رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل الاستعانة بـ«خطة مبارك» لبيع الوهم للشباب قبل انتخابات 2018

مبارك - أرشيفية
مبارك - أرشيفية


تصر الحكومة على «بيع الوهم» للشباب «العاطل»، فقد استحضرت هذه الحكومة  تجربة «مبارك» في تقديم الوعود الكاذبة للشعب قبل انتخابات الرئاسة التي أجريت في 2005، ووعد الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية، بتوفير مليون فرصة عمل خلال العام الجاري 2017، من خلال إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة بالمحافظات.


وزعم «الشريف» أن لديه خطة لإيجاد ٣٥٠ ألف فرصة عمل في ٤٤٧٠ قرية، من خلال مشروعات تنموية يعلن عنها فى جولاته بالمحافظات، لكن لم ير الموعودون نور هذه المشروعات حتى الآن.


مبادرات الحكومة الوهمية لتشغيل الشباب العاطل أخذت أكثر من مسمى من بينها مبادرة «وظيفتك جنب بيتك»، والتي أطلقها وزيرا القوى العاملة والتنمية المحلية بمدينة كفر شكر بالقليوبية، كذلك ستطبق في محافظات كفر الشيخ والغربية والدقهلية، ضمن مبادرة توفير مليون فرصة عمل في 2017.


كما أطلقت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، رئيس المجلس الاستشاري للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية، مبادرة «مشروعك جنب بيتك»، وبدأت بتنفيذ ١٣ مصنعا للملابس فى القليوبية، وتم إنشاء ٤ مصانع للملابس يعمل بكل واحد حوالى ١٥٠ عاملًا بصورة دائمة، و١٥٠ عاملًا مؤقتًا، وجار استكمال إنشاء ٩ مصانع أخرى بالمحافظة.


كما أطلقت الحكومة متمثلة في وزارة الزراعة والتنمية المحلية مبادرة أخرى تحت عنوان القرية المنتجة؛ لتوفير فرص عمل للشباب، ويهدف المشروع لتوفير 20 ألف فرصة عمل للشباب في كل محافظات مصر حيث تقدم الحكومة قروضًا للشباب تبدأ من 200 ألف جنيه، وبفائدة 5% سنويا وحتى 400 ألف جنيه، وتتضمن المشروعات المقرر تنفيذها في المبادرة الجديدة «تربية دجاج، ومنحل، تربية النحل، وتجفيف خضار، وتجفيف فاكهة، وعصير ومربات وثلاجة فاكهة وخضار ومشغل وملابس داخلية ومنسوجات وماكينات تطريز، وورش صناعية».


وأكد وزير الزراعة أن المبادرة ستوفر فى عامها الأول نحو ٢٠٠ ألف فرصة عمل للشباب من المحافظات المختلفة.


وقال محمد سعفان، وزير القوى العاملة، إن توفير هذه المشروعات المتوسطة والصغيرة للشباب يعمل على النهوض بالاقتصاد القومي، مؤكدا أن الوزارة ستعمل على فتح 51 مركزا للتدريب تابعة لها في المحافظات، لتدريب العاملين على المهن المطلوبة في هذه المبادرة، لتأهيل الشباب للعمل مباشرة في هذه المصانع.


وأوضح أن مديرية القوى العاملة بالقليوبية، مستعدة للتعاون التام من خلال التدريب والتأهيل وحل أي مشكلة أمام الشباب.


وظائف الحكومة «الوهمية» أطلقتها وزارة القوى العاملة مع وصول الرئيس السيسي للحكم في 2014، وأعلنت الوزارة عن توفير وظائف شهريا في القطاع الخاص بالمحافظات، وبمرتبات مجزية، وبعد تقدم الشباب لتلك الوظائف عبر ديوان عام وزارة القوى العاملة، اكتشف كذب تلك الإعلانات، حيث أن الكثير من الشباب ترك تلك الوظائف بعد تخلي صاحب العمل عنه، وعدم الالتزام بدفع الرواتب، ما كان سببًا في تقدم 1% فقط لتلك الوظائف، وبلغ عدد الوظائف التي أعلنت القوى العاملة عن توفيرها خلال العام الحالي 100 ألف فرصة عمل تقدم لها فقد 5 آلاف شاب.


وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أصدر تقريرًا كشف فيه أن معدل البطالة في البلاد تراجع إلى 12 في المئة في الربع الأول من هذا العام مقابل 12.7 في المئة قبل عام.


وأضاف جهاز الإحصاء في التقرير الذي نشر على موقعه الإلكتروني أن عدد العاطلين عن العمل بلغ 3.503 مليون عاطل بانخفاض 88 ألفا.

وأظهرت بيانات الجهاز أن حجم قوة العمل بلغ 29.149 مليون موظف بزيادة 710 آلاف موظف عن الربع المقابل 2016.


وقال الدكتور محمود الشريف، الخبير الاقتصادى، إن مبادرة توفير مليون فرصة عمل مجرد بيع الوهم للشباب العاطل فقط، وسبق وطرحها من قبل جمال مبارك أثناء طرح خطة تطوير مصر، وثبت بعد ذلك أنها دعاية لـ«مبارك» قبل انتخابات 2005.


وقال «الشريف»، إن الحكومة مطالبة بعرض آليات تحقيق مليون فرصة عمل خلال العام الحالى، خاصة أنه تبقى 4 أشهر على انتهاء المبادرة، لافتا إلى أنه لا بد أن تكون المشروعات قائمة لكى يتم التنفيذ وتحقيق الحلم.


وأوضح أنه من الأولى إنشاء مصانع وتوفير مليون فرصة عمل من خلال إعادة تشغيل المصانع المتعثرة والمتوقفة فى المحافظات، وتابع: لدينا ٧ آلاف مصنع متوقفة ومغلقة فى المحافظات، يجب إعادة تشغيلها قبل بناء المصانع الجديدة، حتى يتم تحقيق المليون فرصة عمل خلال العام الحالى.


وأكد الخبير الاقتصادي، أن مشروعات المليون فرصة عمل، مجرد دعاية انتخابية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة أن تلك المشروعات تأتي ضمن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي برفع الروح المعنوية للشباب.


وأكد الدكتور محمد عطية الفيومي، عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، استحالة توفير مليون فرصة عمل خلال نهاية العام الحالى، موضحا أنه تحد صعب جدا ومستحيل، خاصة أن خطة استراتيجية تطوير مصر حتى 2030 تضمن الاستغناء عن نصف العاملين بالجهاز الإداري بالدولة.


وأضاف: تحويل القرى المصرية من مستهلكة إلى مصدرة ومنتجة، خطة قديمة جدا حاول العديد من الوزراء تنفيذها، لكن لم يستطيعوا ذلك، مشيرا إلى أن هناك قرى بطبعها منتجة، لاشتهارها بصناعة يدوية معينة.