رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

جورج إسحاق: الدخول فى «دائرة العنف» مع المعارضين ليس فى صالح مصر.. وزمن التفويض «انتهى»

جورج إسحاق
جورج إسحاق


قال جورج إسحاق، الناشط السياسي، وعضو الحركة المدنية الديمقراطية، إن «التفويض» الذي منحه الشعب للرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، كان في ظروف استثنائية، لافتًا إلى أن الوضع اختلف الآن، وأن «زمن التفويضات» ولى وانتهى.


وأضاف «إسحاق» في حواره لـ«النبأ»، أن اتهام قيادات الحركة المدنية الديمقراطية بالتحريض على قلب نظام الحكم «كلام فارغ».


وأكد عضو الحركة المدنية الديمقراطية لـ«النبأ» أنه لا أحد يستطيع أن يشكك فى «ثورة 25 يناير»؛ لأنها متصدرة الدستور المصري في «ديباجته»، مشيرًا إلى أن الحركة تعمل من الآن على الاستعداد لانتخابات 2022، وأن السنوات الـ4 المقبلة «ستفرز» مَن يقود المعارضة، وإلى نص الحوار:


بين عشية وضحاها أصبح المعارضون من الأشرار.. كيف ترى ذلك؟

لا تستطيع وصف المعارضين أنهم أشرار لمجرد أنهم قالوا رأيًا مغايرًا ومخالفًا لك؛ هذا كلام القرون الوسطى، ولا يجب  أن يصنف من يبدي رأيه أنه من الأخيار أو الأشرار، طالما أن تلك الآراء لا تحض على العنف أو الفوضى، فإذا كانت هناك دعوات لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، فهذا يقع ضمن نطاق الحريات؛ لأنه من المفترض أننا في مجتمع حر وديمقراطي، ونحن لا نكل أو نمل للوصول إلي الديمقراطية المنشودة حتى وإن كان الثمن لتحقيق هذا الهدف فادحًا.


هل الحركة المدنية الديمقراطية أقرب لـ«الجبهة الوطنية للتغيير» أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك.. أم أقرب لجبهة الإنقاذ أيام الدكتور محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين؟

لا هذا ولا تلك، نحن نرى أن الحركة المدنية الديمقراطية تنادي بالدولة المدنية الحديثة القائمة على الشراكة وتبادل الرأى والحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر، وليس كما قال الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي أن السياسيين لا يجيدون شيئَا سوى الكلام، وأحب أن أنوه إلى أن الكلام هو من يوضح وجهات النظر المختلفة، وبالتالي يضعك على الطريق الصحيح في مسار البناء الديمقراطي، ولا ينفصل الاقتصاد عن السياسة، والعكس أيضًا.


كيف ترى تلميح الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه لو اقتضت الظروف لطلب تفويض ثان كما حدث من قبل.. فسيطلب من الشعب المصري هذا الأمر؟

التفويض الأول الذي طلبه عبد الفتاح السيسي كان في ظروف استثنائية، والوضع اختلف تمامًا هذه الأيام؛ لأن الرئيس المنتهية ولايته إذا أراد شيئًا، فلديه أدوات عديدة لذلك بعيدة عن «التفويض» مثل إجراء استفتاء شعبي، لكن «زمن التفويضات» ولى وانتهى.


لماذا يلقي باللوم فيما يحدث على  ثورة 25 يناير؟

لا أحد يستطيع أن يشكك فى ثورة 25 يناير؛ لأنها متصدرة الدستور المصري في «ديباجته»، وشرعية الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، كانت مستمدة من شرعية ثورة 25 يناير.


كيف ترى تلميح عبد الفتاح السيسي باتخاذ إجراءات قاسية حال حصوله على التفويض الثاني من الشعب؟

الدخول فى دائرة العنف مع المعارضين ليس فى صالح مصر إطلاقًأ.


ما الذي يستند إليه الرئيس المنتهية ولايته لطلب تفويض ثانٍ بعدما تراجعت شعبيته فى الآونة الأخيرة واتخاذه سلسلة من الإجراءات الصعبة التي أثرت بالسلب على المواطن البسيط؟

هو يرى أن شعبيته لم تتأثر، وأنا أرى أن خطابه الأخير في حفل افتتاح «حقل ظُهر» ببورسعيد كان عصبيًا للغاية، وشديد اللهجة، ونحن لم نعتد منه على تلك الطريقة وهذه اللهجة؛ لأن رئيس الدولة يجب عليه أن يستوعب كل القوى السياسية الموجودة في الدولة.


ولكن السيسي قال إنه ليس رجل سياسة؟

رئيس الدولة هو منصب سياسي من الدرجة الأولى، وقراراته يتم اتخاذها من هذا المنطلق، وما كان له أن يقول إنه ليس رجلًا سياسيًا.


من وجهة نظركم.. كيف ستكون آليات التغيير بعدما أفصح عبد الفتاح السيسي أنه ليس سياسيًا وخطابه كان بهذه الشدة والعصبية؟

آليات التغيير يجب أن تكون من خلال الحث على الطلبات المشروعة للتغيير وأيضًا يجب على المعارضة حينما ترفض شيئًا ما، أن توضح سبب الرفض، وأيضًا عليها أن تجد البديل ولا يكون الرفض لمجرد الرفض فقط، وهذا ما نسعى إليه حاليًا من خلال الحركة المدنية الديمقراطية من أن تكون المعارضة بناءة.


لماذا لم تتجمعوا من بعد انتخابات 2014 والعمل بالشارع حتى يكون لكم مرشح قوي فى الانتخابات الحالية؟

في الفترة التي تلت الانتخابات الرئاسية السابقة لم تكن الصورة واضحة بهذا الشكل، وكان لدينا أمل في بناء دولة ديمقراطية حديثة.


إذا خرجت أصوات تنادي بتعديل الدستور لبقاء عبد الفتاح السيسي في الحكم لمدد مفتوحة بالرئاسة.. ماذا ستفعل المعارضة حيال ذلك؟

تعديل الدستور لبقاء الرئيس أكثر من دورتين سيكون على درجة من الخطورة ولن يقبله أحد، وهذا الكلام سابق لآوانه لأننا لم نرَ تطبيقًا فعليًا لبنود الدستور الحالى حتى هذه اللحظة.


بعد الأحداث الأخيرة وما واجهه المرشحون لخوض انتخابات الرئاسة.. هل سيتم تصدير المشهد الانتخابي وتسويقه على أنه عرس انتخابي؟

كيف سيكون عرسًا انتخابيًا بعد استجداء من يؤيد النظام لخوض المنافسة ضده وهم لا يهمهم شكل مصر أمام العالم ويجب أن يعرفوا أن العالم كله يرصد ما يحدث في مصر.


ما أخطاء المعارضة من وجهة نظرك؟

أنها لم تقم بدورها المطلوب ولم تقم بدور فعال وكانت تغط في سبات عميق وعليها الآن أن تستيقظ وتقوم بدورها على أكمل وجه.


هل تعدون العدة من الآن للعمل الجماهيري وتجهيز من يخوض الانتخابات الرئاسية في 2022؟

نعم هذا بالضبط ما نعمل عليه الآن، ونخطط له، ونتبع خطوات جادة لذلك من حيث اختيار المرشحين وتحسين الأداء وتجهيز الساحة لذلك، نحن بالفعل ندرس هذا الأمر جديا ومصر قبل الثورة اختلفت تمامًا بعد 25 يناير، ومصر ولادة وستجد في خلال السنوات الأربع القادمة أسماء قادرة على جذب الانتباه والالتفاف حولها وستفرز من يقود المعارضة.


كيف ترى البلاغات التى تم تقديمها ضد قيادات الحركة المدنية الديمقراطية واتهامهم بالتحريض على قلب نظام الحكم؟

هذا كلام فارغ، وما الحجج التي تؤكد أننا نحرض على قلب نظام الحكم؟، ومن يريد أن يقدم بلاغًا ضدنا، فهو حر في ذلك.