رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

داعش جريمة الغرب الكبرى «2»

أحمد عز العرب - أرشيفية
أحمد عز العرب - أرشيفية


وقفنا في الحلقة السابقة عند قيام تنظيم داعش المتطرف المطرود من تنظيم القاعدة الأصلى لكونه أكثر تطرفا، وقيامه بتأسيس دولة تمتد من سوريا إلى العراق، وتتخذ مدينة الرقة عاصمتها وتسمى نفسها الحاكم الشرعي لكل المسلمين السنة في العالم، مهمتها فرض الإسلام الذى حسب تفسيرها بالقوة على العالم كله، ويستطرد مشروع كلاريون قائلًا:

إنها تقدم عددا من الآراء الدينية لتدعيم مزاعمها ويقول معتنقو أفكارها إنهم فقط يطبقون الإسلام كله ويكفرون كل من يخالفهم، ويستخدم هذا التفسير كتبرير ديني لقتل كل مخالفيهم في الرأى ويذبحونهم كالنعاج.

وقد أسس التنظيم في بدايته على يد أبو مصعب الزرقاوي في العراق تحت اسم تنظيم القاعدة، واشترك في الحرب في العراق ضد الغزو الأمريكي عقب سقوط صدام حسين، وفي 2013 اشترك في الحرب الأهلية في سوريا ولكن بدل التركيز على محاولة إسقاط نظام بشار الأسد، ركز على ما سماه بناء الدولة الإسلامية.

وفي 29 يونيو 2014 أعلنت هذه الدولة الإسلامية تأسيس خلافة إسلامية بقيادة أبوبكر البغدادي تحت مسمى خليفة المسلمين.

وما يعرف الآن بالدولة الإسلامية بدأ كجماعة التوحيد والجهاد أسسها أبو مصعب الزرقاوي في عام 1999 وركزت في بداية نشاطها على محاولة تغيير نظام الحكم في الأردن، رغم أن الزرقاوي اكتسب خبرته الأولى في أفغانستان، فقد قابل بن لادن سنة 1999 وكانت علاقته به دائما متنافرة نتيجة الخلاف في الشخصية والخلاف في الطبقة الاجتماعية لكل منهما، وكان الزرقاوي مندفعا ونشأ في طبقة فقيرة بينما كان بن لادن من أسرة غنية جدا ولم يشعر دائما بالرغبة في أن يكون في الصف الأول.

بعد غزو العراق 2003 من أمريكا أصبح الزرقاوي شخصًا هاما في المقاومة ضد الغزو، وخصوصا أنه كان مشهورا بقسوته الشخصية وكذا نجاحه في العمليات ضد أمريكا، وكانت كراهيته الشخصية للشيعة مسجلة وتظل جزءا لا يتجزأ من عقيدة الدولة الإسلامية، وكان يسمى الشيعة طائفة من الخونة وأفعى سامة وعقربا قاتلا.

وضمن نجحاته الشهيرة في2003 ضد الأمريكان كان هجومه في أغسطس من نفس العام ضد مبنى الأمم المتحدة في بغداد الذي قتل فيه 22 شخصا، منهم ممثل الأمم المتحدة الخاص سيرجيو فييرا، الذي كان أكثر شخص مرشحا لخلافة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، وفي فبراير 2004 قامت مجموعته بقتل 150 شخصًا في هجوم منسق في بغداد، وفي مدينة الشيعة المقدسة كربلاء خلال الاحتفالية بيوم عاشوراء، وكان الزرقاوي مشهورا أيضًا بقيامه شخصيا بعمليات قطع رءوس الأسرى مثل قطع رأس إيوجين أرمسترون الأمريكي وجاك هنسلي الأمريكي وكنث بيجلي البريطاني في سبمتمبر 2004.

وخلال 2004 أصبحت جماعة الزرقاوي رسميا تنظيما منتميا لتنظيم القاعدة، وقام الزرقاوي بمبايعة بن لادن زعيما وأقسم له على الولاء، وغيرت الجماعة اسمها إلى "تنظيم القاعدة في بلاد النهرين دجلة والفرات" وكان اسم الشهرة للجماعة "تنظيم القاعدة في العراق".

وقام تنظيم القاعدة في العراق ببناء شبكته الخاصة من المؤيدين والمحاربين خلال المقاومة ضد الغزو الأمريكي.

ورغم أنه كان رسميا تابعا للقيادة المركزية في تنظيم القاعدة، فقد كان عمليا ذا استقلال ذاتي، واستطاع تكوين شبكته الجهادية المتطرفة في العنف، وقد تسبب هذا الخلاف بين الأجيال بين بن لادن والزرقاوي، في تركيز بن لادن على المقاومة في أفغانستان بينما ركز مقاتلو الزرقاوي على العمل في العراق، وقيام الزرقاوي بأداء يمين الولاء للخليفة أبو بكر البغدادي.

وفي 2006 قسم الزرقاوي جماعته إلى مجموعات أصغر من الجهاديين تحت قيادة القاعدة ورئاستها المركزية وركز على تطويرها تحت ما سمي بمجلس شورى المجاهدين، تحت قيادة القاعدة والعمل على فرض الشريعة في الدولة الإسلامية كلها.

وقد قتل الزرقاوي في غارة جوية أمريكية سنة 2006، وبعد وفاته تولى أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي، وقتل الاثنان بقذيفة أمريكية في 2010، وقد غيرت الجماعة اسمها في 2006 إلى الدولة الإسلامية في العراق، معلنة عزمها على غزو كل أرض العراق كوسيلة لإنشاء دولة تحكمها الشريعة الإسلامية، وقد ركزت الجماعة جهدها في السيطرة والاستيلاء على المناطق الصحراوية في الأنبار؛ حيث كان الغضب بين أهلها من السنة في قمته.

ونقف عند هذه الفقرة حتى المقال التالى، ولكن بعد أن ننبه القارئ إلى الخداع الشديد الذي يقوم به التقرير، حيث يسرد الأحداث دون أي دور للاستعمار في تدبيره أو فى من الذي سلحه وموله وساند نشاطه وهو ما سنعود إليه في حينه.