رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل يصبح «خالد علي» كومبارس السيسي على طريقة «صباحي 2014»؟

خالد على والسيسي
خالد على والسيسي - أرشيفية


تشهد الساحة السياسية حاليًا حالة حراك ما بين مؤيد ومعارض لترشح المحامي اليساري الشهير خالد علي في الانتخابات الرئاسية، وهي الخطوة التي أعلن عنها رسميًا، يوم الإثنين الماضي، في مؤتمر صحفي عقده بحزب «الدستور».


القوى المدنية التي ينتمي إليها المرشح الرئاسي المحتمل خالد علي، هي الأخرى شهدت انقسامًا بشأن مسألة ترشحه للرئاسة؛ فهناك فريق يرى أن هذا الأمر يضفي شرعية على هذه الانتخابات، وأن «علي» سيكون مجرد «كومبارس» للرئيس عبد الفتاح السيسي، على طريقة حمدين صباحي في انتخابات 2014.


ويرى فريق آخر، أن الوقت الآن أصبح مختلفًا عما مضى بعد مرور أربع سنوات من حكم السيسي، ووجود حالة من عدم الرضا عن تلك الفترة بسبب الحالة الاقتصادية السيئة التي تعصف بـ«شريحة كبيرة» جدًا من الشعب المصري.


وقال خالد البلشي، المتحدث الرسمي لحملة خالد علي الرئاسية، إن المعارك الانتخابية كل شيء فيها محتمل، سواء حملات تشويهية، أو ممارسات قمعية؛ لأن ما قام به خالد علي هو انتزاع لحق ليس من السهل الحصول عليه.


وحول تغيير وجهة نظر خالد علي من الانسحاب في الانتخابات الرئاسية السابقة، ثم قبوله المنافسة عليها في انتخابات 2018، قال «البلشي»، إن التقديرات السياسية  تختلف مع الوقت، والمعطيات الخاصة بكل مرحلة تكون وفق الرؤية التي تتبلور ووفق المتغيرات، وما تغير حاليًا أنك أمام رئيس استمر طوال أربع سنوات والجميع يعلم جيدًا ما يقوم به، الأمر الذي كان سببًا في «أنين» الشعب الذي يعاني من حالة اقتصادية صعبة، وممارسات عنيفة تواجه الجميع في محاولة لإسكات وإخراس من يحاول أن يعبر عن رأيه.


واستكمل: «لا يوجد طريق آخر سوى الدخول في مواجهة  مع هذا النظام عبر معركة حقيقية تُفرض فيها شروط جديدة وتحدث تغييرًا حقيقيًا من خلال طرح برنامج يعطي للشعب أملًا في التغيير».


وتابع: «أما الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2014،  فكانت أمام مرشح لم يختبره الشعب، وكان المصريون يعلقون عليه آمالًا عريضة، ولعب الإعلام دورًا، َوخدم عليه بطريقة كبيرة، صورت للشعب أنه سوف يكتسح أى منافس أمامه، ولكن بعد أربع سنوات اختلف الوضع بعدما أيقن الشعب أن التجربة كانت قاسية للغاية، ووفق تلك المتغيرات خرج خالد علي يعلن ترشحه؛ لأن هذا الطريق أفضل من طريق المقاطعة المشروطة بوجود تأثير قوي يحدث تغييرًا».


وأضاف «البلشي»، أن الحديث الخاص عن أن نزول خالد علي للانتخابات مجرد مسرحية لإضفاء شرعية على فوز السيسي، هو حديث عار تمامًا عن الصحة؛ مدللًا على ذلك بمداهمة المطبعة التي تطبع أوراق دعاية المرشح الرئاسي المحتمل، مشيرًا إلى أن من يرددون ذلك، يريدون إغلاق الباب الوحيد الذي من الممكن أن يحدث تغييرًا؛ حتى نرتضى بالأمر الواقع من خلال المقاطعة.


وبشأن تكوين جبهة معارضة قوية تساند المرشح المحتمل خالد علي، قال «البلشي»: «حدثت مشاورات مع كل القوى المدنية، وطريقة خوض المعركة من الممكن أن تتطور بين لحظة وأخرى، ولن نسمح بخوض نصف معركة، أو القيام بدور الكومبارس لأحد؛ لتجميل وجهه، ومعركتنا هي انتزاع الحق في الوجود».


من جانبه، قال خالد داود، الكاتب الصحفي، ورئيس حزب «الدستور»، إن حظوظ خالد علي كبيرة في الانتخابات الرئاسية، شريطة أن تكون هناك شفافية وعدالة في سير العملية الانتخابية، تضمن له عرض برنامجه الانتخابي للمواطنين دون تضييقات أمنية، أو القبض على شباب الحملة الانتخابية الخاصة به، أو حملات تشويه يشنها الإعلام عليه للنيل منه، وأيضا المساواة في المعاملة والسماح له بالظهور على جميع وسائل الإعلام، أسوة بما سوف يحدث مع السيسي.


وأضاف «داود»، أن حزب «الدستور» لم يعلن بعد عن دعمه لـ«خالد علي»، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن فرصته كبيرة في ظل مواقفه السابقة في الدفاع عن العدالة الاجتماعية ولما يمثله لجيل كامل من الشباب غير الراضين عن الأوضاع الحالية، ولا عن أسلوب وطريقة إدارة السيسي للبلاد، وتبقى فرص خالد علي حاضرة بقوة، لاسيما أنه اليوم معروف بقوة عما كان الوضع في 2012.


وتابع «داود»، أن خالد علي يتعرض لحملة «مرعبة»، مدللًا على ذلك بما قامت به جريدة الجمهورية من سب وقذف لـ«علي»، لافتًا إلى أن هذا الأمر يدلل على صعوبة الطريق الذي سيخوضه في منافسته على كرسي الرئاسة، منوهًا إلى أنه من الممكن أن يصل الأمر إلى الاغتيال المعنوي.


واستطرد «داود»: أما بخصوص قانونية خوضه الانتخابات خاصة بعد قضية الفعل الفاضح، فحملته الانتخابية هي التي تجيب عن هذا التساؤل، ولكن بحسب ما تم توضيحه لي، فإن صاحب القرار النهائي بخصوص هذا الأمر، هي المفوضية العليا للانتخابات، وهي من تحدد إن كان ما قام به خالد علي يمثل فعلًا فاضحًا أم لا؟.


في نفس السياق، قال الاستشاري العالمي ممدوح حمزة، إنه يرحب بترشح خالد علي لخوض انتخابات الرئاسة القادمة لأن هذا من حقه الدستوري.


وتابع حمزة: «حظوظه في الفوز من عدمه تتوقف على الشعب من خلال برنامجه الانتخابي، وما سوف تسفر عنه الأيام القادمة».