رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

شريف الشوباشي لـ«النبأ»: أرفض تحويل العرب والمسلمين لـ«ملطشة» على يد ترامب

الدكتور شريف الشوباشي
الدكتور شريف الشوباشي

 قال الدكتور شريف الشوباشي المفكر والباحث الإسلامي، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل يدل على فشل السياسة العربية طوال الثلاثين عاما الماضية، وانحسار تأثير وأهمية العرب على القرار الدولي، وإذا كان الرئيس الأمريكي قد اتخذ هذا القرار الذي لم يجرؤ أكبر رؤساء أمريكا على اتخاذه، فهذا يعني أنه كان لديه معلومات أو لديه قناعة أن ردود الأفعال العربية لن تتعدى الشجب وبعض المظاهرات والإدانات داخل الجامعة العربية أو داخل الأمم المتحدة سواء في الجمعية العامة أو في مجلس الأمن، والمحزن أكثر أن هناك اتجاه في الرأي العام العربي أصبح يسخر من قضية فلسطين  ويسخر من قضية القدس، ويطالب بنسيان القضية، مشيرا إلى أن قضية القدس وفلسطين أصبحت جزء من تكوينه وتشكيله، وبالتالي هو يرى أن هناك رضوخ للأمر الواقع ، مؤكدا على أنه مع اقامة سلام مع إسرائيل، لكنه ضد أن يرضخ العرب والمسلمين ويتحولون إلى مطية وملطشة.

 

وأضاف الشوباشي أن ردود الفعل الرسمية هي مجرد كلام، مشيرا لى أنه لا يطالب بالحرب مع إسرائيل أو أمريكا، لكنه يستغرب قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخاذ هذا القرار وهو يعلم أنه سوف يشعل المنطقة بعد أقل من عام من وصوله للحكم، وهذا له معنى خطير جدا، مشيرا إلى أن الذين يساندون الرئيس الأمريكي في الداخل هم المتطرفين وكارهي الإسلام، وبالتالي هو يريد ارضاء هؤلاء المتطرفين، لكن المقلق هو قيام الرئيس الأمريكي باتخاذ هذا القرار بعد أقل من عام من وصوله للحكم، وهو مطمئن البال والضمير ازاء ردود الأفعال العربية، لافتا إلى أن اتصال الرئيس الأمريكي بالحكام العرب قبل اتخاذ القرار دليل على أن ردود أفعالهم لم تكن مقلقة بالنسبة له، مؤكدا على أن هذا القرار سوف يشعل الشعوب الفترة القادمة، وسوف يقوى الجماعات الدينية المتطرفة مثل حزب الله وحركة حماس وغيرهما، وبالتالي الرئيس الأمريكي المعتوه أعطى الفرصة للجماعات المتطرفة أن تظهر من جديد على الساحة في العالم العربي،  وتأخذ شعبية جديدة في العالم العربي والإسلامي، مؤكدا على أن عملية السلام في الشرق الأوسط سوف تتوقف بعد هذا القرار، لاسيما بعد أن تعهدت أمريكا والعالم بعدم المساس بوضع القدس إلا في الحل النهائي،  وبالتالي ترامب وضع العربة أمام الحصان،  مستبعدا نشوب حرب دينية بين المسلمين  واليهود، مؤكدا على أن قضية فلسطين والقدس ليست قضية دينية لكنها قضية سياسية، والدليل أن اليهود يعيشون مع المسلمين منذ قرون، وبالتالي هي  قضية أرض وسيادة وقضية وطنية، مؤكدا على أن اعطاء القضية بعد ديني ليست في صالح العرب.