رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تصاعد الصراعات بـ«الجماعة».. من يُدير الإخوان المسلمين؟

محمود عزت - أرشيفية
محمود عزت - أرشيفية


في نهاية الأسبوع قبل الماضي الماضي، ألقت قوات الأمن القبض على الدكتور محمد عبد الرحمن المرسي، عضو مكتب الإرشاد، ورئيس اللجنة الإدارية العليا، والقائد الفعلي لـ«جماعة الإخوان» داخل مصر، وذلك في بناية بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، فى أحد الاجتماعات التنظيمية ومعه آخرون، بينهم جلال مصطفى، ومحمد عامر، وعمرو السروي، وأحمد جاب الله، وعزت السيد عبد الفتاح، وحمدي الدهشان.

وخلال الأشهر الماضية، حدثت خلافات داخل «الجماعة»، أدت لانقسامها لتيارين؛ الأول من أنصار محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، الذي تمت تصفيته على يد قوات الأمن، ويميل له شباب «الجماعة»، والآخر للقيادات التاريخية بقيادة محمود عزت الذي يؤكد في رسائله أنه موجود في مصر، ويدير جبهته فعليا لجنة إدارية بقيادة محمد عبد الرحمن المرسي الذي تم اعتقاله مؤخرًا.


وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية، ألقت قوات الأمن القبض على عدد كبير من أعضاء مكتب الإرشاد السلطة الأعلى في «الجماعة»، في حين تمت تصفية البعض الآخر، وتوفي شخص واحد وهو جمعة أمين، نائب المرشد، ولم يتبق من أعضاء المكتب العشرين سوى محمود حسين في تركيا وإبراهيم منير في لندن، ومحمود عزت في مكان غير معلوم، و«المرسي» الوحيد الذي يقر الجميع بوجوده في مصر والذي تم القبض عليه، وهو من كان يدير «الجماعة» بشكل فعلي، وبذلك يختفي أي تواجد لقيادات «الجماعة» الفاعلين في مصر.


فمن سيدير جماعة الإخوان بعد المرسي؟.. وكيف ستكون خارطة العمل بها؟

في اليوم التالي للقبض على «المرسي»، أصدرت الصفحة الرسمية لجماعة الإخوان والتي تتبع القيادات التاريخية، بيانًا نسبته لمحمود عزت، نائب مرشد الإخوان، والقائم بأعماله، أكد خلاله أنه صاحب الشرعية في الجماعة، وأنه سيتم تصعيد شخص آخر بديلا عن محمد المرسي؛ لإدارة اللجنة الإدارية التابعة لجبهته.


في المقابل، اعتبرت جبهة القيادات الشبابية في الجماعة أن الشرعية لها بعد انتخابها مكتبا عاما جديدا للجماعة في مصر، ولكن اختفى أي صوت رسمي لها، بعد إعلان محمد منتصر، «اسم حركي» استقالته من منصب المتحدث الإعلامي باسمها، وبقيت الجبهة بدون متحدث رسمي لها أو معبر عنها سوى بعض البيانات التي تنشرها عبر موقعها الإلكتروني وصفحتها على «فيس بوك» والتي تحمل اسم جماعة الإخوان المسلمين أيضا.


وبحسب مصادر في «الجماعة» فإن الصراع سيستمر في الجماعة، بعد اعتقال «المرسي»، وستظل منقسمة إلى جبهتين كما هو الحال حاليًا، وستلجأ جبهة القيادات التاريخية إلى اختيار أشخاص مجهولين سيرمز لهم بأسماء حركية، على طريقة محمد منتصر، الشاب الذي لا يعرف أحد اسمه الحقيقي ولا مكان تواجده.


وبالفعل قامت جبهة محمود عزت فور القبض على «المرسي» بتصعيد عضو من اللجنة الإدارية التي كان يرأسها وتتكون من 11 عضوا بديلا له، وقامت بتصعيد شخصين من مجلس الشورى ليكونا عضوين باللجنة بديلين عن عضوين تم اعتقالهما، في حين خلت اللجنة من أي شخص من الرموز المعروفة بـ«الجماعة».


وتبقى جبهة القيادات التاريخية لها أتباعها في مصر، بينما تتم إدارتها من الخارج لتنتهي بذلك إدارة «الجماعة» من مصر، بعد اعتقال القائد الفعلي لها محمد عبد الرحمن المرسي، واختفاء محمود عزت.


ورجّحت مصادر داخل الجماعة سفر محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، إلى غزة في سرية تامة خلال الشهور الماضية بعد مرضه الشديد وتقدمه في العمر، وعدم إعلانه عن ذلك؛ لأن خروجه من مصر سيسحب منه قيادة الجماعة، وفقا للائحة الإخوان التي تنص على أن مرشد الإخوان أو من يقوم مقامه لابد أن يتواجد في مصر ويدير الأمور من داخلها، وتسقط عنه تلك الصفة في حال مغادرته.


ورجّح اعتقال «المرسي» القائد الفعلي لجبهة القيادات التاريخية كفة الجبهة الشبابية التي سعت للسيطرة على أغلبية مكاتب الجماعة، ودعوة الإخوان للحاق بها باعتبارها القيادة الفعلية للجماعة داخل مصر، والتي تمثل الرؤية الجديدة لمواجهة النظام، وهو ما جعلها أكثر قدرة من قبل على اجتذاب مزيد من الإخوان لها على عكس القيادة التاريخية، وذلك بسبب مواقفها الأكثر تشددا مع النظام.


بالإضافة إلى زوال الحجة التي كانت توصمها بها الجبهة الأخرى باعتبارها جبهة مكونة من المجهولين وأصحاب الأسماء الحركية، في حين أن «المرسي» الذي  يدير الإخوان في الداخل معروف للجميع، وهي الحجة التي انتهت باعتقاله، لتبقى جبهة القيادات التاريخية عبارة عن مجموعة من المجهولين أيضا، ولن يتم الكشف عن الاسم الحقيقي لرئيس اللجنة الإدارية التابعة لجبهة عزت، ولا عن أعضائها، مثل الجبهة الأخرى.


وبذلك تؤول قيادة الجماعة في جبهة القيادات التاريخية إلى الخارج، حيث تتم إدارتها من مكتب «الجماعة» في لندن الذي يشرف عليه إبراهيم منير، نائب المرشد العام للجماعة، بحسب تأكيد محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، عضو التنظيم الدولي للجماعة الذي أكد أن محمود عزت، فوض صلاحياته لـ«إبراهيم منير»، في حين يصبح أتباع الجبهة في مصر والذين تضمهم اللجنة الإدارية للجماعة، عبارة عن عدد من القيادات الوسطى غير المعروفة والتي تتلقى التعليمات من الخارج.


في المقابل تظل إدارة الجبهة الشبابية للمكتب العام للإخوان الذي شكلته الجبهة بالانتخاب من أعضائها دون أن تعلن عن أسمائهم خشية القبض عليهم، وتسير كل جبهة في طريقها كما رسمته ويبقى الانقسام، ولكن يدار الصراع من الخارج، وتسند قيادة الداخل لعدد من المجهولين ذوي الأسماء الحركية.