رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حرب الفشل الغربي "6"

أحمد عز العرب - أرشيفية
أحمد عز العرب - أرشيفية


وقفنا في الحلقة الماضية عند تصريح تركيا أنها تسعى لتكوين حلف غربي لإنهاء النزاع السوري، وأنها لاتنوي التدخل العسكري منفردة، ولكن ماذا يحدث لو تعرضت قوافل المساعدة التركية لهجوم جوي روسي؟ أو لو قامت روسيا بتسليح الأكراد بصواريخ مضادة للطائرات واستخدمت هذه الصواريخ في إسقاط طائرة تركية أو إذا قامت تركيا بتزويد الثوار بهذه الأسلحة التي يمكنهم استخدامها ضد المقاتلات الروسية، هل يضطر حلف الناتو للتدخل عند هذا المنعطف؟

صمت أوباما

إن الرجل الذي يستطيع الإجابة على الكثير من هذه الأسئلة لا يقول إلا القليل جدا عن سوريا هذه الأيام رغم الدراما الأخيرة، ففي الماضي كان يقول باراك أوباما إن بشار الأسد لابد أن يترك السلطة ومازال يتحدث بأنه دكتاتور عنيف لا يرحم وفي نفس الوقت رغم ذلك فإن أوباما لا يفعل شيئا ضده، وليس هناك دلائل على أنه ينوي القيام بعمل ضده.


وقد كتبت جريدة نيويورك تايمز مؤخرا، أنه من الصعب التمييز بين إستراتيجية أوباما وبوتين تجاه سوريا وفي هذه الأثناء يقول الصحفي والمؤرخ مايكل حنا تييف زكذلك ليون فيلستير، عضو معهد بروكنجز، في جريدة واشنطن بوست أنه قد حان الوقت بالنسبة لهؤلاء الذين تعنيهم المواقف الأخلاقية لأمريكا أن يقولوا هذه السياسات تدعو للخجل والعار.


من الواضح جدا عند هذه النقطة أن أمريك ليس لديه استراتيجية أكثر من مجهوده الفاتر لتقديم التدريب والأسلحة للثوار بجانب الاعتماد على المفاوضات ولكن كل ذلك لم يؤد لأي نتيجة كما أثبتت الأحداث أوائل فبراير.


لقد عمل وزير الخارجية الامريكي جون كيري لمدة 3 أشهر لدفع الأطراف المتحاربة إلى مائدة المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة وهم الثوار المعتدلون، وممثلو نظام الأسد والإيرانيون، والسعوديون والروس، ولكن روسيا أدارت ظهرها ولجأت إلى الهجوم الجوى بمجرد بدء المفاوضات، وخلال ثماني وأربعين ساعة قامت روسيا بثلاثمائة وعشرين غارة جوية في شمال سوريا وحده، لم يكن من المصادف أن العاصفة على حلب بدأت في نفس اللحظة وكان الهدف الروسي تحطيم أي احتمال لأن يكون للمعارضة أي صوت بشأن مستقبل سوريا.


كل الأطراف كانت تدرك أن استمرار المفاوضات كان يزداد صعوبة بالنسبة للمعارضة، حيث شدد نظام الأسد من هجومه العسكري وكان هذا ما صرح به الدبلوماسيون في جنيف بعد يومين من المفاوضات، فأوقف الوسيط الدولي مشوار المفاوضات والآن لا يبدو أن المعارضة على استعداد للعودة لجينف يوم 25 فبراير كما كان الترتيب ولماذا يعودون.


استراتيجية الأسد لسوريا

هدف الأسد حاليا هو الاستيلاء عسكريا على معظم سوريا حيث تعيش أغلبية السكان، فإذا نجح سيستطيع المفاوضة من موقف قوة ويملي شروطه التي من المؤكد ألا يكون ضمنها تنازله عن السلطة.

وفي حفل استقباله في لندن خلال مؤتمر المانحين لسوريا في أوائل فبراير، سأل ثلاثة من نشطاء حقوق الإنسان السوريين وزير الخارجية كيري لم تفعل أمريكا شيئا لحماية المدنيين، فرد كيري قائلا لا تلوموني ولكن لوموا معارضتكم.


وقالت سيدة أرادت عدم الكشف عن شخصيتها إن كيري كان غاضبا جدا، وقال إن المعارضة كان عليها أن تقبل ما تستطيع الحصول عليه ورددنا بأن الروس ألقوا 230 قنبلة على حلب في يوم واحد، ثم أصلح الرقم إلى 185 فقط، وأضاف أن هذه الغارات الروسية ستستمر لمدة 3 أشهر أخرى ستدمر خلالها قوى المعارضة، وأن الخطأ سيقع على المعارضة وليس روسيا.


هل فقد أوباما الأمل؟

عندما تدخل بوتين في سوريا يبدو أن أوباما فقد كل أمله في قدرته على حل النزاع في الشرق الأوسط فهو يبدو خائفا من المواجهة مع روسيا ومع ذلك فهو أيضا مهتم لأنه يحتاج لروسيا لضمان أن الصفقة النووية مع إيران ستنجح..

ونقف عند هذه الفقرة حتى المقال التالي.