسرائيليين وكانت تمثل خطرا كبيرا على مصر، وتم تدميرها من قبل القوات البحرية والمخابرات المصرية.

وأضاف: أن هذه العملية ساهمت فى تعزيز الثقة بين والدى والقيادات المصرية، وطلبه اللواء أمين وهبي رئيس المخابرات الحربية في هذا الوقت، للحضور إلى مكتبه قبل أن يخبره برسالة واضحة "محتاجنكم في مأمورية وطنية ومهمة"، وكانت المأمورية تفجير سفن أسلحة إسرائيلية حال تواجدها في ميناء إيلات.

وتابع نجل الشيخ سالم، أنه تم انتداب والده من قبل المخابرات المصرية وتم الإبقاء عليه فى أحد الأماكن التابعة للمخابرات لمدة 3 أيام كنوع من السرية، ووقتها طلب إعطاءه فرصة للتواصل مع شقيقه سلمان المتواجد بدولة الأردن إلا أن طلبه قوبل بالرفض واستعانوا بنجل عمه عايد ليكون همزة الوصل بينه وبين شقيقه.

وأضاف نجل الشيخ سالم عمى الشيخ عايد سبق والدى بالسفر قبله بـ3 أيام وتعاون مع الحاج سليمان وبعدها سافر والدى مع القوات المصرية لتنفيذ عملية الطريق إلى إيلات وكان دوره فى المأمورية دليل فى الطريق للقوات المصرية.

وأضاف نجل الشيخ سالم إن والده رفض طول فترة حياته الحديث إلى وسائل إعلام عن مواقفه العمليات البطولية التى قام بها وظل محافظا على السر ولم يفصح به إلا من عامين لأسرته فقط، وعاش حياته وهو يقول "قدمت هذا ابتغاء مرضاة الله وحب الوطن ولا أزايد".

وعبر نجل الشيخ المجاهد" سالم سلامة أبو عكفة، عن غضبه من أجهزة الدولة المختلفة لعدم اهتمامها برحيل والده وغيابهم وعدم حضور الجنازة وواجب العزاء، باستثناء اللواء أحمد زغلول مساعد مدير المخابرات الحربية سابقا، الذى قدم واجب العزاء لأسرة الشيخ المجاهد عن طريق الهاتف.

وقال الشيخ سليم سلامة أبوعكفة، 65 عامًا الشقيق الثانى عشر للشيخ "سالم"، إن أبناء العائلة كانوا يعيشون ما بين الشرقية وسيناء سنة 1967 عام النكسة، وبدأنا وقتها فى تجميع الضباط والجنود المصرية وفديناهم من العدو بعد ما كانوا "تايهين" في الصحراء وقمنا بتوصليهم إلى البحيرات المرة وساعدناهم فى العبور إلى قناة السويس.

وأضاف أن الشيخ المجاهد "سالم" كان بطلا حقيقيا وأفنى حياته في خدمة وطنه لا يبغي إلا مرضات الله وواجبه الوطني وكان له دور بارز وتأثير كبير في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من خلال تعاونه ومساندته للقيادات المصرية وجهاز المخابرات في تحقيق عمليات انتصارية بدءًا من عملية "الطريق إلى إيلات" ومرورا بالعمل خلف خطوط العدو في حرب أكتوبر المجيدة والتي ردت لكل المصريين شرفهم وعزتهم وكرامتهم.

وأضاف الشيخ سليم أنه و4 من أشقاءه، وهم عيد وتوفيق وسليم وسالم حصلوا على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل محمد أنور السادات تقديرا لجهودهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حتى لحظات العبور.

وقال الشيخ موسى سليم أبو عكفة ابن شقيق الشيخ سالم، إن عمه المجاهد كان أحد عيون القوات المسلحة داخل سيناء فى كل الحروب، وذلك بإخبارهم بأماكن تمركزات العدو ورصد وتصوير ومراقبة جميع الأماكن المتواجد فيها الإسرائيليون والاستيلاء على مراكز الأسلحة والذخيرة التابعة للعدو، وكان مطلوبا لدى إسرائيل ضمن مجموعة أبناء سيناء الذين شاركوا فى عمليات ضد العدو وخاصة بتفجيرات "تل أبيب" وكان مجاهدا مخلصا فى سبيل الله والوطن ورفض طول فترة حياته أى هدايا مالية من الدولة وكان يتنازل عنها للبلاد.

وقال طلال موسى أبوعكفة نجل شقيق الشيخ المجاهد "سالم"، عمى ظل طول فترة حياته كان محافظًا على أسرار مأمورية الطريق إلى إيلات، وطالبته أكثر من مرة وآخرها قبل وفاته بأسبوعين بالحديث إلى إحدى الصحف والقنوات لكنه رفض حرصا على أن ما قام به نوع من الأسرار الحربية، ولم يتحدث عن هذه العمليات غير مع أسرته قبل وفاته بأيام قليلة.

وأضاف، "إن الدولة أعطت عمى الشيخ سالم فيلا بمساحة 5 أفدنة فى المريويطة وتنازل عنها للدولة" متابعا: أن المدعى الاشتراكى قام بتأميم حوالى 600 فدان من أملاك العائلة بعد ثورة يوليو وعندما طالبه الرئيس جمال عبد الناصر بأى مطالب بعد العملية، طالبه بفك الحصار عن هذه الأراضى.

وناشد طلال موسي الرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، باطلاق اسم الراحل الشيخ المجاهد سالم على أحد الشوارع أو المدارس تكريمًا له وتخليدًا لبطولته ولما بذله من تضحية بروحه ودمه فداء للوطن.