رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

يحيى القزاز: الأمريكان عينهم على الجيش.. ويدفعون البلاد لمصير سوريا والعراق (حوار)

محررا «النبأ» في
محررا «النبأ» في حوارهما مع «القزاز»


قال الدكتور يحيى القزاز، القيادي في حركة «كفاية»، و«9 مارس» لاستقلال الجامعات، إن التفريط في الأرض المصرية «خيانة»، وأن 30 يونيو أعظم ثورة في تاريخ مصر والوطن العربي ضد حكم الإخوان، لافتا إلى أن الموت بـ«سلاح السلطة»، أشرف عنده من السكوت على بيع الأرض.



ووصف «القزاز»، الانتخابات الرئاسية القادمة بـ«النكتة»، مؤكدًا عدم بقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي في السلطة، فترة طويلة، وأنه لا يخشى من اتهامه بالانتماء للإخوان، لافتًا إلى أنه مستعد للموت أو الاغتيال أو السجن أو المحاكمة العسكرية في سبيل الدفاع عن الأرض، وإلى تفاصيل الحوار.


في البداية.. ما تقييمك للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الآن؟

الوضع الاقتصادي صفر، أما الوضع السياسي الداخلي فهناك قمع وإرهاب، ولا يوجد تعددية حزبية، السجون كل يوم تستقبل المزيد من الشباب، إصدار قوانين مخالفة للدستور، أحكام القضاء لا تحترم، لا يوجد فصل بين السلطات، الرئيس يفعل ما يريد، نحن في دولة غير مؤسسية، تم اختزال الدولة إلى «عزبة للرجل الواحد»، ولا يوجد اختلاف مؤسسات أو اختلاف في الرأي.


أما الوضع السياسي الخارجي، فمشاركة مصر في محاصرة دويلة، «إهانة لمصر»؛ لأن مصر أكبر من أن تتحول إلى «ذيل» لأسرة سعودية.


هل أنت نادم على الانضمام لحركة تمرد بعد الحديث عن تلقيها دعما سياسيا من الإمارات؟

حركة «تمرد» ولدت على يدي لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ولكنني لم أنضم إليها، وبالتالي عندما قامت حركة «تمرد» لم يكن الهدف منها الإطاحة بحكم الإخوان، ولكن الهدف كان إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، والذي أطاح بالإخوان هم الإخوان أنفسهم، الذين لم يستمعوا لصوت العقل، والذين تهيأ لهم بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخرج الشعب المصري بالملايين ويطيح بهم، وأنا لست نادما، ولست ممولا، لأنني كنت صاحب فكرة، ولم أكن أتحرك في الشوارع، ولم ألتق بأحد، وأعتقد أن كل الذين التقوا بعد ذلك بالمخابرات، وجلسوا في 3 يوليو مع السيسي، وتلقوا دعما من الإمارات، لم أكن أنا واحدا منهم، من يجد ضدي شيئا فعليه تقديمه.


لكن حركة تمرد ولدت من رحم حركة كفاية؟

هذا صحيح، وأرادوا وضع «لوجو» حركة كفاية خلف حركة تمرد، ولكنني رفضت الانضمام لهم، وفي البداية انضممت لهؤلاء الشباب، ودفعت لهم من جيبي الخاص 200 جنيه، لكن بعد ذلك شارك الدكتور ممدوح حمزة، والدكتور عبد الجليل مصطفى في طباعة الاستمارات.


البعض يقول إن حركة تمرد هي صنيعة المخابرات؟

هذا غير صحيح، تمرد بدأت بفعل مدني، وفعل شعبي، لكن المخابرات التقطتها واستثمرتها بعد ذلك.


وماذا عن استفادة رموز الحركة فيما بعد؟

هذا غير صحيح، الدكتور عبد الجليل مصطفى من أنظف الشخصيات، ولم يستفد شيئا، أما جورج إسحاق، فقد تم تعيينه في المجلس القومي لحقوق الإنسان؛ لأنه رجل مسيحي، ولم يقبض، الذين قبضوا «معروفون»، وهم ثلاثة شبان وبنت، الشباب حصلوا على أموال، أما البنت فقد حصلت على مجوهرات، وأنا تركت الحركة قبل 30 يونيو، ولم أستفد شيئا، ولم أقبض، وأنا مستعد للمحاكمة إذا ثبت أنني استفدت بشيء، أو حصلت على شيء.


ما الفرق بين 30 يونيو و3 يوليو 2013؟

30 يونيو ثورة شعب، وهي أكبر ثورة حدثت في تاريخ مصر والوطن العربي ضد الحكم الطائفي، بعد أن نجح الشعب في الإطاحة بتنظيم الإخوان، الذي كان يحكم مصر حكما طائفيا مستبدا، والأعداد التي نزلت في 30 يونيو أكثر من الأعداد التي نزلت في 25 يناير، وفي 3 يوليو انحاز الجيش للشعب، كما حدث في ثورة يناير، عندما انحاز الجيش للشعب ولم ينحز لمبارك، ولولا الجيش ما استطاع أحد إزاحة الإخوان عن الحكم، والشعب كان يطالب بتدخل الجيش، والدليل أننا كنا نهتف ونحن في الشوارع "واحد.. اتنين.. الجيش المصري فين"، ولولا الجيش ما حكم الإخوان مصر.


لكن رأيك في ترشح السيسي بعد ذلك في الانتخابات ووصوله للحكم؟

أنا أول من بارك ترشيح السيسي في الانتخابات الرئاسية، لأنني كنت أتخيل أنه منقذ حقيقي، وأنه سوف يحول مصر إلى دولة مدنية، تسع الجميع على اختلاف فكرهم، لكن ما حدث هو أن السيسي غدر بالجميع.


هل قضية تيران وصنافير انتهت عند هذا الحد؟

لم تنته، كل من فرط في الأرض خائن طبقا للدستور، وطبقا لمقاييس الجغرافيا، والتاريخ، والدم، وحكم المحكمة، ونقل سيادة جزيرتي تيران وصنافير للسعودية صعب المهمة على الأجيال القادمة، وصعب المهمة على الرئيس القادم.


لكن هناك قطاع كبير من الشعب مقتنع بسعودية الجزيرتين؟

كل من فرط في الأرض لا يمكن أن يكون مصريا، وأنا أشكك في وطنيته ومصريته، التنازل عن الأرض في ظل حكم نهائي وبات بمصرية الجزيرتين، هو تواطؤ يصل لحد الخيانة، وكل مؤسسات الدولة مسئولة عن ذلك.


ولكن السعودية دولة شقيقة؟

الأخ في الصعيد يقتل شقيقه من أجل سهم، الأسرة السعودية طول عمرها ضد مصر.


وماذا عن الدكتور فاروق الباز وقوله إن الجزر سعودية؟

الدكتور فاروق الباز غير متخصص في هذا الموضوع، وما قاله هو مجاملة للنظام، هو يريد أن يلعب نفس الدور، الذي لعبه أيام عبد الناصر، ومبارك.


تقييمك للعلاقة بين مصر وإسرائيل حاليًا؟

لا يوجد علاقة بين مصر وإسرائيل، مصر دولة أعظم وأعرق، ولا علاقة لها بإسرائيل، أما العلاقة بين النظام المصري وإسرائيل فهي علاقة وئام وسلام وصداقة.


الإخوان جماعة إرهابية الآن في مصر.. رأيك؟

العالم كله لم يعترف بأن الإخوان جماعة إرهابية، لكن الذي يحكم في هذا الموضوع هو القضاء.


توقعاتك للانتخابات الرئاسية القادمة؟

الحديث عن انتخابات رئاسية قادمة "نكتة"، إجراء انتخابات رئاسية يتطلب وجود ديمقراطية، وتعددية حزبية، وحرية رأي، وهذا غير موجود في مصر، الموجود الآن هو إغلاق المواقع، والتنكيل بالصحفيين، ووضع الشباب بالجملة في السجون، كيف تكون هناك انتخابات رئاسية، والأحزاب تبايع الرئيس؟.


لكن هناك إنجازات كثيرة للرئيس؟

السيسي لم ينجح إلا في شيئين، الطرق، وبناء السجون.


لكن القوى الوطنية قررت الدفع بمرشح أمام السيسي في الانتخابات القادمة؟

أتمنى أن تسمح السلطة بوجود ممارسة ديمقراطية حقيقية، وأن يتم إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، لخروج مصر من أزماتها، لأن الانفجار سيكون مدمرا، ولن يكون في صالح أحد.


كيف يمكن تفادي هذا الانفجار؟

تفادي هذا الانفجار في يد السلطة الحاكمة، وهو أن تغير من سياساتها، وتعترف بأخطائها.


هناك حديث عن تغيير الدستور لمد فترة الرئاسة؟

هذا نفاق، ولا يجوز دستوريا.


تقييمك للمعارضة في مصر الآن؟

لا يوجد معارضة في مصر.


هل القوى المدنية فشلت في أن تحل محل التيار الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين؟

لا يوجد شيء يسمى التيار الإسلامي في دولة مسلمة، مصر دولة مسلمة، وليست دولة كافرة، هذا يقال في دولة مثل روسيا.


لكن هذا هو الواقع السياسي؟

لا علاقة للسياسة بالدين، أنا أعتبر هذا التيار طائفي، لأنه يتكون من مجموعة من الشعب أطلقوا على أنفسهم هذا الاسم، فمن هم هؤلاء، هل هم الإخوان، أم الصوفيين، أم التبليغ والدعوة، أم القاعدة، أم الجهاد، هؤلاء يلعبون بالإسلام.


لكنهم موجودون على أرض الواقع؟

هم قلة، لكنهم منظمون، ولديهم أموال، وعندما تخلت الدولة عن دورها تجاه الفقراء، حلوا محلها، وقاموا ببناء المدارس والمستشفيات، وتقديم الإعانات الاجتماعية، لذلك انحاز لهم الناس، وانتخبوهم.


وماذا عن التيار الليبرالي؟

لا يوجد تيار ليبرالي في مصر، الوفد والمصريين الأحرار والتجمع أصبحوا في «ذيل السلطة»، ويؤيدون السيسي.


لكنهم يقولون إنهم وقعوا بين سندان الفاشية الدينية ومطرقة الفاشية العسكرية؟

هذا يعبر عن عجز بين، كان عليهم أن يجدوا حلا ومخرجا من هذه الثنائية، كما وجدوا حلا بالانتهازية السياسية بالتحالف مع النظام، والحصول على المغانم، كان يجب أن يتسقوا مع أنفسهم، ويتحالفوا مع الشارع، بدلا من التحالف مع السلطة.


إلى متى سيستمر السيسي في السلطة من وجهة نظرك؟

السيسي لن يستمر كثيرا في الحكم، لأن وضع مصر الآن أشبه بـ«بلونة» في يد طفل يلهو بها وينفخ فيها، كلما زاد في «نفخها»، كلما اقتربت من الانفجار، هذا ما يفعله السيسي، هو ينفخ في مصر، حتى يوصلها إلى حد الانفجار، السيسي يزيح مصر من خريطة العالم، مصر حاليا غير موجودة على الخريطة كما كانت سابقا، فالآن يتم الحديث عن الدول المحاصرة لقطر، ويقولون 3+1، ولم يتم ذكر مصر كدولة رئيسية، كما أن وجود انقسامات حادة في المجتمع، يعمل على تفتيت الدولة، لأول مرة أصبحت الناس تكره مؤسسات الدولة، وهذا دليل على أن مؤسسات الدولة بدأت في التآكل.


كيف ترى العلاقة بين مصر وأمريكا؟

الأمريكان عينهم على الجيش المصري، هم يدفعون الشعب إلى كراهية الجيش للوصول بمصر إلى سيناريو سوريا والعراق.


السيسي مازال له شعبية ورصيد في قلوب كثير من المصريين.. ما رأيك؟

أرى أن كل بني آدم وطني حر غيور على وطنه خرج ضد مرسي، حرصا على الدولة، وخوفا من أخونة الدولة، مطالب الآن أخلاقيا ووطنيا، أن يثور انتصارا لكرامة الدولة، التي صار وضعها أسوأ مما كانت عليه أيام مرسي.


لكن الدولة في حالة حرب على الإرهاب ومطلوب من الشعب التعاون معها للقضاء عليه؟

لم ينتصر حاكم على الإرهاب أبدا، مهما كانت قوة ردعه، وشعبه ليس خلفه، وهو عدو لشعبه.


أنت متهم بالتحريض على قتل السيسي واغتياله والدعوة لقلب نظام الحكم.. تعليقك؟

المحامي الذي قام برفع هذه الدعوى ضدي، حب يهين الرئيس، ويمجدني، ويعطيني شهرة على حساب الرئيس، هذا الشخص أساء للرئيس.


هل تم التحقيق معك؟

عرفت عن ذلك عن طريق الجرائد، ولم أتلق أي إخطار رسمي بذلك حتى الآن.


هل أنت مستعد للتحقيق معك؟

شنطتي جاهزة، أنا لن أقبل أن أكون محتلا من أحد، والمقاومة السلمية بالنسبة لي مشروعة، أنا لا أخشى السجن أو الفصل من الجامعة، ولا أخشى الاغتيال، الموت عندي بسلاح السلطة، أو دخول السجن، أشرف ألف مرة من أن أعيش مهادنًا وصامتًا، أنا جاهز للاغتيال أو الإعدام أو الإحالة للمحاكمة العسكرية. أموت في السجن أشرف ألف مرة من أن أعيش "ديوث ذي الكلب الذليل"، أرضه أخذت منه، وتم الاعتداء على عرضه، أنا لا أخشى من فصلي من الجامعة، فأنا لن أجوع، لأن معاشي 1500 جنيه.


طلبت من أولادي إذا دخلت السجن، ألا يحضروا لي لقمة، ولو أخرجوني بكفالة جنيه، فلن أدفعها، لأنني أفضل البقاء في السجن بين الناس، آكل وأعيش، أريد تأليف كتاب، أريد أن أعيش تجربة السجن الطويلة، بعد أن عشتها متقطعة، أريد أن يتحدث أحفادي، ويقولون، كان لنا جد رفض بيع الأرض.


كيف ترى مقولة "ولا يوم من أيامك يا مبارك" التي يرددها البعض؟

مقولة كاذبة، لأن مبارك هو سبب كل ما نحن فيه الآن، رغم أنه لم يفرط في الأرض، لكن مبارك بالنسبة للسيسي «ملاك».


وماذا عن اتهامك بأنك إخواني؟

أنا أعتبر نفسي الأب الروحي لثورة 30 يونيو، وهذا ما يقوله عني الإخوان، لكن إذا كنت متهما بالانتماء للإخوان، فأنا إخوان وستين إخوان، أنا مرشد الإخوان، أنا الأب الروحي للإخوان على مستوى العالم، ومستعد لدخول السجن، كل واحد تاريخه معروف، ولن أكون مثل الجبناء.


لكن الحكاية أن الإخوان عندما وجدوا أنني ضد السيسي، أرادوا أخذ ما أكتبه، لكي يثبتوا أنهم كانوا على صواب، وأنني كنت على خطأ، لأنني كنت ضد مرسى وضدهم، والآن لأنني ضد السيسي فأنا معهم، وهذا خطأ، فليس معنى أنني ضد السيسي أنني في معسكر الإخوان.


هم يريدون أن يثبتوا أنني معهم، ويريدون أن يظهروا للناس أنني كنت من قيادات تمرد، وأنني أخطأت، بهدف الإساءة لي، وهذا غير صحيح، فلو عاد بي الزمن لفعلت ما فعلت، ولوقفت ضدهم كما فعلت.


لكن أنت لم تنتقد الإخوان كما تنتقد السيسي؟

أنا لم أهاجمهم الآن لأنهم في محنة، وأنا رجل صعيدي أعرف شرف الخصومة، ولا أهاجم أي بني آدم ضعيف، أنا لا أهاجم إلا رأس الدولة.


وكيف ترى اتهام محمد مرسي بالفشل والخيانة والديكتاتورية والسعي لأخوانة الدولة؟

أنا كنت صاحب فكرة الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة عن طريق حركة تمرد التي ولدت على يدي، وأنا ضد اتهام الناس بالخيانة دون محاكمة ودون دليل، فإذا كان مرسي يحاكم بتهمة الخيانة لأنه تخابر مع قطر، فغيره قام بالجلوس مع الصهاينة، والتفريط في جزيرتين.


لكن القرار في النهاية ليس في يد الرئيس وحده فهناك مؤسسات؟

الكل مسئول عن التفريط في أرض الدولة، لماذا لا يقولون للرئيس إن ما تفعله خطأ؟


كلمة أخيرة؟

أقر وأعترف أن هذا الكلام على مسئوليتي، ومستعد للسجن أو القتل أو الإخفاء القسري، وأي شيء يريده النظام أنا تحت أمره، يريد إعدامي هروح له لحد «المقصلة»، عاوز يسجني سأذهب للسجن بنفسي، لأنني مؤمن بما أقول، وأرفض «التفريط» في الأرض، ووطنيًا وشرعيًا أنا مطالب بالدفاع عن وطني ضد الاحتلال