ميلاد جديد لائتلاف يونيو؟
هل تشهد مصر ميلادا جديدا لائتلاف يونيو؟ ــ السؤال من وحى صورة وقعت عليها قبل أيام لاجتماع بعض النشطاء والشخصيات العامة الذين التقوا فى مقر حزب «الدستور» يوم الأحد الماضى ١١/٦ لمناقشة تطورات موضوع جزيرتى تيران وصنافير ــ إذ أثار انتباهى فى الصورة أن بين الجالسين فى الصف الأول من الحضور بعض الشخصيات الوطنية البارزة التى تصدرت الدعوة لما سمى بائتلاف ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣ الذى تشكل آنذاك لمواجهة حكم الإخوان. ولأنهم كانوا ضمن آخرين من النشطاء الحاليين قلت إن هذا التجمع حرى به أن يشكل نواة الميلاد الجديد للائتلاف الذى انفرط عقده. شجعنى على ذلك أن منظمى المؤتمر وجهوا الدعوة لحزب «مصر القوية» الذى يرأسه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح للمشاركة فى الاجتماع، وفهمت أنه اعتذر عن عدم الحضور بسبب ظرف صحى طارئ ألم به، لكنه أوفد من يمثل الحزب ووجه رسالة إلى المجتمعين تليت أثناء اللقاء.
لأنه برلمان الحكومة وليس الشعب فقد تمت الإحالة فى ظل الاطمئنان المسبق إلى أن المجلس لن يخذلها. وبدا واضحا أن هدف الإحالة ليس مناقشة الموضوع وإنما إخراجه على نحو يستكمل شكل وإجراءات التمرير. وتكفل رئيس البرلمان باتخاذ ما يلزم للاستجابة للرغبة الحكومية، إلا أن بعض النواب الغيورين أفسدوا السيناريو المرسوم فى يومه الأول على الأقل. إذ لم يملكوا سوى إعلان الاعتراض، وانتقدوا موقف رئيس البرلمان الذى كان واسع الصدر للمؤيدين وضائقه بالنسبة للمعارضين، وحين هتفوا «مصرية.. مصرية» فإنهم أسمعوا صوتهم للجماهير، التى احتفلت بهتافهم ورددته مواقع التواصل الاجتماعى طول الوقت.
لست متفائلا وأرجح أن التربيطات المسبقة ستؤدى إلى تمرير الاتفاقية فى التصويت الذى يفترض أن يتم اليوم أو غدا. وستكون الأغلبية المؤيدة كبيرة خصوصا إذا رفض رئيس المجلس التصويت العلنى عبر النداء بالاسم، وإذا تحقق المراد غدا فلن يكون ذلك نهاية المطاف ذلك أن اسئلة عدة ستطرح نفسها بعد غد. بعضها يتعلق بموقف الرافضين وهل سيستمرون فى عضويتهم بالمجلس أم لا؟. ثمة أسئلة أخرى تخص النخب القانونية الذين فهمت أنهم سيواصلون النضال القانونى من خلال المراهنة على نزاهة المحكمة الدستورية. أما الأسئلة المتعلقة بموقف الطبقة السياسية والقوى الوطنية فهى مصيرية وحارقة. ذلك أن المطروح عليها أن تكون أو لا تكون، وقد يكون ائتلاف يونيو فى ثوبه الجديد طوق النجاح لها. هناك سؤال كبير أخير عن حكم التاريخ فيما يجرى. وذلك وحده الذى نعرف الإجابة عليه.