رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«سبوبة» إعلانات رمضان.. كثير من «الجدل والابتزال».. قليل من «الإبداع والتميز»

إعلانات رمضان 2017
إعلانات رمضان 2017


دائمًا ما تتصارع شركات الإنتاج على استثمار أموالها في موسم رمضان، من خلال الإعلانات الترويجية لمنتجاتها ومشاريعها، وتظهر لنا سنويًا مجموعة من الإعلانات التي تثير حالة من الجدل، مثلما حدث، العام الماضي، مع إعلان «الدوندو»، الذي رأى البعض أنه يحمل في طياته بعض التعليقات والإيحاءات الجنسية، وتم حذف هذه الكلمة من الإعلان بقرار من جهاز «حماية المستهلك».

وظهرت خلال شهر رمضان الجاري، بعض الإعلانات التي أثارت الرأي العام، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت غضب عدد كبير من الشعب المصري؛ لميولها السياسية والطبقية.

«الطيب» وراء منع إعلان دلال عبد العزيز

وأثارت الفنانة دلال عبد العزيز، الجدل، هذا العام، بعد مشاركتها في إعلان بيت الزكاة والصدقات المصري، وظهرت خلاله وهى تزور أسرة فقيرة تعتمد على مياه النيل للشرب، ثم تحث الممثلة، الجميع للتبرع لهذه الأسرة من خلال بيت الزكاة والصدقات المصري؛ لتوصيل مياه آمنة لهم.

ولكن جاء حديث دلال عبد العزيز مع ربة المنزل غير مرض بالمرة؛ بسبب ترديد كلمات «معلهش»، في محاولة منها لمواساة السيدة على أوضاعها المعيشية الصعبة، ثم طلبها التبرع من أجل توفير مياه نظيفة لهم. 

واعتبر كثيرون أن الأوضاع الصعبة التي تعيشها السيدة وأولادها، مسئولية الحكومة، وليس المواطن.

كما أثار الإعلان استياء الجميع بعد الكشف عن تكلفته، التي وصلت إلى ٦٠٠ ألف جنيه، ويُطالب القائمون على الإعلان التبرع بحوالي ٢٠٠٠ جنيه لتوصيل المياه.

وخرج الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن صمته بعد الجدل الواسع الذي وصل إلى الجميع، وطالب بنفسه بإعادة تأهيل منزل السيدة التي ظهرت في الإعلان، كما أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن «الطيب» قرر بشكل عاجل، وقف إذاعة الإعلان، الذي يطالب بالتبرع لصالح بيت الزكاة المصري الخاضع لإدارة الأزهر الشريف.

ومن جانبها، أكدت الفنانة دلال عبد العزيز، في تصريحات صحفية، أنها لم تقصد إهانة السيدة، مبدية اندهاشها من كل انتقد كلمتها أثناء الإعلان، كما أشارت إلى أنه دار حوار كبير بينها وبين هذه السيدة داخل الكواليس؛ لأنها علمت بأن لديها 6 أطفال، وهو ما أثار اندهاشها حول سبب إنجابها لكل هذا العدد من الأبناء، مؤكدة أنها علمت بالسبب وهو أن السيدة كانت ترغب في إنجاب ولد.

وكشفت دلال عبد العزيز عن مفاجأة وهي أنها علمت بأن المؤسسة لم تقم بإيصال المياه لأن هناك العديد من البيوت المخالفة.

وشددت على أنها لم تتقاض أي مبلغ مالي مقابل هذا الإعلان، وأن هدفها الأساسي، هو تقديم عمل نبيل وإنساني وليس بغرض المال.

إعلان «فودافون» يشوه صورة المطاعم في مصر

لم يمر إعلان شركة "فودافون" هذا العام مرور الكرام، فعلى الرغم من فكرته الجديدة، التي تم بناؤها على أساس رصد مواقف مختلفة تحدث لأول مرة في رمضان هذا العام، إلا أنه تسبب بطريقة غير مباشرة في حدوث كوارث عديدة.

لعل من أبرزها تشويه صورة المطاعم المصرية والسياحة في مصر، وجاء ذلك بسبب ظهور مدرب منتخب مصر، الأرجنتيني هيكتور كوبر، وهو يطلب من مساعده محمود فايز، أن يذهب به لمكان جيد، نظرًا لأنه يقضي أول شهر رمضان له بالقاهرة.

ويظهر في المشهد، كوبر وهو محمول لعربة إسعاف عقب تناوله طبق "فتة" من أحد المطاعم.

وانتقد عادل عبد الرازق، نائب رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقا، مشاركة المدير الفني لمنتخب مصر، الأرجنتيني هيكتور كوبر، في هذا الإعلان، مؤكدًا أن ذلك إساءة للمطاعم المصرية، وسيضر بالسياحة.

وأضاف "عبد الرازق"، في تصريحات صحفية، أن شركة الإعلان خانها التفكير في آخر لقطة للإعلان، وبررت ذلك بأنه أصيب بالتخمة من كثرة الأكل، وهذا غير منطقي.

وتابع: "دلوقتي بقى فيه سياحة الأكل وهامة للغاية، وفيه سياح بيسافروا بلاد معينة عشان الأكل، إحنا بنحاول نظهر الصورة الجيدة لمصر، ومصر الآن بدأت تشارك في المطاعم العالمية، وحدث تقدم كبير في نوع الطهي".

وفوجئ الجميع بعد ذلك، بالمبلغ الذي تقاضاه «كوبر» مقابل ظهوره في هذا الإعلان، وهو 50 ألف دولار.

ولم يقتصر إثارة الجدل عند هذه النقطة فقط، بل كان لظهور الفنانة غادة عادل نصيبه من الأزمة أيضًا، بسبب ظهورها وهى تتباهى بصيام أبنائها لأول مرة في رمضان، أمام الأطفال الصغار، بجانب ممارستهما الرياضة في آن واحد، لكن هذا التباهي تحول إلى مادة سخرية على السوشيال ميديا.

وحكت إحدى ناشطات فيسبوك حكاية وتعاطف معها عدد كبير، وكتبت: «واحدة بتقول كل ما ييجي إعلان فودافون بحول التليفزيون عشان ابنى مريض وممنوع من الصوم.. طب هو دا ينفع.. بتقول طريقة كلام غادة عادل مع الأمهات التانيين كسرتها وحسستها بالقهر والنقص وأكيد فى أمهات كتير كدا مش قادرين يشوفوا ولادهم لأول مرة بيصوموا رمضان».

إسعاد يونس في مهب الريح أمام المراية 

«لو بتبص في المرايا.. هي دي البداية».. بهذه الجملة التي قالتها الإعلامية والفنانة إسعاد يونس أُثير جدل واسع عليها؛ نظرًا لكونها أولى الحملات الإعلانية التي تظهر بها هيئة الرقابة الإدارية المصرية، وهدفها حث المواطنين على الإبلاغ عن حالات الفساد الإداري.

وتُعد الحملة الأولى من نوعها لمكافحة الفساد بشكل مباشر باستخدام صور حقيقية من الواقع الذي نعيشه، حيث رصد الإعلان مجموعة من المواقف اليومية، التي يتعرض لها الشعب، وفقدان بعضهم للضمير والمهنية.
لكن هذه الحملة أيضًا أغضبت كثيرين، والذين تركز انتقادهم حول الطريقة التي تخاطبهم بها إسعاد يونس في الإعلان، مطالبين إياها بالنظر هي الأخرى في مرآة الفساد.

وقال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي: «جميلة أوي الحملة بتاعت بص في المراية دي يعني احنا هانسيب مصالح الناس تحت رحمة ضمير الموظف ونقوله والنبي اتقي ربنا بدل ما نعترف إن عندنا مشكلة في طريقة تعامل الإدارة مع سلوكيات الموظفين ونفكر ازاي نفعل دور الرقابة عليهم وهانخلي الموظف يبص في المراية»، وحقق هذا المنشور رواجًا واسعًا على السوشيال ميديا.

ومن جانبها قالت الفنانة إسعاد يونس، إن مشاركتها في حملة هيئة الرقابة الإدارية، لمكافحة الفساد، جاءت من منطلق كونها جندي مجند في خدمة البلاد.

وأضاف "يونس" لبرنامج "يحدث في مصر" الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر، ويذاع على فضائية "إم بي سي 
مصر"، أنه علينا جميعا مواجهة الفساد من خلال الوقوف لحظة أمام النفس.

وأوضحت إسعاد يونس، أن حملة الرقابة الإدارية لمكافحة الفساد، تعتمد بشكل كبير على الضمير، مؤكدة أن الضمير، موجود لدينا جميعا، ولكن «عليه شوية تراب».

محمد هنيدي قدم 8 أغان من التراث القديم بـ2 مليون جنيه

فاجأ الفنان الكوميدي محمد هنيدي الجميع بمشاركة مميزة في إعلان "أورانج" هذا العام، بعد غياب طويل عن مجال الإعلانات الدعائية، وعوض بها غيابه عن السينما والدراما.

واعتمدت فكرة الإعلان على خطف الأنظار حوله من خلال الاستعانة بألحان أغاني من التراث القديم، مع تغيير كلماتها، وهم "قلبى يا غاوى 5 قارات" للفنان الراحل فؤاد المهندس، و"أنا واد خلاصة" للمطرب حمدى باتشان، و"العتبة جزاز" للثلاثى المرح "سناء ووفاء وصفاء"، و"السح الدح أمبو" للمطرب أحمد عدوية، و"ذهب الليل" للفنان الراحل محمد فوزى، و"عينى بترف" للراحلين نجيب الريحانى وليلى مراد، و"تعالى جنبى" لفرقة البمبوطية إحدى الفرق الشعبية المصرية القديمة، و"سكر حلوة الدنيا سكر" لسمير صبرى وشادية.

وحقق هذا الإعلان نجاحًا كبيرًا، ولم يواجه صناع الإعلان مشاكل من شراء توزيع الأغاني من أصحابها الأصليين، وحصلوا على مبلغ وصل إلى 2 مليون جنيه، لتصل تكلفة الإعلان حوالي 4 ملايين جنيه بما فيهم أجر الفنان محمد هنيدي.

"رؤوف" خطف قلوب المشاهدين بنظراته الطفولية

تعاطف عدد كبير من المشاهدين مع شخصية "رؤوف"، وهو الشاب المظلوم في عائلته، والذي لا يهتم به أحد، و"محدش بيعمله حساب"، وظهر بشكل مميز في الحملة الإعلانية لـ"EG Bank"، أصبح اسم البنك وشعاره "محدش بيعملك حساب" ترند على موقع تويتر.

وحاز الشاب "رؤوف" على شهرة وإعجاب عدد كبير من المشاهدين، واعتبر البعض أن هذا الإعلان هو الأفضل هذا العام بين الحملات الدعائية الأخرى.

ويرصد الإعلان بشكل غير مبالغ فيه شخصية الأب المتسلطة التي لا تهتم بابنها وتفهمه، وجاءت تصرفاته الكوميدية وإيفيهاته التي تحدث في الحياة اليومية مجازًا عما تفعله البنوك الأخرى بالشباب، على عكس "EG Bank".

كريستيانو رونالدو.. فوتوشوب

ظهر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، أسطورة ريال مدريد الإسباني، في إعلان دعائي، لحديد المصريين، وهو يتجول في شوارع القاهرة، وينطق في آخره جملة بالعربية، أثار الإعلان تساؤل البعض، وهل «رونالدو» كان موجودًا بالإعلان أم استخدم رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة دوبلير؟

وظهر بعد ذلك، أن شركة الإنتاج استخدمت «دوبليرًا»، صور المشاهد في القاهرة، أما رونالدو فصور فقط المشهد الذي يتحدث فيه العربية، وتم تداول صور للدوبلير في شوارع القاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز لـ"النبأ"، أن أكثر المظاهر السلبية التي تُهيمن على المشهد الإعلامي في رمضان هذا العام، هو الزيادة الكبيرة في إعلانات التبرع والعمل الخيري، منوهًا إلى أن هذا الأمر يؤثر سلبًا على المشاهدين من الخارج، وتظهر لهم الصورة للوهلة الأولى أن المجتمع المصري يعيش على التسول والتبرع، كما أنه يُعطي انطباعًا خاطئًا عن وضع الحالة الاقتصادية والإنتاجية في مصر.

وأضاف «عبد العزيز»، أن بعض هذه الإعلانات التي تدعو للتبرع تفرط في استخدام المشاهد العاطفية والمؤثرة للفت واستعطاف الشعب، ورأى أن هذا الأمر فيه انتهاك للكرامة الإنسانية للعديد من الأطراف، وأيضًا فيه درجة من ابتذال المشاعر الإنسانية، وهو ما يتسبب في جلب مشاعر سلبية إلى حد كبير.

وأكد الخبير الإعلامي أن درجة الإبداع في الإعلانات هذا العام سيئة، وقلت جدًا عن السنوات الماضية، وبعضها يعتمد على تقديم قيم سلبية سواء من حيث التميز أو التحريض على العنف.