رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

دكتورة الأدب متهمة بقلة الأدب

مصطفى أبو زيد
مصطفى أبو زيد


في مقالي السابق بعنوان "فساد الأمة أشد خطرا من أعدائها" وفى نفس السياق، يظهر على السطح قضية تعد من امتدادات الفساد الحالي، الذى يتوغل وينتشر بكثافة تلك الأيام، فى الماضي كانت الصورة الذهنية لمقام المعلم هو القدوة والمثل الأعلى الذى يحتذى به من جانب طلابه في مكارم أخلاقه وعلمه وانضباطه، واقتناعه بأن مهنته هى رسالة يبث من خلالها العلم الفضيل والأسس القويمة، لكي يتخرج على يديه العديد من الأجيال الصالحة لأنفسهم ولمجتمعهم.

لكن ما يحدث حاليا فى إطار الفساد الأخلاقي بأنواعه، تخرج علينا دكتورة تقوم بتدريس الأدب في الجامعة، والأدب منها براء، إذ تظهر نفسها وهي ترقص وتنشر ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما اعترضت الجامعة التي تنتمى إليها، وأحالتها للتحقيق، تعجبت، وكأن الموضوع لا يستحق الاعتراض من جانب أى جهة أو شخص، بل بالعكس ردت وبررت ذلك بأنها حرية شخصية.

فكم من الأفكار المسمومة التى تنتشر الأن بحجة الحرية الشخصية، ولعلكم تتذكرون منذ فترة قضية الشابة التي حملت من شاب خارج الإطار الشرعي ونشرت صورها داخل المستشفى، وطالبت بدعمها والوقوف بجوارها، فبأي منطق تطالب بالدعم والمساندة فى إطار ما أطلق عليه مسمى "الأم العزباء" ضاربين بكل الأعراف والتقاليد وحتى الدين والشرع عرض الحائط، فهل تطلب من المجتمع أن يقبل بنشر الرذيلة ولا يتقيد بالدين والشرع وتشجع على اختلاط الأنساب وضياع حقوق أجيال من خلال تلك العلاقات المحرمة دينيا ومجتمعيا.

ففي هذا المقام، تلك التي من المفترض أنها أستاذة جامعية، تقوم بتدريس مادة الأدب لشباب المستقبل، الذين هم عماد الوطن، عندما يشاهدون أستاذتهم المبجلة ترقص وتتمايل، فما هى الرسالة التى تريدن منهم أن يأخذوها عنك مما تفعلين، إننى أفهم تعبير الحرية الشخصية التى لا تكون لها أى أضرار على الأخرين، وأفهم أيضًا أن هذا الفيديو لو تم تسريبه ولم يتم نشره على صفحتك الخاصة  فعندها كنت سأدافع عنك لأنك فعلت ذلك فى إطار خصوصيتك وحدك، وهذا هو مفهوم الحرية الشخصية وليس العكس.

السؤال الذى يدور في ذهنى ولا أجد له أى مبرر، ما الدافع فى نشر الفيديو، هل تتمنين من أحدهم اكتشافك كراقصة أم ماذا؟ من المفترض إنك أستاذة جامعية تؤدى رسالة مهنية وتعليمية سامية، يتخرج على يديك أجيال لينطلق كلا منهم ليعمل فى بناء الوطن وتقدمه وأعتقد إننا بتلك الحالة لن نصبح قادرين إلا على تخريج أجيال تريد أن تفعل ما تفعلين.