رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قصة اشتعال الصراع المسلح بين «داعش والقاعدة» على أرض سيناء

الظواهري والبغدادي
الظواهري والبغدادي - أرشيفية


خلف إحدى الكثبان الرميلة، اختبأ مسلحون مجهولون فى انتظار سيارة تابعة لـ« داعش» داخل سيناء، ما أن أتت السيارة، حتى أمطرها المختبئون بـ«الرصاص» وقتلوا كل من على متنها، ثم لاذوا بالفرار.


مرت عدة أيام، قبل أن تعلن جماعة «جند الإسلام»، المحسوبة على «القاعدة»، عودتها للعمل داخل سيناء، واستهدافها عناصر «داعش»، داعية إياهم للتوبة والانشقاق عن التنظيم.


بثت الجماعة بيانا صوتيًا عبر قناتها الخاصة على تطبيق «تيلجرام» للتواصل الاجتماعي، دعت فيه عناصر «داعش» للهرب منه، متوعدةً إياهم بالقتل أو تقديمهم لما يسمى بـ«المحاكم الشرعية» متهمة الدواعش بارتكاب انتهاكات ضد الأهالى فى شمال سيناء.


توعدت جماعة «جند الإسلام»، أبو أسامة المصري الذي وصفته بالخارجي، وأبو صالح الخارجي، وأبو صخر، وفهد الخارجي بالقتل، إذا لم يسلموا أنفسهم لها، لكن داعش لم تصمت على التهديدات.


مصدر خاص كشف لـ«النبأ»، قيام عناصر تنظيم «ولاية سيناء» التابع لـ«داعش» بمهاجمة مسلحين لـ«جماعة جند الإسلام» فى سيناء عقب هجوم الجماعة الأخير على عناصر التنظيم.


وأضاف المصدر، أن تنظيم ولاية سيناء قتل 18 من جماعة جند الإسلام والمسلحين القبليين المتحالفين معها، واستولى على أسلحة وذخائر.


لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد هجوم «مسجد الروضة»، أصدرت جماعة «جند الإسلام» بيانًا تبرأت فيه من الهجوم على المسجد، واتهمت «داعش» صراحةً بارتكاب المجزرة.


وفى هذا السياق حصلت «النبأ» على رسالة جديدة أصدرتها «جماعة جند الإسلام» دعت عناصر داعش للتوبة، ممهلةً إياهم شهرًا كاملا للتبرؤ من التنظيم والفرار منه.


وبحسب المعلومات، فإن تحذيرات «جند الإسلام» شملت دعوة لمقاتلي داعش بالانضمام للجماعة وإعلان الحرب على قوات الجيش والشرطة.


وقالت «جند الإسلام»، إنها بثت رسائل لمقاتلي «داعش» عبر أجهزة اللاسلكي، على نفس الموجة التي يستخدمها التنظيم، وحذرتهم من البقاء فى التنظيم بعد انقضاء المهلة المعطاة لهم، متوعدة باستهداف كل من يتبقى فى التنظيم.


وأشارت «جند الإسلام» إلى أنها ستبث فى وقت لاحق التسجيلات الصوتية على أجهزة اللاسلكي، متوعدةً بشن حرب أخرى على الجيش والشرطة، واصفة إياهم بـ«جيش وشرطة السيسي».


من جانبه اعتبر الدكتور هاني نسيرة، الباحث البارز فى شئون الجماعات الإسلامية، احتدام الصراع بين تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، بسيناء، في الصدام بينهما، مضيفًا أن ذلك يأتى ضمن الصراع على قيادة الجهاد العالمي.


وأضاف "نسيرة" فى تحليل سابق له، أن الفترة المقبلة ستشهد توسعًا في استهداف المدنيين ودور العبادة، الكنائس والمساجد، واستهداف كل من التنظيمين للآخر بشكل كامل، خاصة مع تحول غلاة «داعش» لمنحى أكثر تكفيرية تجاه رموز «القاعدة» الكبيرة شأن زعيمها الراحل أسامة بن لادن أو زعيمها الحالي أيمن الظواهري وتكفيرهم في عدد من الكتيبات التي صدرت مؤخرا في الجبهة السورية والعراقية، ويتم تداولها.


وتابع: باستثناء «داعش»، أعلنت مختلف المجموعات الإرهابية في سيناء تبرؤها من استهداف مسجد قرية الروضة، بدءًا من جماعة «أنصار الإسلام»، وجماعة «جند الإسلام»، لافتًا إلى أن «داعش» حاول إخفاء صلته بالحادث عبر إصدار بيانين بعيدين عن استهداف عناصر من الجيش المصري وفي العراق واليمن وغيرها، دون أن تتبنى عملية مسجد الروضة أو تدينها، وسكت التنظيم، عبر مختلف أذرعه الإعلامية عن التصريح أو إصدار أي بيان، ولكن ظلت إشارة الاتهام إليه، قائمة ومرجحة عند الكثيرين، واتهامه الذي يرجحه الجميع، وهو ما يفسر بخوفه من وقع وتداعيات العمل عليه، الذي لا يخدم الكثير من الأذرع الإعلامية التي تعبر عنه.


جدير بالذكر أن جماعة جند الإسلام هي إحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وأعلنت، تشكيل نفسها فى أعقاب الثورة المصرية عام 2011، لكنها كمنت حتى عام 2013، وعاودت الظهور بعد تفجير مبنى المخابرات الحربية فى رفح المصرية.


وعادت الجماعة للاختفاء بعد صدامها مع تنظيم داعش في 2015، حيث اعتقلت داعش عددًا من عناصر الجماعة ومنعتهم من شن الهجمات ضد الجيش المصري قبل إعلان البيعة لأبوبكر البغدادي، معتبرةً أن تنظيم ولاية سيناء أصبح ولاية مكانية ولا ينبغي وجود جماعات معها.