رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

جروب «واتس آب» سرى يهدد بالإطاحة بالرئيس فى انتخابات 2018

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية


منذ سفره إلى تركيا مطلع العام الماضي، عكف الدكتور أيمن نور، زعيم حزب «غد الثورة»، على تشكيل تكتل من مختلف القوى السياسية المناهضة لنظام حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي يمكنه دفع الأمور نحو الإطاحة به، وتغييره بآخر يسمح له ولآخرين بالعودة لمصر وممارسة السياسة والعمل الحزبي.


فور استقراره بإسطنبول، حرص «نور» بدعم من عدد من رجال الأعمال القطريين على شراء قناة «الشرق»، لتكون رأس الحربة في خطته لجمع أكبر قدر من معارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي في الداخل والخارج، حول مبادئ بعيدة عن شعارات الإخوان المطالبة بشرعية «مرسي»، والتي لم تستطع توحيد المصريين حولها، وفتح قناته لتكون منبرًا لمختلف المعارضين السياسيين والحركات داخل مصر من التيار المدني.


خلال الأشهر الماضية، سعى زعيم حزب «غد الثورة» للتنسيق مع عدد من الرموز السياسية غير المحسوبة على جماعة الإخوان، لتشكيل جبهة ضد نظام السيسي، انطلاقًا من قواعد عامة ليس من بينها العودة لشرعية «مرسي»، مثل الأزمات المعيشية وانتهاكات حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، على أن يكون هو الاسم الأول فيها.


بالفعل، تمكن أيمن نور، من التواصل مع عدد كبير من المعارضين في الداخل والخارج، واستطاع استقطاب عدد من الرموز السياسية لإجراء لقاءات ومداخلات عبر قناته، وكوّن جبهة للمعارضة انطلقت مطلع يوليو الماضي، شملت أسماءً من تيارات متعددة، مثل الكاتب الصحفي قطب العربي، ووزير الإعلام السابق محمد عبد المقصود، وعصام تليمة، وحمزة زوبع، ومحمود حسين، الأمين العام للإخوان كممثلين للجماعة، وطارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية "المستقيل"، وسيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، وعدد من الشخصيات في الداخل مثل السفير إبراهيم يسري والمحامي محمد الدماطي وغيرهم.


وأعلنت الجبهة الجديدة عن نفسها خلال مؤتمرين صحفيين أحدهما في جنيف السويسرية، والآخر في إسطنبول التركية، وأطلقت على الكيان الجديد الذي أصبح بديلًا لتحالف دعم الشرعية والكيانات السابقة المختلفة، اسم «الجبهة الوطنية المصرية».


وقررت الجبهة الجديدة تشكيل مكتب سياسي لها، ضم أستاذ العلوم السياسية، سيف عبد الفتاح، والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية أيمن نور، ووزير الشئون القانونية السابق، محمد محسوب، ووزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود، ومحافظ البحيرة الأسبق أسامة سليمان، ورئيس حزب البناء والتنمية طارق الزمر "المستقيل"، والناشط السياسي، والمتحدث السابق باسم حركة شباب 6 إبريل، محمد كمال، ودعت المصريين للتوقيع على وثيقة «العمل الوطني المشترك» التي أطلقتها.


مرت عدة أشهر، ولم تحظ تلك الجبهة بقبول يذكر، ربما لأنها كانت إعادة إنتاج لما مضى، وبسبب اشتمالها على عدد من رموز الإخوان، وتحديد هدفها في الإطاحة بالنظام عن طريق التظاهر وغيره من الوسائل التي لم يعد ممكنا تطبيقها في ظل المستجدات التي تلت ذلك وأبرزها إعلان حالة الطوارئ في مصر، وما تبعها من عدم السماح بأي مظاهر احتجاج.


سعى «نور» لتغيير تكتيكي في وسائله واستراتيجي في أهدافه، فبدلًا من الدعوة لتكوين جبهة معارضة علنية، ودعوة الناس للانضمام لها، قرّر تشكيل جبهة سرية، شملت عددا من المعارضين السياسيين داخل وخارج مصر، واقتصر تواجدها على جروب «واتس آب» سري، وأصبح الهدف هو التخلي عن فكرة إسقاط النظام بالتظاهر، واستبدالها بالتغيير عن طريق الانتخابات الرئاسية المقبلة 2018.


بدأت تلك الفكرة بحسب مصادر في تركيا، من أيمن نور، وعرضها بدوره على الشاعر عبد الرحمن يوسف، ومحمد محسوب، وزير الشئون البرلمانية الأسبق، واتفقوا على العناصر التي ستتم إضافتها للنقاش حتى يبقى الأمر سريًا لحين تكوين رؤية موحدة، والوقوف على مرشح أو اتجاه محدد في الانتخابات المقبلة.


وكانت الرؤية الجديدة التي طرحها «محسوب» هي التواصل مع حملة الفريق الرئاسي، بقيادة العالم بوكالة ناسا، عصام حجي، والتنسيق معهم وتوحيد الهدف على إيجاد مرشح مدني مناسب يمكنه مواجهة النظام في الانتخابات المقبلة، وهو ما رحّب به «حجي» وأعضاء حملته، وقرروا الانضمام لهذا الجروب الذي حمل اسم «مصر تعود».


بالإضافة لـ«حجي» وأعضاء حملته، شملت المجموعة أسماء جديدة ممن أعلنوا نيتهم الترشح للرئاسة بشكل مبدئي، مثل المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق والمحامي طارق العوضي، والسفير معصوم مرزوق، القيادي المستقيل من التيار الشعبي، ومحمد محيي الدين، نائب رئيس حزب «غد الثورة»، والذي أعلن مؤخرًا ترشحه للرئاسة.


كان الغريب في الأمر أن المجموعة التي شملت أسماء ليبرالية وممثلين لأحزاب مثل الدستور والتيار الشعبي وحركات مثل 6 إبريل، وتيارات مختلفة، لم تشمل أي من رموز جماعة الإخوان، ربما لأن قيادات «الجماعة» لم يقتنعوا بعد بالمشاركة بالانتخابات الرئاسية، ويريدون النأي بأنفسهم عن هذا المسار حتى لا يواجهوا بثورة من أعضاء الجماعة والذين يطالب أكثرهم بشرعية «مرسي»، ويرفضون دعم أي مرشح آخر، أو أنها رغبة من أيمن نور حتى تظل الجبهة من التيارات المدنية فقط.


لم ينضم لتلك المجموعة سوى شخصين من الجماعة، اقتنعا برؤية «نور» في السعي للتغيير عبر الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهما أحمد البقري من شباب «الجماعة»، والصحفي قطب العربي.


وتأسس ذلك الجروب خلال الأسبوع الماضي، وتدور النقاشات فيه حول التوافق على مرشح رئاسي يمكنه منافسة السيسي، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسبل إنجاح تلك الانتخابات ومواجهة سيناريوهات تزويرها في حال وجود مرشح قوي أمام السيسي، وكيفية توفير ضمانات دولية لنزاهة تلك الانتخابات.


وخلال النقاشات تم طرح أسماء متعددة من بينها الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، باعتباره بديلًا موضوعيًا يمكنه إدارة فترة انتقالية بعد حكم السيسي، إضافة إلى أنه منافس قوي له، وكذلك سامي عنان، رئيس أركان الجيش الأسبق، والمحامي خالد علي، بالإضافة للمرشحين الأربعة الذين انضموا للجروب وأبدوا رغبة في التوافق حول شخصية واحدة.


وخلال النقاش حدثت بعض المشادات كان أبرزها اتهام عبد الرحمن يوسف لـ«أيمن نور» بتسريب خبر الجروب لوسائل الإعلام، وهو ما أدى لغضب «نور»، وانسحابه من الجروب ولكن سرعان ما تم الصلح بينهما، وعادت الأمور في الجروب السري، وعادت المناقشات التي لم تنته إلى شيء حتى الآن.


وبعد إعلان خالد على الترشح للرئاسة، دارت نقاشات على الجروب حول هذا الموضوع، ورفض القائمون على الجروب دعمه في الانتخابات الرئاسية القادمة.