رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار أبشع الجرائم الأسرية في المجتمع المصري.. ملف

قتل - أرشيفية
قتل - أرشيفية


ربما نسمع كثيرًا عن الجرائم البشعة التي تحدث في المجتمع خلال الفترة الأخيرة، لكن كل هذا الأمر لم يكن هو الأمر الأكثر بشاعة.. فهناك نوع آخر من الجرائم التي ربما لا نتخيل أنها تحدث في المجتمع المصري من الأساس، وهي الجرائم الأسرية من عينة قتل الأب لابنه، وقتل الأخ لشقيقه، وقتل الابن لأبيه.


هذه الجرائم التي أصبحت ظاهرة خطيرة في المجتمع المصري، لابد أن يدق لها ناقوس الخطر بعد أن زادت خلال الفترة الأخيرة، وظهرت في مناطق متفرقة من أنحاء الجمهورية، ولذلك ننشر عبر السطور التالية وقائع من دفتر الجرائم الأسرية التي لا يعلمها أحد..  


موظف مركز البحوث الزراعية يعذب ابنه بوحشية حتى الموت

جريمة بشعة يذكرها أهالي بولاق الدكرور طوال الوقت، وهي قتل موظف بمركز البحوث الزراعية لنجله، الصغير ابن الـ14 سنة، بعد ضربه وتعذيبه حتى الموت.


بدأت الواقعة ببلاغ من الأهالي بشارع أبوزيد بدر ببولاق الدكرور، إلى قسم الشرطة بقيام جاد أحمد عباس، 48 سنة، موظف بمركز البحوث الزراعية، بضرب وتعذيب ابنه نادر، 14 سنة، حتى فارق الحياة.


على الفور انتقل رئيس المباحث إلى المكان، فتبين وجود الأب داخل شقته، وجثة طفله ملقاه على ظهرها، وبها إصابات وكدمات بمناطق متفرقة في جسمه، ووجود العديد من الدماء في أماكن متفرقة.


بإجراء التحريات الأولية تبين أن الأب يعمل معاون خدمة بإدارة النقل والحركة بمركز البحوث الزراعية، وأنه هو من قتل نجله، بسبب ضربه المبرح له، من أجل سرقة مبلغ مالي منه، على الفور تم التحفظ على الأب، وبإخطار أحمد ناجي وكيل النائب العام، انتقل إلى مسرح الواقعة، وقرر ندب خبراء مصلحة الأدلة الجنائية لرفع كافة الآثار المادية والبيولوجية ومعاينة الشقة، وتصوير جثمان المجني عليه، ومواضع إصابته وأخذ عينة دماء صالحة من جثمان الطفل، وتحليلها واستخلاص الحامض النووي، ومضاهاة تلك العينات مع ما تم رفعه من آثار مادية وبيولوجية من مسرح الجريمة، وإعداد تقرير فني مصور ومكتوب، ثم نقل جثمان المجني عليه إلى مشرحة النيابة بزينهم وانتداب خبراء الطب الشرعي.


وبالتحقيق مع الأب المتهم أمام النيابة العامة، روى تفاصيل الجريمة البشعة لقتل نجله الصغير، قائلًا: « اللي حصل أني قاعد في الشقة أنا ونادر ابني الله يرحمه في بيت العائلة، وأم نادر سايبة البيت من عشر سنين؛ بسبب مشاكل بين أمي وأختي، وأنا اللى كنت بعمله كل حاجة، لكن باقي عيالي قاعدين مع أمهم، ماعدا أحمد ابني الكبير، قاعد مع جدته في نفس البيت بالدور الأرضي.. ومن حوالي 3 سنين لقيت ابني نادر بقى ياخد فلوس من ورايا فأنا ابتديت اتكلم معاه وأقوله كدا عيب، ولما لقيت مفيش فايدة في الكلام معاه، بقيت أضربه لغاية لما الجيران نصحوني أن أقوم بإيداعه في الإصلاحية، ولكني رفضت».


وتابع: «لكن الموضوع اتكرر كتير، وكنت في كل مرة، بضرب بعصاية أو اكتفه وأضربه بالجلدة، وفي مرة كسرت له دراعه، ورحنا جبسناها في مستشفى بولاق الدكرور، وإمبارح عرفت أن الفلوس اللى أنا شايلها اتسرقت برضوا وكان نادر اللى في وشي، وقافل عليا بالقفل من بره، فقعدت اتصل عليه، علشان يجي وهو كان مش عاوز يرد عليا، ويقفل التليفون في وشي لغاية الصبح.. قمت بعد الفجر حوالي الساعة 7 الصبح نطيت من شباك المنور، على شقة في الوش بتاعتي برضو، واللي كان نادر نايم فيها، وروحت صحيته من النوم، وأخدته على الشقة بتاعتي، وقعدت اتكلم معاه، وطلبت منه يقولي الفلوس فين، وقولتله أنا مش هعملك حاجة، فمرضيش يقولي، فروحت مقلعه هدومه كلها، وخليته ملط، وربطته بسلك الكهرباء، وقعدت أضرب فيه برجل كرسي على دراعته ورجليه، وبرضوا كان يقعد يشاورلي على أماكن ويقولي أن فيها الفلوس وأدور مالقيش حاجة فأزود عليه الضرب، روحت ماسك المقصوصة بتاعة الرز، وضربته بسنها على صوابع أيديه، وكنت بضربه جامد وبغل؛ لأني كنت زهقت منه، ومش لاقي معاه حل، وهو كان عمال يصوت وطلعت الجيران وقعدوا يقولو ليا حرام كفاية فكه، وأنا قولت ليهم يقولي الفلوس فين وهسيبه، ولما الناس طلعت فضلوا يتحايلوا عليا روحت فكيته، وقطعت السلك اللى كنت مكتفه بيه بكماشة عندي في البيت، والناس نزلت وجدته جات وجبتله بطانية وقمت محميه ولبسته هدومه وجبتله عصير، وبعد ما شربته نيمته جنبي.. لكن مفيش عشر دقائق ببص فيه لقيته مش بينطق، فقعدت أصوت وأقول أنا اللى قتلتك يابني.. أنا اللي موتك بإيديا.. وطلع واحد جارنا اسمه الشيخ شعبان وبص فيه وقالي دا مات، وقفلوا عليا الباب وفضلت جوه لغاية لما الشرطة جات".


بعد اعترف المتهم بالواقعة، قرر أحمد ناجي وكيل النائب العام، بإحالة المتهم إلى محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار عادل علي أبو المال، وعضوية المستشارين حاتم عزت يوسف، وخالد عمار، وبأمانة سر عبدالعزيز مناع، والتي قضت بالسجن المشدد لمدة 15 سنة للأب، بتهمة الضرب العمد مع سبق الإصرار دون قصد القتل.


شاب يقتل شقيقه لشراء المخدرات بأمواله

الواقعة الأخرى الأبشع هي قيام شاب بقتل شقيقه الوحيد، الذي كان دائما يسانده ويعطيه الأموال، بسبب شرائه المخدرات.


كانت البداية عندما تلقى الملازم أول محمد النحال، رئيس دورية بقسم شرطة عابدين، في الواحدة والنصف صباحًا، من غرفة عمليات النجدة، بلاغا من الأهالي بوجود شخص متوفى بتقاطع شارع سوق الاثنين، مع شارع مجلس الأمة.


بانتقال الرائد حسام عشماوي، رئيس مباحث قسم شرطة عابدين، تبين أن المتوفى يدعى أحمد فؤاد محمد محمد، وشهرته أحمد قطوش، ويعمل منادي سيارات بشارع مجلس الأمة، مقيم بمكان مهجور، خاص بمخلفات القمامة، عبارة عن أرض فضاء، وأن الجثة موجودة داخل خيمة من القماش داخل الأرض الفضاء، ملقاة على ظهرها، وبفحصها تبين وجود 4 فتحات بالبطن والصدر للمتوفى، ويخرج منها الدماء، ووجود سكين مطبخ صغير الحجم بيد خشبية.


كما تبين وجود شخص بجوار الجثة يبكي بشدة، وبسؤاله عن شخصه، أفاد بأنه يدعى سيد فؤاد محمد محمد، وشهرته "سيد جزمة"، وأنه شقيق المجني عليه، وبسؤاله عن سبب إصابة شقيقه التي أدت إلى وفاته وسبب تواجده بجوار الجثة، لم يكن مباشرا، لم يعط سببًا واضحًا لهذا الأمر.


وبتضييق الخناق عليه، اعترف بقتله لشقيقه، مستخدمًا في ذلك سلاح أبيض، وبإجراء التحريات تبين أن المتهم مسجل خطر فئة "ج"، تحت رقم 11739، سرقات عامة، مشيرة إلى  أنه أعد العدة وبيت النية وعقد العزم على قتل شقيقه، وبالفعل أحضر سلاحا أبيض وقفازا ثم توجه إلى شقيقه وقام بالتعدي عليه بعدة طعنات بالبطن حتى فارق الحياة، وتبين أن المتهم معتاد ارتكاب وقائع السرقة؛ نظرًا لكونه من النوعيات الخطرة، وعدم وجود وسيلة مشروعة للتعايش منها.


وأضافت التحريات أن المتهم كان يتردد على شقيقه بضفة يومية لتقاضى مبالغ مالية منه للانفاق على نفسه وفي الآونة الأخيرة حدثت بينهما خلافات بسبب تقاضيه مبالغ مالية، مما أثار حفيظة شقيقه؛ لاحتياجه للمال مما كان من المتهم إلا أن قام بإحضار السلاح الأبيض، ثم توجه إلى المجني عليه، وارتكب جريمته، ثم عثر على مبلغ مالي 181 جنيها، وأخذه.


تم تحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة العامة انتقلت إلى هناك، وأمرت بنقل الجثة إلى مشرحة زينهم لمعرفة أسباب الوفاة.


وبالتحقيق مع المتهم أمام النيابة العامة، روى الأخ تفاصيل قتل شقيقه، قائلًأ: «اللي حصل أني أنا وأخويا أحمد مطرودين من البيت بقالنا عشرين سنة، علشان أبويا اتجوز وأمي ميتة، ومن سعتها أنا وأحمد بنبات في الشارع، وبنشتغل في أي حاجة، وبقالنا فترة بشتغل سايس، وهو بيشتغل عند سوق الاثنين في عابدين، وبيبات في مقلب الزبالة اللي وراء السوق، وأنا متعود من وقت للتاني أروح عنده في المكان اللي هو فيه واساعده وأمسح العربيات وكل فترة بعدي عليه وأبات معاه في العشة اللي هو عملها في مقلب الزبالة، وكنت بطلب منه فلوس وهو كان بيدينى، اللي أنا عايزه وبعدها اشتغلت قهوجي فترة كبيرة، في قهوة اسمها النادي الاهلى، في منطقة الناصرية بالسيدة زينب، وكنت بروح لأخويا أحمد لما بحتاج فلوس وأنا متعود بقالي كتير أخد أقراص اللي بتخدر زي الترمادول والأمتريل".


وتابع:" أول أمبارح أنا كنت محتاج فلوس علشان أجيب برشام وأكل، فرحت لأحمد في العشة اللي بينام فيها، ودخلت عليه لقيته نايم فصحيته وقلتله عاوز فلوس فزعقلي وقالي أنا معيش فلوس، فأنا مشيت وروحت على محطة مترو سعد زغلول علشان أنام على السلم بتاع المحطة من بره علشان أنا مش عندى مكان أنام فيه، وفضلت نايم لحد إمبارح الصبح لغاية الساعة عشرة، وبعد كدة روحت القهوة، وصاحبها قالي قوم اشتغل وخدم على الزباين، فقمت اشتغلت لحد المغرب وبعد كدا قعدت ريحت على الجيارة في السيدة زينب، واشتريت حبيتين أمتريل وأخدتهم.. ولكن كنت لسه عايز أجيب برشام تاني فقررت أروح أقتل أحمد أخويا وأسرق الفلوس اللى معاه علشان أنا عارف أنه بيكسب ومعاه فلوس كتير من مسح العربيات".


واستكمل: "روحت على شارع السد في السيدة زينب علشان اشتري سكين، وأنا ماشي في الشارع فكرت اشتري جوانتي ألبسه لما أجي أقتل أخويا أحمد علشان أحطله السكينة في أيده علشان الناس تفتكر أنه موت نفسه، وميبقاش عليها بصماتي، وفعلا روحت على الصيدلية، واشترت الجونتي، ورحت على فرشة أحمد عند سوق الاثنين، وقبل ما أوصل خبيت السكينة في كم البنطلون وحطيت الجونتي في جيبي".

 

واستطرد: "دخلت مقلب الزبالة اللي فيه العشة بتاعة أحمد، وكان هو رايح في النوم على ضهره  نزلت على ركبي عند فرشته وطلعت الجونتي من جيبه ولبسته وبعد كده طلعت السكينة ورحت ضربته في بطنه من الناحية الشمال وهو فتح عينه وصحى راح مزعق وقالي ليه كده ياسيد وابتدا يرفع البلوفر اللي كان لابسه علشان كان بيتوجع من ضربة السكينة، فأنا ضربته بالسكينة 3 مرات، لحد ما أتأكدت أنه قطع النفس ومات.. وبعد كدا حطيت لأحمد السكينة في أيده وفتشت جيوبه علشان ألافي فلوس أخدها فملقتش، فوقفت ولفيت فردة الجونتي اللي كان عليها الدم مكان ما ضربته وقلعت الفردة التانية وقطعتها ورميتها، وخدت التانية حطتها في جيبي، وطلعت بره مقلب الزبالة وقعدت أزعق وقولت للبياعين اللي بره أحمد موت نفسه، فدخلوا معايا الفرشة لقيوا أحمد أخويا مقتول، فقالوا أنهم هيطلبوا الأسعاف، فأنا فضلت واقف معاهم وجت عربية الأسعاف ومرضتش تشيل أخويا لما لقوه مقتول، وبعدها لقيت ضباط المباحث جم وسألوني مين اللي قتل أخوك فقولتهم معرفش، فركبوني البوكس وخدوني على قسم عابدين ولما سألنوني هناك قولتلهم إني قتلت أخويا علشان عايز أسرقه، وبعد كدا جابوني على النيابة".


وبعد اعتراف المتهم بجريمته، تمت إحالة القضية إلى محكمة جنايات القاهرة، والتي قضت فيها بالحكم بالإعدام على المسجل الخطر الذي قتل شقيقه.


 الابن الضال يقتل أباه بعد اكتشاف علاقته المحرمة بشقيقته

أما الواقعة الأغرب التي نسردها عبر السطور التالية، هي قتل ابن لأبيه بسبب اكتشافه علاقة محرمة له مع شقيقته الصغرى.


استقبل "إبراهيم.م، نجله الصغير" محمد"، وسط فرحة كبيرة، لأنه كان له بمثابة الهدية الجميلة التى جاءته من الله عز وجل، وعاش حياته يهتم بنجله، وبعد فترة من الوقت جاءه الطفل الثاني وكانت فتاة جميلة وقوية، وعلى الرغم من أنه عامل أجري يعمل يومه، إلا أنه وسط ذلك، لم يكن يحرم أبناءه من أي شيء، لكن الحياة أرادت ألا تتركهم يعيشون في هدوء وسعادة، حيث أصيبت زوجته بجلطة فى المخ بعد سنوات، أدت إلى وفاتها، وظل وحيدًا مع أبنائه الصغار، حاول قدر المستطاع أن يجد لهم الحياة الكريمة، لكن الأقدار كانت ضده مره أخرى، حيث أصيب إصابة كبيرة في ساقه منعته من العمل كأجري، وظل فترة بدون عمل، مما جعل ابنه ذات الـ13 عامًا يترك المدرسة التى يدرس بها للانفاق على الأسرة، وبدأ العمل ميكانيكي فى إحدى الورش، وظل يعمل كثير من أجل الانفاق على والده المصاب، حتى استطاع أن يفتتح لوالده "نصبة شاي"، يتحصل منها على رزق بسيط يساعد في الأنفاق؛ ولكن ظل الابن هو المدبر الأساسي لكل ما يحتاجونه، خاصة شقيقته الصغيرة التي بعد سنوات أصبحت فتاة جميلة يتهافت عليها الجميع، خاصة أنها لم تتعد عامها الـ20،  في الوقت الذي لم يجد شقيقها الأموال التي يتزوج بها وهو يبلغ من العمر الـ28 عامًا، ولم يجد غير شقيقته التي كانت أمامه طوال الوقت، فتقرب منها وخدعها بالكلام المعسول، حتى أوقعهما الشيطان في فخه، ودخلا في علاقة محرمة بينهما، لكن هذه العلاقة لم تظل لفترة كبيرة. 


وظل محمد يفكر ماذا يفعل، حتى سمع وسوسة الشيطان وجاءته فكرة جهنمية فى أن يتخلص من والده، خاصة أن حالته المرضية تزداد كل يوم وهذا سوف يكون مصيره فى النهاية، وبالفعل بدأ فى تنفذ تلك الخطة من خلال إعداد الطعام له ووضع ىالسم فى الطعام وقدمه لوالده الذى تناوله على الفور ثم سقط جثة هامدة، على الفور قام بإيلاغ قسم شرطة الساحل بموت والده.

 

على الفور انتقلت قوات الشرطة إلى مكان الواقعة، ولكنهم اشتبهوا فى موت والد "محمد"، وبالتحقيق مع "محمد" اعترف أنه قام بقتل والده، من أجل ألا يقتله هو وشقيقته بعد اكتشاف العلاقة المحرمة التي بينهما.

 

تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة، وتمت إحالة المتهم إلى النيابة، والتى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.  


أب يقتل ابنته المراهقة لتقديم دمائها قربانًا إلى الجان للبحث عن الآثار

 

وفي واقعة مأساوية تهتز لها الأبدان ضحيتها طفلة لم تبلغ الـ14 عامًا، لا ذنب لها وقدرها أن والدها انفصل عن والدتها، وعاشت طوال السنوات الثلاثة الأخيرة مع والدها، وجدتها أم أبيها، وعمها وزوجته الجديدة، والتى قام والدها بقتلها لتقديمها قربانًا للجن للبحث عن الآثار.

 

بدأت الواقعة عندما تقدمت فاطمة أبو طماعة المحامية، خالة المجني عليها "منى"، ببلاغ إلى عبدالمعز ربيع، وكيل النائب العام بالصف، قررت فيه أنها وشقيقتها تلقتا اتصالا هاتفيا من عائلة زوجها المقيمون بمنطقة عرب أبو ساعد البحرية بالقرب من منطقة حلوان، أبلغوها أن ابنتها الكبرى "منى"، قد توفت إلى رحمة الله تعالى، وطلبوا منهما الحضور لتوقع الأم على أمر الدفن، ولإلقاء النظرة الأخيرة عليها.

 

وذكرت في بلاغها أن هذا جعلها تتشكك في الأمر، نظرا لعلمها أن أسرة والد المجني عليها يبحثون عن الآثار، لافتة إلى أن أحد الشيوخ طلب منهم إحضار طفلة لتقديمها كقراب للجان، لمساعدتهم على فتح مقبرة فرعونية.

 

على الفور انتقل عبدالمعز ربيع، وكيل النائب العام، إلى مكان الجثة، وبإجراء معاينة للجثة، تلاحظ له وجود آثار دم، بحنجرة المجني عليها، وسواد داكن بالعين، ودماء حول الفم والأنف، فأمر بتشريح جثة المجني عليها، بناء على هذا البلاغ، لوجود شبهة جنائية، لبيان سبب الوفاة الحقيقي، والقبض على الأشخاص الذين اتهمتم المحامية في البلاغ، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.

 

فيما تمكنت قوات الأمن من القبض على والد المجني عليها ويدعى يحى عبدالله، فيما هرب باقي المتهمين، وبعرضه على النيابة العامة، أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ لحين ورود تحريات المباحث، وتقرير الطب الشرعي عن سبب الوفاة.

 

وفي لقاء لنا مع فاطمة أبوطماعة المحامية، قررت أن سبب تقديمها البلاغ أن المجني عليها كانت دائما تشتكي من أنهم اعتادوا الاعتداء عليها بالضرب، مما يدل على قسوتهم، وقدرتهم على فعل أي شيء، مشيرة إلى أنها تخشى العبث في الأدلة؛ لوجود نفوذ لدى أسرة المتهم.