رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"الحمى القلاعية" تهدد أكبر مصدري الألبان في الغربية.. والمسئولين: "حالات النفوق فردية"

النبأ



"أبشواى الملق"، أكبر قرى مركز قطور بمحافظة الغربية، هى المصدر الأول والأضخم لإنتاج الألبان على مستوى الجمهورية، وتملك نصيب الأسد من الماشية المنتجة لها، وتمد كبرى توكيلات الشركات العالمية بمنتجات الألبان، فالتربية والتسمين هى المهنة الأساسية بتلك القرية المغمورة، ويعمل بها أغلب سكانها، فينتج أقل بيت في تلك القرية نحو 300 كيلو لبن يوميًا.


منذ قرابة الأسبوعين دق ناقوس الخطر أبوابهم وتجمعت "جيف" الماشية فى كل شارع وعلى ضفاف الترع والمصارف وامتلئت بالكلاب الضالة التى حصلت على وجبات من مواشيهم، ظهر شبح الخراب عليهم تحت مسمى "الحمى القلاعية".


يقول "حامد عبده" خريج جامعة الأزهر، ومربي ماشية: "إن السبب الرئيسى لنفوق الحيوانات ومهاجمة المرض لهم بشراسة هو تقاعص الوحدة البيطرية عن تقديم التحصينات اللازمة بحيث توفر المصل الثلاثى الذى لا يؤثر وأيضا لا يمكن الحصول عليه إلا بالوساطة أو بجلبه من الخارج، فالمرض موجود بمصر منذ 20 عام لكن لم يزداد ضراوه إلا عام 2012، وحدثت الكارثة بنفوق ثلثي ثروتنا الحيوانية ولا نريد تكرار ذلك.


وأضاف "خالد جبريل" مزارع: "كنا نستخرج من البقر والعجول 300 كيلو لبن يومياً، والآن لا يزيد الإنتاج على 20 كيلو بعد نفوق الحيوانات وإصابة الأخرى، والأكثر أصابة هى العجول الصغيرة بسبب الرضاعة من أمهاتها، فنضطر لإيجاد البديل باللبن الصناعى الذى لا يتواجد من الأساس للأطفال"، واستطرد قائلاً: "كل منزل بالقرية فيه ما لايقل عن "10 رؤوس" مريضة يضطر لوضعها فى حجر منفصل كى لا تنتقل العدوى والوحدة البيطرية لا تتحرك، لا نجد الأمصال ونضطر لوضع رقابنا تحت سكين السوق السوداء التى تتحكم فى الأسعار و"يا الدفع يا الخسارة".


ومن جانبه قال الدكتور مصطفى الشيخ مدير إدارة الطب البيطرى سابقاً، وأحد المربين: "مرض الحمى القلاعية هذا العام لم يعد كالأعوام السابقة لزيادة الوعى لدى المربين، أصبح المربى يعى تماماً حقيقة المرض وكيفية مواجهته، كما توفر وحدة الطب البيطرى تحصينات فى الأسواق وتمنع دخول أى حيوانات غريبة من خارج المحافظة إلى جانب أن الحيوانات المستوردة تحصن من الخارج بمصل السباعى فلا يوثر فيها المصل الثلاثى الموجود فى مصر، فى حين أننا لم نتوصل حتى الأن إلا لثلاث "عترات" أى أشكال للمرض فقط فى حين أنهم في الخارج توصلوا إلى سبع أشكال لمرض الحمى القلاعية، وهو السبب الرئيسى وقد يكون الوحيد فى ظهور الحمى القلاعية مراراً وتكراراً.


من ناحيته أكد الدكتور حاتم كمال أنور مدير هيئة الطب البيطري بالغربية: "أن معظم الحالات المصابة أو النافقة فردية ومعظمها مواشي وافدة من محافظات أخرى، مؤكدًا أن الأمصال والتحصينات متوفرة بكافة الإدارات البيطرية ولا صحة لأي نقص فيها ولم يظهر فى مصر حتى الآن إلا ثلاث صور للمرض ولا تحتاج إلا الثلاثى، أما السباعى للحيوانات المستوردة فقط، وجارى التواصل مع مديرى الوحدات البيطرية لحصر عدد الإصابات والتخلص الأمن من الحيوانت النافقة.