رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

متى يمكننى مقابلة "نسر أكتوبر" ليجيب عن سؤال واحد؟

مصطفى أبو زيد
مصطفى أبو زيد


إنه رجل عرفناه حكم مصر ثلاثين عامًا، وأجيال كثيرة جاءت إلى الدنيا فى ظل سنوات حكمه، إنه الرئيس حسنى مبارك القائد العسكرى الذى خاض حروب مصر المعاصرة مقاتلا عن أرضها وعزتها وكرامتها، وإننى هنا بصدد الحديث عن حسنى مبارك المقاتل، وليس حسنى مبارك الرئيس وإن كان قدم الكثير لمصر خلال سنوات حكمه وكما قال هو "سيحكم التاريح بما لنا أو علينا"، ولكننى هنا أريد التعرض إلى العقيدة الراسخة بقوة فى وجدانه كقائد عسكرى لا يفر من أرض المعركة ويفضل المواجهة المحفوفة بالمخاطر التى كانت من الممكن أن تنال من حياته وسلامة أسرته عندما قامت أحداث 25 يناير 2011.

وكم الإصرار على عدم ترك مصر فى تلك الظروف العصيبة والدقيقة فى عمر وطن حارب من أجله وأفنى حياته من أجل قوته وعزته ورفعته بين الدول والجميع يعلم علم اليقين أن الكثير من الدول العربية والأجنبية عرضت عليه أن يأتى ويقيم بدولهم، ولكنه رفض رفضا قاطعا وكما قال: "إننى أريد أن أقضى ما تبقى من حياتى بين بنى وطنى وعندما يحين الأجل أدفن فى تراب وطنى".

إن هذا الرجل الذى يأبى أن يرحل عن مصر فى الوقت الذى يعى تماما أن بقراره هذا من الممكن أن يتعرض إلى ما لايحمده عقباه فى ظل حالة الانفلات الأمنى التى شهدتها مصر خلال أحداث 25 يناير، وما تلاها من أحداث متلاحقة وظهور تيارات وجهات باتت واضحة المعالم على الساحة السياسية آنذاك، والكل يريد أن يتم القصاص منه ومن جميع رجال نظامه، يجب أن يتم سؤاله سؤالا واحدا طالما تبادر فى أذهان الكثيرين من الشعب المصرى لماذا فضلت البقاء فى مصر؟ لتواجهه تلك الأحداث والمواقف التى تعرضت لها من المحاكمة والوقوف فى قفص الاتهام والتجريح والتشويه وإلصاق العديد من التهم لك ولأفراد أسرتك خلال الست سنوات الماضية وحتى الآن.

لماذا لم تفعل كما فعل الرئيس التونسى بن على؟ ترك البلاد وذهب ليقيم بالمملكة العربية السعودية أمنا على حياته هو وأسرته، كم أتمنى من الله أن يوفقنى فى مقابلتكم لأسمع منكم الإجابة عن هذا السؤال الذى يثير فى نفسى الكثير من الدهشة وعلامات الاستفهام؟

هل لأن نسر أكتوبر والذى رفع علم مصر على آخر شبر من أراضيها فى طابا هو المقاتل الذى لايعرف كلمة الهروب من المعركة، ويطبق مفهوم إما النصر أو الشهادة، على أى حال سأنتظر أن يجمعنى الله بك لأسمع منك إجابة السؤال وحتى ذلك الوقت سأظل أحاول ربما أجد الإجابة التى أقتنع بها.